المركز الرياضي العيايدة… منشأة منسية

قاعة مغطاة بدون تجهيزات واعتمادات مالية ودار شباب معطلة مع سبق الإصرار أحدث المركز الاجتماعي والتربوي والثقافي والرياضي العيايدة بضواحي سلا من أجل وضع حد لمعاناة سكان المنطقة، بسبب غياب مرافق رياضية وفضاءات اجتماعية لأبناء هذه المنطقة الآهلة بالعديد من دور الصفيح، ومنح أبنائها مرفقا رياضيا يلبي احتياجاتهم، ويوفر لهم مسرحا لإبراز قدراتهم الرياضية في جو سليم ووفق أسس علمية، بواسطة أطر تقنية تابعة لوزارة الشباب والرياضة، بعد أن فوت إليها المركز المحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ربورتاج الصباح سيقف عند جميع المشاكل التي يعانيها المركز المشكل من قاعة مغطاة ودار الشباب في تدبيره وتسييره، بسبب عدم اهتمام المسؤولين عن وزارة الشباب والرياضة به ، وعدم توفر قاعته على أبسط التجهيزات اللوجستيكية وغياب الإنارة والماء والعديد من المشاكل الأخرى، في الوقت الذي تتوفر دار الشباب على جميع التجهيزات والوسائل، لكنها ظلت مقفلة منذ دشن صاحب الجلالة محمد السادس المركز يوم 27 شتنبر 2011، وعجز الوزارة عن إيجاد صيغة قانونية لانتخاب أعضاء مجلسه الإداري. يتوفر المركز السوسيو رياضي المندمج العيايدة بسلا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك على قاعة مغطاة ودار شباب، وفضاء مهمل يحتل النسبة الأكبر من مساحته، ويشكل مصدر خطر على الأطفال الذين يرتادون المركز بحكم أنه يشكل مجمعا لجميع الحشرات السامة، في غياب عناية من طرف المسؤولين المباشرين عليه بسبب عدم توفرهم على اعتمادات مالية بالإمكان مساعدتهم على إصلاح ما يمكن إصلاحه، ورفض السلطات المحلية إجراء بعض الصيانة على الفضاء المذكور. إهمال وغياب الصيانة وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقاعة المغطاة حوالي 500 مقعد، وتضم مستودعين للاعبين، يتوفر كل واحد على حمامين وقاعة للاستحمام بعض الكراسي، ومستودع للحكام وقاعتين للإدارة فارغتين من جميع التجهيزات الإدارية ومكتبين خاصين بالتذاكر وقاعة للعلاج، لا يوجد بها أبسط المعدات الطبية، وعلى مرميين لكرة اليد وعمودين لكرة السلة، وعلى بهو للاستقبال وولوجية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى مدخل رئيسي وبابين من الجهتين الشمالية والجنوبية للقاعة، وتمارس بهذه القاعة أنشطة رياضية لكرة السلة وكرة اليد وكرة القدم المصغرة وألعاب القوى، إضافة على مساهمتها في تنظيم العديد من الأنشطة بالمدينة.وبخصوص دار الشباب، يمكن القول إنها أوفر حظا من ناحية التجهيزات مقارنة بالقاعة المغطاة، ذ أنها تتوفر على طابقين الأول يوجد به قاعة مملوءة بالحواسيب الالكترونية من نوع جيد، غير أنها مكسوة بالغبار وقاعة كبيرة بها بعض المعدات الموسيقية وبالنسبة إلى الطبق الأرضي يضم قاعة للأطفال يتوفر على جميع المعدات الترفيهية، ومطعم وقاعة للاجتماعات وقاعة تتوفر على معدات لعبة السنوكر والبياردو وكرة الطاولة، وبعض الرفوف المعدة لحفظ الوثائق، غير أنها لم تستخدم يوما من طرف سكان المنطقة، بسبب رفض المدير فتحها في