سقوط ” مول القبية “

يسطو على أجهزة كاميرات المراقبة ويجبر الأمن على اعتماد الطرق التقليدية في البحث أوقفت الشرطة القضائية بالجديدة " مول القبية " وهو شاب ذو 31 سنة، متزوج ويتحدر من فاس اختار حي السلام لتنفيذ سرقتين في أقل من شهر، استهدف من خلالهما وكالتين لتحويل أموال ووكالة للتأمين، ونجح في الاستحواذ على أكثر من 11 مليون سنتيم، معترفا بأنه مقترف هذه السرقات، وتمت إعادة تمثيل فصول جرائمه وسط تعزيزات أمنية. بعد السرقة الأولى التي اقتحم فيها الجاني وكالة لتحويل أموال قبل شهر ، حل فريق أمني مؤازر بشرطة مسرح الجريمة، وتم رفع كل الأشياء المفيدة في البحث، واسترجعت لحظات من تنفيذ السرقة من ذاكرة كاميرات منصوبة بالوكالة، وخرجت الضابطة القضائية بتصريحات مطمئنة أكدت من خلالها أن إيقاف الجاني مسألة وقت فقط ، ومر أكثر من شهر وتأكد للعموم أن المسار إلى الجاني أضحى مستعصيا وأن إلقاء القبض عليه هذه المرة ترك للصدفة لعلها تنقذ ماء وجه المحققين الذين لم تسعفهم البصمات ولقطات الكاميرات في وقت أعاد الجاني عقارب فرحة أمن الجديدة إلى الصفر، وأفسد عليهم لحظات انتشاء بإلقائهم القبض على سارق من تارودانت، نفذ سرقات متعددة منذ رمضان استهدف من خلالها خمس صيدليات بطريق مراكش وحي النجد وحي الصفاء والمويلحة، وكان أمن الجديدة تعرض إلى انتقادات شديدة على صفحات التواصل الاجتماعي، وتعمد الأمن ذاته الرد على ذلك بإعطاء عمليات إعادة تمثيل سرقة الصيدليات هالة إعلامية كبرى خاصة في المواقع الإلكترونية، بغرض إعادة السكينة والطمأنينة إلى عموم المواطنين وبالأخص صيادلة المدينة. سارق بحيطة كبيرة اعتقدت الضابطة القضائية في السرقة الأولى انها أمام سارق هاو، سيسقط في أول منعطف في يد الأمن، لكنه استغفلها مرة أخرى ونفذ سرقته الثانية الخميس الماضي، بحي السلام وبمكان لا يبعد عن جريمته الأولى إلا بحوالي 600 متر فقط ، مفندا جميع الاعتقادات الأمنية أن الجاني لا يعود أبدا إلى مسارح جرائمه وأنه يبحث عن أماكن بعيدة لمواصلة نشاطه الإجرامي، و هو بذلك أعطى الانطباع أنه يضبط كل شاردة وواردة عن مسرح جرائمه، ويتخذ كل الاحتياطات اللازمة التي جعلته مقلقا لأمن الجديدة، وهو عندما نجح في ثلاث سرقات بالأسلوب نفسه، الذي يعتمد على آلة حديدية " فاروع " سخرها لكسر الأقفال، أكد أنه سارق بالتسلسل وأنه لن يقف عند هذا الحد إذا لم يتم إلقاء القبض عليه، بل إنه أرسل رسائل تحد، لأنه نفذ جرائمه المتسلسلة في مجال جغرافي لا يتعدى 600 متر مربع. يجرد الأمن من قوته يبدو أن " مول القبية " أو سارق حي السلام على قدر مهم من الذكاء والخطورة، وهو ما عادت لتعترف به الضابطة القضائية، لأنه نفذ سرقته الأولى على الساعة الثالثة صباحا بعد أن خلد سكان الجوار إلى النوم، لكن في هذه المرة غير التوقيت إلى الواحدة صباحا رغم أن الحركة في حي السلام لا تفتر إلا بدءا من الساعة الثانية صباحا، أكثر من ذلك أنه يبدو أنه تابع تفاصيل وقع سرقته الأولى على الرأي العام من خلال الفضاء الأزرق، إذ تفادى بعض أخطاء الجريمة الأولى، بتجريد أمن الجديدة من كل الخيوط الممكن أن تختزل المسافات للوصول إليه، ومنها أنه نفذ سرقة وكالة تحويل أموال ووكالة تأمين بحي السلام بدم بارد، وعمد إلى انتزاع جهاز " دي في إر " الذي يعد ذاكرة مهمة يعتمد عليها المحققون في الوصول إلى الجناة أو على الأقل الاستئناس بملامحهم التقريبية، بل إنه لما فرغ من جريمته المزدوجة كسر كل الكاميرات . وسائل بحث تقليدية عندما جرد سارق حي السلام أمن الجديدة من كل الوسائل الإلكترونية المساعدة والتي كانت قوة الأمن ذاته في العديد من المرات لفك ألغاز جرائم سرقة وقتل في أوقات قياسية، فإنه وضع المحققين في وضعية لا يحسدون عليها، فرضت عليهم بالضرورة العودة إلى الوسائل التقليدية في البحث والتقصي، ومنها " سربيس الأذن " واستجماع معلومات ممن تظهر إفادته ضرورية في البحث، وهو في الواقع طريق مضن وشاق ويحتاج إلى وقت طويل، ودخلت على الخط أجهزة أمنية أخرى تولد لديها شك في ارتباط الجاني بتنظيم معين، لكن في السرقة الثانية، خانته بصماته التي رفعت من مسرح الجريمة وتم إرسالها إلى معهد الأدلة الجنائية، والتي شخصت صاحبها على عجل، دفعت بالمصطفى رمحان رئيس الشرطة القضائية إلى تجهيز فرقة تدخل سريع و مباغتة الجاني بشقة عائلته بحي النجد حتى لا تتاح له فرصة للهروب، وألقت عليه القبض وهو في عز النوم، وحجزت لديه أداة الجريمة والمال المتحصل من السرقة المزدوجة الأخيرة وقدره 93 ألف درهم، بينما أفاد بأنه تخلص من جهاز "دي في إر" في مزبلة قريبة . تمثيل فصول جرائمه وسط تعزيزات أمنية أعاد الجاني بـ"القبية" الحمراء التي كان يرتديها لحظة اقتحام وكالات تحويل أموال، تمثيل فصول جرائمه وبدأها عادة بكسر الأقفال ثم إبطال صفارات الإنذار وتفتيش كل مكان بحثا عن مبالغ مالية، معتمدا على أداته في الجريمة " فاروع "، ضبط معه في غرفة نومه، وهو ما ولد قناعة بأنه يحتفظ به لأنه كان ينوي مواصلة مشواره الإجرامي دون توقف في إطار "الجرائم الوافدة " على الجديدة، إذ أكدت إحصائيات رسمية أن أغلب مرتكبي السرقات بالمدينة يتحدرون من مدن أخرى. عبدالله غيتومي (الجديدة)

سقوط ” مول القبية “

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمير مولاي الحسن يمثل الملك في المراسيم الرسمية لتشييع جثمان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك

سنتان حبسا لبرتغالي طنجة

مقالات ذات صلة