من يريد زعزعة الأمن؟

ركوب على أحداث قديمة وقرصنة جرائم من الخارج وتعليقات سامة خرجت المديرية العامة للأمن الوطني ببلاغ، مرفوق بصور وتعليقات تشرح حقيقة أحداث قديمة أو مقرصنة من جرائم وقعت خارج الوطن، عممت من قبل مجهولين على مواقع التواصل السريع، على أساس أنها جرائم جديدة، وأرفقت بتعليقات الهدف منها التهويل وبث الشعور بانعدام الأمن. وأظهرت حقيقة صور بشعة زعم ناشروها أنها حديثة، بأنها تعود إلى وقائع قديمة بعضها مؤرخ في 2014 وأخرى اقتبست من الأردن وغيرها من الدول الأجنبية، وهو ما يطرح تساؤلات عريضة عن الجهات التي تتعمد هذه الفبركة، وأهداف وصفها بأنها حديثة لتغليط الرأي العام؟ وكذا اختيار الظرفية المناسبة لنشرها؟ جرائم الشارع العام أو ما يسمى بالتشرميل، التي سجلت في الآونة الأخيرة، سواء منها الموثقة بأشرطة مصورة أو لم توثق، تم فك رموزها بنسبة كبيرة وفي زمن قياسي، وهو ما يؤكد النجاعة الأمنية في إلقاء القبض على الخارجين عن القانون، أما أسبابها ومسبباتها، فلا تعزى بأي صورة من الصور، إلى المقاربة الأمنية فقط، بل ثمة تقاطعات تشترك فيها كل القطاعات ويتداخل فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي. أما اقتباس جرائم من الخارج وتوضيب أشرطتها لنسبتها إلى مدينة من المدن، فذك سلوك أهدافه غير معلنة، ويبحث عن تعاطف كبير مع ادعاءات لتسفيه المجهودات المبذولة، واللعب بالنار، وهي محاولات يائسة تظهر وما تلبث أن تختفي بعد افتضاحها، أما الواقفون وراءها فهم كراكيز تتحرك، كلما مست مصالحها أو افتضحت حقيقة رموزها التي تتخفى وراء اللحي و"الدينار". تكرر نشر الحوادث الوهمية في مناسبات منها حمأة الربيع العربي والإيقافات التي مست منتسبين إلى التيار المحافظ في قضايا أخلاقية، إذ في كل هذه المناسبات يتم إغراق مواقع التواصل السريع بصور مفبركة بعضها من فلسطين المحتلة أو من أمريكا اللاتينية، للتأثير في المتلقين، وتحويل انتباههم عن القضية التي تعنيهم بالأساس، بدعوى أن الجرائم الأخطر تنتشر وأن الأبرياء من المحافظين يزج بهم في قضايا أخلاقية للانتقام منهم (كذا...). الجرائم العلنية المسجلة في الآونة الأخيرة، معزولة، ومصالح الأمن تتعامل مع كل البلاغات والوشايات ولو صدرت في شريط عن جريمة لم يبلغ بها، للتحقق من صحتها. المس بالشعور عبر جرائم مختلقة، وتسفيه المجهودات الأمنية، يعيدنا إلى التمعن في الفرضية نفسها التي ترد من أصحاب الذقون الملتحية، والتي لا تتوقف عند بوصلتها في اتجاه معين، وذلك لغرض في نفس يعقوب، إذ عندما يتم إيقاف من لهم معهم مصلحة، يصفون رجال الأمن بالتغول والتسلط وتجاوز القانون وغيرها من التهم التي تضرب في العمق الديمقراطية والمجتمع المدني، وعندما ينشرون الجرائم المفبركة ويركبون على جنوح الشارع ذي الأسباب المتعددة، والأحداث المعزولة، يصفون الوضعية الأمنية بالمنفلتة والمتسيبة، وغيرها من الأوصاف القدحية، لتسفيه ليس المؤسسة الأمنية وحدها، بل من خلالها الدولة ككل. المصطفى صفر

من يريد زعزعة الأمن؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في خروقات صفقات الصحة بمراكش

وزراء ولكن!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات