مسار: تشنويت… تموجات جسدية بإيقاعات أمازيغية

لا تكل الفنانة الأمازيغية عائشة تشنويت، عن الحركة فوق الخشبة على إيقاع تموجات جسدية متناسقة مع أنغام متأصلة من الفن الأمازيغي. تغني وترقص، بشكل يحس معه المتلقي، كما لو أنه يعاين استعراضا للقطات فنية رياضية أو اختبارا في "كاطا" فنون الحرب. بدت هذه الفنانة ليلة السبت الماضي، في قاعة الانتظار بالمركب الرياضي بإفران، كما لو خرجت لتوها من منافسة رياضية مضنية، أتحفت فيها الآلاف من عشاقها. ملامح التعب والإنهاك، كانت واضحة على وجهها بعد إنهائها سهرة أحيتها لمناسبة مهرجان تورتيت الثقافي. انهمكت الراقصات الأربع مرافقاتها في تلك السهرة الثالثة لها في هذا المهرجان الذي يثبت نفسه في خريطة المهرجانات الوطنية المميزة، في تغيير ملابسهن بلوني العلم الوطني، فيما بدت قائدة الأوركسترا في استراحة محارب على أهبة الاستعداد للإجابة على أسئلة الإعلاميين. لم يمنعها التعب، من سرد تفاصيل حياتها الفنية. لكنها تحفظت عن ذكر جديدها الفني ومشاركاتها في تظاهرات ومهرجانات ثقافية داخل الوطن وخارجه، بما في ذلك استعدادها لأداء "دويتو" مع فنان لم تكشف عن هويته حفاظا على سرية الاستعداد لإخراج هذا المولود الفني.زوجها ومدير أعمالها، الوحيد الموكول إليه الإعداد للمحطات المقبلة لمسارها، بما في ذلك المشاركة في سهرة بأكادير تستعد لإحيائها، بعد حظوها بالتكريم في مهرجان تيميتار، على غرار 3 تكريمات أخرى بمهرجان فاس للموسيقى العريقة و"تورتيت" الذي شاركت في 3 محطات منه.هذه الالتفاتات لهذه الفنانة ذات الأربعة وأربعين ربيعا، تتويج لمسار فني زاخر بعشرات الأغاني التي بوأتها مكانة لائقة بها بين الفنانات الأمازيغيات من جيلها، بعدما شقت طريقها بثبات نحو النجومية منذ اختارت قبل عقدين، الانغماس بين "الروايس" الأمازيغ، عن سبق إصرار. ظهرت موهبة عائشة زيتي أو "تشنويت" كما تلقب فنيا، منذ سنوات عمرها الأولى. وكانت لا تتردد في الغناء والرقص أثناء فترات الاستراحة بين الحصص الدراسية خاصة في المرحلة الابتدائية، لما تفتقت موهبتها قبل أن تكتشف وتفتح في وجهها آفاق الشهرة على مصراعيها. لم تتوقف مداومة عائشة الطفلة، على الغناء والرقص إلى حدود سنة 1990 لما أصبحت من بين أهم الراقصات اللائي رافقن الروايس، إلى أن تحقق حلم طفولتها لتضحى الرايسة تشنويت تغني وترقص في جميع أنحاء العالم، إذ توسعت رقعة شهرتها بشكل غير مسبوق.خلال مسارها الفني طيلة 22 سنة خلت، أنتجت تشنويت العديد من الألبومات واشتهرت بعشرات الأغاني التي غنتها بالأمازيغية، دون أن يمنعها ذلك من تلبية طلبات جمهورها في أداء أغان عربية، تحت الطلب، خاصة في جولاتها الفنية خارج أرض الوطن. منذ سنة 2002، انتقلت تشنويت إلى العالمية خاصة بعد جولتها الناجحة رفقة الرايسة فاطمة تيحيحيت مزين التي شكلت معها ثنائيا متميزا، قبل أن تشتهر برقصاتها السحرية وبعيونها الآسيوية التي سحرت عشاقها الذين افتتنوا بفنها وحركاتها فوق الخشبة في كل سهرة تحييها.25 سهرة أحيتها الفنانة عائشة تشنويت، في اليابان لوحدها، خاصة خلال إحدى جولاتها الفنية بهذا البلد التي دامت شهرا كاملا. وليس في ذلك أي سر، كما تقول، إنما الأمر "يتعلق بافتتان اليابانيين بفنها ورقصاتها الأقرب إلى حركات رياضية لا تنقطع طيلة السهرة". البعض يرى أن ملامحها أقرب إلى الصينيين كما يقتبس من اسمها. وفي ذلك حكمة، لكن عائشة ترى أن سهرة أحيتها قبل عقد بمسرح محمد الخامس الرباط، كانت قاطرة أوصلتها إلى ما حققته وراكمته من شهرة خارج أرض الوطن حيث تمثل المغرب وليس الأغنية الأمازيغية فقط. حميد الأبيض (فاس)

مسار: تشنويت… تموجات جسدية بإيقاعات أمازيغية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كوابيس سعيدة"... أول فيلم سينمائي مقروء في مصر

الدين والحداثة والحرية ما بعد الحراك العربي

مقالات ذات صلة