تنوع جرائم نزلاء فاس

أبرزها الفرار وترويج المخدرات وأحدهم أضرم النار بزنزانته تتعدد وتتنوع جرائم السجناء باختلاف السجون المودعين فيها ودرجة خطورتهم والاحتياطات اللازمة لتلافي جبروت بعضهم. وتتأرجح بين الفرار أبسطها وحيازة وترويج الممنوعات والاعتداءات الجنسية والضرب والجرح بين بعضهم أو في حق موظفين، بشكل قد يصل لإحداث عاهة مستديمة أو القتل. الفرار ومحاولته، جريمة وحدت عدة سجناء بجهة فاس، من آخرهم نزيل محكوم ب18 شهرا بتهم السرقة والتهديد وحيازة سلاح أبيض في ظروف من شأنها المساس بسلامة الأشخاص، فر من سجن بوركايز بطريقة هوليودية على طريقة الأفلام، أثناء نقله للمحكمة للنظر في ملفه استئنافيا قبل شهور من انتهاء العقوبة. السجن نفسه سبق أن شهد حالات فرار أخرى، خاصة من قبل سجناء مرضى أثناء نقلهم لمستشفيات فاس للعلاج، ومنهم محكوم ب15 سنة سجنا نافذا يعاني مرض الربو، ظل في حالة فرار طيلة شهور تنقل فيها بين عدة مناطق، قبل اعتقاله وإضافة مدة سجنية إلى عقوبته أدين بها من قبل ابتدائية فاس. تحديد المسؤوليات بين المصالح الأمنية وموظفي السجن، نقطة أثارت جدلا كبيرا في فرار هذا السجين وغيره من نزلاء سجن عين قادوس المغلق، خاصة أثناء نقلهم للمحاكم والمستشفيات، دون استبعاد احتمال تورط موظفين في ذلك أو تسهيل دخول المخدرات ومختلف أنواع الممنوعات وبطرق جد ذكية. ترويج مخدرات وخمور وحيازة هواتف وغيرها من الأشياء غير المسموح بدخولها للسجن، تهم توبع بها سجناء وعدة أفراد من عائلاتهم وبينهم سجناء سلفيون، استعملوا وسائل ذكية في ذلك وبينها دس المخدر بالفرج، قبل تضييق الخناق عليهم بالإجراءات الحالية وبينها استعمال جهاز "السكانير" ومنع القفة. هذه الجنحة جرت موظفين بسجون، للمحاكمة لتسهيلهم دخول الممنوعات لسجناء يروجونها مقابل مبالغ مالية لهم فيها حصتهم، ومنهم سجين ضبطت 60 غراما من مخدر الشيرا في تفتيش روتيني، مخبأة بزنزانته، جر 3 نزلاء أيضا إلى المساءلة القانونية، قبل الحكم عليهم بعقوبات ضاعفت معاناتهم وحرمانهم من الحرية. ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يمتد إلى قيادة شبكات متخصصة في الاتجار في المخدرات، عن بعد باستعمال الهاتف للتنسيق بين الزبون وأقارب السجين، خاصة في ترويج الكوكايين، كما وقع مع شبكة تزعمها نزيلان ببوركايز، وتشكلت من عدة أشخاص بينهم أبناء نافذين ماليا وسياسيا، حوكموا بعقوبات كبيرة. ولعل من أخطر الجرائم التي تورط فيها سجناء محكومون بمدد سجنية مختلفة، إضرام أحدهم النار في زنزانته الانفرادية بسجن بوركايز، ما كاد يتسبب في كارثة لولا التدخل في الوقت المناسب لإخماد النار التي التهمت بعضا من حاجياته وملابسه ولونت سقف الزنزانة بالسواد راسمة لون ضياعه وطيشه. وتبقى جرائم الاعتداءات الجنسية، الأكثر انتشارا بين السجناء، رغم أن أغلبها لا يكشف ولا ينشر غسيله في قاعات المحاكم، خوفا من الفضيحة والانتقام خاصة أمام سيادة "البقاء للأقوى" عنوانا لواقع سجني مؤلم ومذل يخفي ظواهر مشينة ومتعددة ضحاياه يلتزمون الصمت أو "يرضون" مرغمين بالأمر الواقع. حميد الأبيض (فاس)

تنوع جرائم نزلاء فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم السجناء ... فرار ومواجهات ومخدرات

المنصوري تعلق محاكمات بنشماش

مقالات ذات صلة