وجههم. مستفيدون مع وقف التنفيذ إن المنطقة التي أنشئ بها المركز توحي بأنه وضع بناء على دراسة ميدانية علمية، بالنظر إلى عدد الأحياء المجاورة له، فبالإضافة إلى دور الصفيح المنتشرة بالعيايدة، ينتظر أن تعرف رواجا سكانيا كبيرا، بحكم أنه يوجد وسط حي للسكن الاقتصادي في الأيام الأخيرة من نهاية الأشغال به، الشيء الذي سيستقطب عددا مهما من السكان، وسيكون له انعكاس على البرنامج الزمني للقاعة على مدار السنة. ويستفيد حاليا من القاعة المغطاة حوالي 300 طفل، وجمعيتان فقط، ويتعلق الأمر بالجمعية الرياضية السلاوية لكرة اليد وجمعية الأعمال الاجتماعية لعمالة سلا، علما أن عدد الطلبات التي توصلت بها مديرة المركز 500، إذ اضطرت إلى تقليص العدد بسبب رفض أداء واجب التأمين طرف ذوي الأطفال، وينتظر أن تقومك بدارسة لمعرفة المشكل الحقيقي وراء عزوف ذوي الأطفال عن أداء واجب التأمين، هذا في الوقت الذي لا يوجد أي مستفيد من دار الشباب المقفلة منذ تدشينها من طرف صاحب الجلالة بعد مرور سنة.إن عدد طلبات الانخراط التي توصلت بها القاعة مقابل أداء واجب سنوي كثيرة جدا، منها جمعيات لمؤسسات خاصة وأخرى عامة، ومن أبرزها اتصالات المغرب وصندوق الايداع والتدبير وريضال وإدارة السجون والأمن الوطني والمحافظة العقارية ومركز الحليب للرباط وسلا وهيأة القضاة والمحامون، إضافة إلى مجموعة من الجمعيات الشبابية، لكن إدارة القاعة وجدت إشكالا في قبول هذه الطلبات، بسبب التأخر في تشكيل مجلس المركز الذي سيتكفل بتدبير القاعة ودار الشباب، صعوبة تشكيله لعدم وجود مرسوم ينظم هذا الأمر. معاناة يومية تعاني قاعة المركز المذكور العديد من العيوب منذ إحداثها، بل يمكن القول إنها أصبحت تشكل ثقلا على الأطر التي تشتغل بها، سيما المديرة نزهة الراجح، التي تواظب على برمجة دوريات لفائدة الأطفال في تحد للظروف غير الملائمة التي يمارس فيها الأطفال، إذ لا تتوفر على القاعة على الماء أو الكهرباء، ويضطرون إلى الاستعانة بماء البئر من أجل جلب الماء، كما يمنع عليهم استعمال القاعة ليلا لعدم وجود كهرباء، أو استعمال حواسيبهم لكتابة التقارير اليومية عن الأنشطة التي تمارس بالقاعة، أو مكاتب على الأقل بالإمكان أن تحفظ فيها الملفات، إضافة إلى أن الحمامات غير صالحة للاستعمال بسبب العيوب في المجاري المائية وقنوات الصرف الصحي، كما أنهم يجدون صعوبة في استعمل القاعة في فصل الشتاء، بسبب الثقوب والشقوق الموجودة في جدران وسقف القاعة، الشيء الذي يتسبب في تسرب مياه الأمطار إلى القاعة، ما يشكل خطرا على سلامة الأطفال والممارسين. كما أن النوافذ مكسرة ولا تقي القاعة من الأمطار أو الرياح القوية، وبعض الأبواب الزجاجية مكسرة أيضا ما يثير مخاوف الأطر التقنية التي تشتغل بها.