120 ألف مصل بمسجد الحسن الثاني في ليلة القدر

عدد أقل مقارنة مع ليلة الختم والمقاهي القريبة امتلأت بمتابعي مباراة المغرب ضد غينيا الساعة الثامنة والنصف من ليلة أول أمس (الأربعاء). الشوارع المؤدية إلى مسجد الحسن الثاني مكتظة بالمارة. الغالبية الساحقة من هؤلاء تمشي في اتجاه واحد. لون واحد يطغى على أغلبية هؤلاء. جلابيب أو جبادورات بيضاء أو مائلة إلى الصفرة، وبلاغي بيضاء وصفراء. آخرون اختاروا أن يتوجهوا إلى أكبر مساجد المملكة في «فوقيات»... كثيرون منهم يتأبطون سجادات الصلاة أو يضعونها فوق أكتافهم. شارع بوردو ومولاي يوسف وشارع العنق... والأزقة المتفرعة عن هذه الشوارع تعرف حركة دؤوبة ومنقطعة النظير. نساء ورجال، أطفال وشباب من كل الأعمار يقصدون مسجد الحسن الثاني. يسرعون الخطى. لم يبق وقت كثير وينادي المؤذن لصلاة العشاء، وبعدها مباشرة يشرع في السجود والركوع لله في ليلة القدر المباركة. أذان صلاة العشاء دفع المصلين الذين لم يبلغوا بعد حرم المسجد إلى حث خطاهم. انتهى المؤذن، ودقائق بعد ذلك بدأ عمر القزابري في الصلاة بالناس. صوته الرخيم يصدح عاليا في أرجاء المسجد من خلال المكبرات المنتشرة في كل مكان من الباحة المحيطة به. بلغ القزابري الركعة الثانية والثالثة والرابعة من صلاة العشاء ومازال المصلون يتدفقون تباعا على فضاءات الساحة. بعضهم يصر على إيجاد موقع له بين المصلين دون مبالاة بما قد يسببه ذلك من إزعاج لهم وتشويش على خشوعهم. «زيدو لهيه.. زيدو لهيه.. هادي بلاصة الرجال» يقول عنصر أمن موجها مجموعة نسوة وصلن متأخرات وكن ينوين بسط سجاداتهن في أول مساحة يجدنها أمامهن دون الانتباه ما إذا كان المكان مخصصا لهن أم للرجال. عناصر أمن ورجال القوات المساعدة في كل مكان تقريبا. عيونهم لا تغفل شاردة ولا واردة. يوجهون المصلين إلى أماكنهم، كل حسب جنسه. يتدخلون في كل مرة لدى مصل أو مصلية أخطأ المكان وكاد يبسط سجادته في أحد ممرات سيارات الإسعاف.أنهى القزابري صلاة العشاء وأردفها بعدة ركعات، لكن المصلين لم ينفكوا يتدقفون على المسجد. «من أجل سلامتكم احترموا الممر الخاص بسيارات الإسعاف»، تقول إشارات وضعت تقريبا في كل مكان من أجل تنبيه زوار بيت الله في الليلة العظيمة للاحتياط خشية أن يعيقوا المسالك الخاصة بسيارات الإسعاف المرابطة غير بعيد عن باحة المسجد متأهبة للتدخل في أي لحظة، خاصة عندما يتعرض أحد المصلين لحالة إغماء، وبالأخص الشيوخ الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السكري.الإقبال على مسجد الحسن الثاني، ورغم الانطباع الذي يعطيه عدد المتوافدين الذي يبدو كبيرا، كان قليلا بالمقارنة مع الأعداد الغفيرة التي حضرت ختم القرآن يوم السبت الماضي، إذ يؤكد بوشعيب فقاع، محافظ مسجد الحسن الثاني، في تصريح ل»الصباح»، أن عدد المصلين لم يتجاوز في الساعات الأولى من الليلة المباركة 120 ألف مصل من ضمنهم 40 ألف امرأة، وظل هذا الرقم، يوضح فقاع، متذبذبا على طول الليل، خاصة في الفترة التي ينسحب فيها القزابري (بعد إنهاء الركعة العاشرة)، لكنه لم يتجاوز الرقم المذكور، وهو أقل بكثير من 220 ألفا الذين حضروا ختم القرآن. وتواصل تراجع أعداد المصلين، إذ استقر في الساعات الأخيرة من ليلة القدر المباركة عند 90 ألف مصل، وفقا للإحصائيات التي زودنا بها فقاع.وغير بعيد عن المسجد وحوالي الساعة العاشرة والنصف كانت المقاهي مليئة عن آخرها بالمرتادين. بعضهم استقر على واجهاتها الخارجية يتابعون حركة المارة ويتبادلون أطراف الحديث ويدخنون، وآخرون، وهم الكثرة، كانوا منغمسين في متابعة المباراة الودية بين المغرب وغينيا كوناكري، التي انتهت بهزيمة «الأسود»، في عقر «عرينهم»، بهدفين لواحد. بعض المتندرين اعتبروا ذلك عقابا إلهيا للمشرفين على منتخب كرة القدم لبرمجتهم المباراة في ليلة القدر المباركة وفي توقيت جعل الكثيرين ينسحبون من بيوت الله مباشرة بعد أداء الصلاة العشاء، وقليلون منهم اكتفوا ببضع ركعات من صلاة ليلة القدر وقصدوا أقرب مقهى لمتابعة المباراة. محمد أرحمني

120 ألف مصل بمسجد الحسن الثاني في ليلة القدر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

67 ألف مخدع هاتفي أغلق أبوابه خلال سنة

بوتاجانكوت... مكتشف لقاح الزهايمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات