مصحات الأمراض العقلية “معتقلات” إجبارية للمرضى والأصحاء

وحدها العائلات تتكفل برعاية مريضها ونهج سبل العلاج والتكيف مع المرض قبل أيام ليست بالكثيرة، لم يتوان لحسين الوردي، وزير الصحة، عن تشبيه مستشفيات الأمراض العقلية بسجن «عكاشة»، بل إن الوزير ذهب، خلال تقديمه حصيلة عمل الوزارة خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية إلى الجزم بأن حتى العقلاء والأصحاء إن ساقتهم الأقدار إلى دخول إحدى المصحات الأقرب منها إلى معتقلات لن يخرجوا أصحاء. ولا تقتصر وضعية مستشفيات الأمراض العقلية التي أقر الوزير المكلف بالقطاع أنها تشكو اختلالات كبرى في أبسط تفاصيلها، عند قلة عددها أو ضعف طاقتها الاستيعابية، لدرجة أصبح معها المرضى العقليون، ممن ارتكبوا جرائم، تنوعت واختلفت من النشل إلى القتل، بسجون المملكة، التي اتضح في نهاية المطاف أنها لا تختلف كثيرا عن مصحات الأمراض العقلية، بل إن الوضعية تزداد سوءا، عندما لا تكون كليات الطب الوطنية أطباء ومختصين في علاج هذا النوع من الأمراض، الذين يعدون على رؤوس الأصابع.بعض الأطباء النفسيين يعزون قلة عدد الاختصاصيين في المغرب إلى صعوبة الأطروحات التي تقدم خلال فترة الدراسة، وعدم اهتمام الحكومة بهذا النوع من التخصص، ما يجعل المستشفيات والمراكز التي تستقبل المرضى الذين يعانون أمراضا نفسية أو عقلية تشهد "تكدسا" استثنائيا، فضلا عن أن العمل بهذا الميدان يتطلب أن تكون شخصية الطبيب صلبة وسوية بالأساس، وأن يكون شجاعا مع الحالات المرضية الصعبة، ثم إن الطبيب النفسي على غرار باقي الأطباء يتابع حالة مريضه لمدة طويلة قد تدوم سنوات تستمر فيها العلاقة بين الطبيب ومريضه، الذي يمكن أن يكون في بعض الحالات عدوانيا ويشكل خطرا على الطبيب، سيما في المراحل الأولى من العلاج أو عند اللقاء الأول مع المريض.هذه الوضعية تدفع الآباء وأسر المرضى إلى نهج طريق العلاج بمفردهم، كل حسب مستواه الثقافي ودرجة الوعي لديه، فجميعهم يسارعون إلى طرق كل الأبواب التي يرون أنها ستساعدهم على الشفاء، يزورون الأضرحة يستنجدون بركات الأولياء الصالحين، قبل التفكير في علاج الطبيب، رغم ارتفاع نسبة الوعي بضرورة العلاج عند طبيب نفسي في الآونة الأخيرة.لكن، وقبل أن تلجأ الأسر إلى مساعدة قريبها، يجمع أخصائيو علم النفس على أن الأسر يجب أن تطمئن هي نفسها وتكتسب الثقة في النفس وتعتبر أن الحالة التي يعانيها ممكنة الحصول بالنسبة إلى العديد من الأسر، وأن هذا ليس عيبا أو نقيصة، ولا ذنبها هي، فحتى إذا ولد الإنسان سليما قد يتعرض إلى حوادث. وهناك مراحل للتكيف مع التوتر، فعدد من الأسر ترفض أن طفلها متخلف عقليا، ورويدا يتقبلون الأمر، وعندما ينتهي الحداد، وتصل إلى نضج الإحساس والعودة إلى الواقع وتقبل الأمر، تشرع في البحث عما يمكنها أن تفعل بعد انتهاء الصدمة.وينصح المختصون الأسر بأن تبتعد عن الشعور بالذنب، ويجب عليها أن تقبل ذلك الفرد ولا تنفر منه ولا تبعده ولا توصمه بأنه عالة أو تعمد إلى تعنيفه أو معاملته بالقسوة، لأنه يكفيه ما فيه. ويجب عليها أن تتعلم كيف يمكن أن تتعامل معه حسب نوعية المرض، والعمل على تقليل التوتر لدى العائلة، فهنالك العديد من العائلات التي تشعر بالتوتر لوجود المرض ويستمر هذا التوتر لفترات طويلة الأمر الذي له تأثير سلبي سواء على المريض وتحسنه أو على قدرة العائلة على دعم المريض لدى من الأهمية بمكان العمل على إيجاد بدائل لتقليل التوتر. هجر المغلي

مصحات الأمراض العقلية “معتقلات” إجبارية للمرضى والأصحاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحة العقلية بالمغرب...واقع لا يسر عدوا ولا حبيبا

خريطة "الجنون" بالمغرب

مقالات ذات صلة