الأسود و”الكان” … آمال معلقة

تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم للمرة 16 في تاريخه إلى كأس إفريقيا بمصر، لكنه لم يفز بالمسابقة إلا مرة واحدة في 1976، وسعى طيلة مشاركاته الأخيرة إلى التتويج بلقب ثان، لكن دون جدوى. نتوقف في هذه الحلقات عند أهم محطات الأسود في «الكان»، إذ كان المنتخب أقرب في بعض النسخ من تحقيق اللقب، لكن جزئيات بسيطة حالت دون ذلك، على غرار نسخة نيجيريا 1980، ومصر 1986، والمغرب 1988، وتونس 2004. ومر على المنتخب لاعبون بارزون، تمكنوا من اعتلاء قمة الكرة الإفريقية، دون أن يتمكنوا من حمل الكأس، وهي الآمال التي تتجدد في نسخة 2019، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار. الحلقة السادسة 2004... فرحة لم تكتمل بعد نكسة 1988، غاب المغاربة عن «بوديوم» كأس إفريقيا لسنوات طويلة، إذ بدأ مسار التراجع بشكل رهيب، ولم يشارك في نسخة 1990 بالجزائر. في نسخة 1992 بالسنغال، خرج المغرب من الدور الأول، بعدما وقع في مجموعة ضمت الزايير والكامرون، فيما لم يشارك في نسخة 1994 بتونس ونسخة 1996 بجنوب إفريقيا، وأقصي من ربع نهاية نسخة 1998 ببوركينا فاسو، وخرج من الدور الأول لنسخة 2000 بغانا ونيجيريا ونسخة 2002 بمالي. لم يكن ينتظر المغاربة الكثير من نسخة 2004 بتونس، إذ شهد الأسود مشاكل داخلية كبيرة قبل المنافسة بأسابيع، إذ أقيل المدرب البرتغالي أومبيرتو كويلو، وأخذ بادو الزاكي زمام الأمور. وكانت للزاكي الشجاعة، أن جلب لاعبين محترفين بأوربا لم يكونوا معروفين للجمهور المغربي، لأول مرة للمنتخب، ومنحهم ثقته من أجل إعادة أمجاد المنتخب في كأس إفريقيا، فكان ناجحا في اختياراته، وتمكن هؤلاء اللاعبون من الوصول إلى المباراة النهائية في مفاجأة مدوية. وضمت تشكيلة الأسود في تلك الدورة، لاعبين برزوا بقوة بأوربا، مثل مروان الشماخ نجم بوردو الفرنسي وأرسنال الإنجليزي السابق، وموحى اليعقوبي لاعب أوساسونا الإسباني ويوسف المختاري الذي احترف في فرق كثيرة بألمانيا مثل كولن وإنيرجي كوتبوس وفرانكفورث، ثم يوسف حجي نجم نانسي الفرنسي والذي لعب أيضا لرين وباستيا والعربي القطري، والحارس خالد فوهامي الذي حمل قميص ستاندار دو لييج البلجيكي والرجاء الرياضي والفتح الرياضي ودينامو بوخاريست الروماني، وعبد السلام وادو الذي لعب لنانسي وفلنسيان الفرنسيين ولخويا القطري وفولهام الإنجليزي، وطلال القرقوري نجم الرجاء السابق وتشارلتون الإنجليزي، ويوسف السفري الذي احترف بإنجلترا. رغم توفر المنتخب على هذه المجموعة الشابة من اللاعبين الموهوبين، لم تكن طريقهم مفروشة بالورود في المنافسة القارية، إذ وضعتهم القرعة في مجموعة قوية، ضمت نيجيريا وجنوب إفريقيا وبنين، إذ فازوا على النيجيريين بهدف في المباراة الأولى، والتي شكلت الانطلاقة الحقيقية لهؤلاء اللاعبين، ثم سحقوا بنين بأربعة أهداف لصفر، وتعادلوا في المباراة الثالثة أمام جنوب إفريقيا، ليتأهلوا متصدرين لمجموعتهم، فيما تأهل منتخب نيجيريا ثانيا. في ربع النهاية واجه المنتخب الوطني منتخب الجزائر، في مباراة نارية، تأخر فيها الأسود في النتيجة قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، قبل أن يعادلوا النتيجة في اللحظات الأخيرة بواسطة مروان الشماخ، في مباراة تاريخية، مازالت عالقة في عقول المغاربة. وواجه الأسود في تلك الدورة، منتخب مالي في نصف النهاية، إذ كان الجميع يتوقع مباراة سهلة، وسيطر المنتخب على كل أطوارها، وسجل أربعة أهداف كاملة، خطف بها الأنظار ووضع من قبل المتتبعين من بين المرشحين لنيل اللقب. في 14 فبراير 2004، امتلأ ملعب رادس بالعاصمة تونس بعشرات الآلاف من الجماهير، التي أتت لمتابعة نهائي الحلم بين البلد المنظم والمغرب، والذي خطف أنظار العالم، إذ لم تكن البداية موفقة للمنتخب الوطني، الذي تلقى هدفا مباغتا في بدايتها، لكنه عدل النتيجة بواسطة المختاري، قبل أن يضيف التونسيون هدفا ثانيا، قربهم أكثر من الظفر بأول لقب قاري لهم. رغم محاولات الأسود للعودة في المباراة، غير أن التونسيين دافعوا بشراسة وتمكنوا من الظفر بأول لقب قاري لهم، مستغلين فرصة استضافة الدورة على أرضهم. رغم خسارة اللقب، استقبل لاعبو المنتخب بحفاوة كبيرة من قبل الجمهور المغربي، الذي ناداهم ب»الأبطال»، وطالبهم بمواصلة التألق لإعادة أمجاد الكرة المغربية، معتبرا الوصول للنهاية إنجازا، طال انتظاره، بعد سنوات من الانتكاسات. عبد الإله المتقي

الأسود و”الكان” … آمال معلقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مالية الأندية تحت مراقبة الخبراء

ديوف: رونار محق باستبعاد المحليين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات