3 أسئلة: عدة جهات تتحمل المسؤولية

كيف تلقيتم كمهنيين نبأ هذه الفاجعة وكيف تنظرون إلى ارتفاع وتيرة الحوادث المميتة التي تعرفها طرقات المغرب؟أولا نتقدم بتعازينا الحارة إلى عائلات الضحايا ومواساتنا كذلك إلى أسر المصابين. في الواقع نحن نتحسر كثيرا لما وقع، وهذه مناسبة لنذكر ببضع الملاحظات التي طالما رددناها، إذ أن مسؤولية مثل هذه الحوادث تبقى مشتركة ما بين وزارة النقل وعناصر الدرك الملكي على الطرقات وعناصر الأمن الوطني بمدينة زاكورة، إذ كيف يعقل أن يُسمح بمرور حافلة عليها حمولة إضافية تصل إلى 15 مسافرا؟ فلم يوقفوا سائقها ويحرروا له مخالفة، ولم يعملوا حتى على إنزال الركاب الإضافيين. ثم هناك مسؤولية مركز الفحص التقني الذي رخص لتلك الحافلة بالاستمرار في العمل رغم اهترائها، علما أن ذلك المحور معروف بأنه خطير جدا. كما أن المعلومات التي توصلت بها هذا الصباح تفيد أن السائق تجاوز سن التقاعد، ومع ذلك كان مستمرا في العمل، كما أن الحافلة المذكورة تتوفر على ترخيص يسمح لها برحلات خلال النهار، مما يُظهر أن أصحابها لم يحترموا عدد ساعات العمل، إذ أنها توجهت في النهار إلى زاكورة وفي المساء قفلت عائدة إلى مراكش. كيف هي الطريق على هذا المحور، خاصة وأنك اشتغلت به لعدة سنوات؟إنه محور طرقي خطير جدا ومن أخطر المحاور المعروفة في المغرب، إذ يعتبر واحدا من النقط السوداء، وشركات النقل الطرقي لا تنتدب إلا السائقين المحترفين للعمل بهذا المحور. وتنضاف رداءة الطريق بهذا المحور إلى عامل الحالة الميكانيكية للحافلة، إذ أن الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام تُظهر أنها كانت في حالة مهترئة، إذ وحدها القاعدة التي تستند عليها المقاعد التي قاومت قوة السقوط في المنحدر. ثم يجب أن نتساءل كذلك عن المعايير التي اعتمدها مركز الفحص التقني للسماح لمثل هذه الحافلات بالاستمرار في العمل على هذا المحور، خاصة أن الحافلة المعنية دخلت الخدمة سنة 1992. ما هي في نظركم الحلول التي يمكن أن توقف نزيف حرب الطرق على مثل هذه المحاور الخطيرة؟لدينا الكثير من المحاور الجبلية التي تعد من النقط السوداء ضمن شبكات الطرق بالمملكة، وما ننصح به هو أن الحافلات التي ستؤمن النقل على هذه المحاور يجب أن لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، كما ينبغي أن توفر هذه الحافلات على كل التقنيات التي تمكنها من السير على هذه الطرق دون حوادث، خاصة توفرها على فرامل متطورة ومتعددة، كما ينبغي التشدد من لدن الجهات الوصية على توفر الحافلات على كل شروط السلامة، وأشير أيضا إلى أنه من العار أن تترك وزارة النقل والتجهيز قطاع الفحص التقني يعيش في هذه الفوضى العارمة والتسيب، كما يجب عليها أن تنظم لقاءات وحملات مباشرة مع مهنيي النقل الطرقي، كما يجب تشديد المراقبة على الطرقات، خاصة ما يتعلق بالزيادة في عدد الركاب، والتي نعيشها بمحطة أولاد زيان، فكيف لا تحدث في زاكورة. أجرى الحوار: محمد أرحمني عبد العالي خافي, نائب الكاتب الوطني للمركزية النقابية للجان العمالية المغربية للنقل الطرقي للمسافرين

3 أسئلة: عدة جهات تتحمل المسؤولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نحيب وإغماءات أمام مستودع الأموات بمراكش

تحقيقات أولية تؤكد قيام سائق الحافلة برحلات طويلة

مقالات ذات صلة