ومن جملة المشاكل التي تعرقل استعمال القاعة بشكل جيد، عدم توفرها على أبسط المعدات اللوجستيكية والبيداغوجية التي يمكن الاستعانة بها لتمكين الأطفال من دروس تطبيقية في بعض الأنواع الرياضية، كما لا تتوفر على معدات النظافة، الشيء الذي تضطر معه المديرة إلى طلب مساعدة الأطفال في تنظيفها، علما ان القاعة تستعمل يوميا باستثناء يوم الأحد المخصص لبعض المنافسات على صعيد مدينة سلا. قاعة دون اعتمادات من أغرب الأمور التي يمكن الوقوف عليها بمركز العيايدة عدم توفره على اعتمادات مالية، تسهل عملية تدبيره بشكل يومي، وتقي المشرفين عليه الإنفاق من مالهم الخاص لإصلاح بعض الأعطاب التي تصاب بها بعض المرافق، الشيء الذي يصعب تدبير أمور القاعة اليومية بشكل خاص، على اعتبار أن دار الشباب معطلة عن العمل منذ إنشائها.ويعتبر المشكل المالي من أهم المشاكل التي تعانيها القاعة، إذ تجد المديرة المسؤولة صعوبة في تسييرها، وتوفير بعض التجهيزات الضرورية، علما أن المشكل الإداري يؤزم الوضعية المالية للقاعة، إذ أن العديد من الجمعيات ترغب في تسديد ثمن الانخراط السنوي مقابل استفادتها من القاعة، كما هو معمول به في العديد من القاعات التي تندرج في إطار مصلحة الدولة المدبرة بصفة مستقلة «سيكما»، إذ كان يرغب المسؤولون في تنفيذ هذا الاقتراح غير ان عدم توفر المركز على مجلس إداري، دفعهم إلى التراجع عن ذلك، بحكم أنهم لا يملكون الصفة القانونية والإدارية، كما أن المشكل المالي أفرز العديد من الصعوبات، إذ أن المستفيدين يضطرون إلى جلب معدات النظافة للقيام ببعض الأوراش للحفاظ على نظافتها، كما أن حارسها يتلقى تعويضات من بعض المستفيدين والمسؤولين، في الوقت الذي بالإمكان استغلال القاعة لتوفير إيرادات مالية مهمة بإمكانها مساعدة المسؤولين على تجاوزبعض الصعوبات، اقتناء معدات لوجيستيكية وبيداغوجية لمساعدتهم على تكوين الأطفال.ورغم قيام لجنة من عمالة سلا بجولة تفقدية إلى المركز وإعداد تقرير حول احتياجات القاعة، إلا أن ذلك ظل في طي النسيان، وظلت دار لقمان على حالها، باستثناء الميزانية التي رصدتها وزارة الشباب والمالية لها من أجل تزويدها بسبورة إلكترونية وتكسية أرضيتها بالبساط المطاطي، علما أن القاعة بها العديد من العيوب التي تنتظر رصد ميزانيات مهمة لإصلاحها، وتوفير أدنى شروط السلامة للأطفال والجمعيات المستفيدة من القاعة المغطاة.ويثير غياب الاعتمادات المالية الكثير من المشاكل الأخرى، إذ أن ذلك يعيق تعاقد المشرفين عن القاعة مع شركات للصيانة والتنظيف، في انتظار توفير الاعتمادات لتنفيذ الشطر الثاني من المركز، الذي سيعرف إحداث مسبح وثلاثة ملاعب وحلبة مطاطية لممارسة ألعاب القوى في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما سبق التصريح بذلك. كما أن القاعة تعاني إهدار العديد من الموارد المالية بسبب عدم تسوية المشكل الإداري وانتخاب مجلس إدارته، في الوقت الذي يتطلب التدخل بشكل سريع لحل مشكل دار الشباب المغلقة منذ تدشين المركز، ما يعرض محتوياتها للإتلاف، علما أنها تتوفر على تجهيزات لوجستيكية وبيداغوجية قيمة، ناهيك عن التجهيزات الإدارية التي طالها الصدأ. صلاح الدين محسن

المركز الرياضي العيايدة… منشأة منسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملكيات الخاصة...جبل جليد تحت مدن الصفيح

شذرات من ذاكرة الصراع بين العلمانيين والأصوليين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات