fbpx
مقالات الرأي

مريد: تحطيم أحلامك … غاية الاخرين

لطالما سمعت عن شباب وشابات اعتزلوا أحلامهم في سبيل إرضاء الآخرين،ألقوا بطموحاتهم في هاوية النسيان وتهافتوا على سماع كلمة شكر من الآخرين. أحقا كلمة “شكرا” هي بقادرة على إحياء نفس قتلتها واغتصبت رغباتها بكل وحشية، أحقا هي بقادرة على حملك عاليا والرفع من قيمة ابداعات دهستها بحذاء شفاف. لا طبعا، فلا هم بقادرين على كبح جماح طموحاتك وأحلامك ولا أنت تملك الحق في قمعها. إذ أن كل واحد منا هو مرآة نفسه، عليها يرى نتيجة أهدافه وصدق رغباته وعزيمته على المضي قدما في سبيل بناء صرح حضارته. لا أحد قادر على تحقيق أحلامك ولا أحد قادر على كسرها،فالكرة بيدك انت واختيار التسديد أو إبعادها عن الملعب هو أيضا بيدك أنت. تعلمت من تجاربي البسيطة ومن لقاءاتي مع الآخرين على أرض الواقع وتحت ظل الصداقة وخلف رداء الوفاء، أن البشر نوعان : النوع الأول هو نوع يهتم بذاته وأحلامه ويسعى جاهدا لتحقيقها بعيدا عن الغير وعن أفكاره وما يسعى إليه، وبذلك فهو يتجرد من كل اهتمام بردود أفعال الآخرين وبما سيقولونه إذا وقع أو ارتكب أي خطأ، هذا هو نفسه النوع الذي تلمح بريقا حادا في عينيه وعزيمة قاتلة على السير في درب الحياة بكل شهامة وافتخار وهو الذي يحقق أحلامه في الأخير ورغم ذلك يبني أحلاما جديدة على أحلامه السابقة.أما النوع الآخر فهم أولائك الأشخاص الذين يبتعدون عن أحلامهم ورغباتهم ويصوبون أنظارهم على الآخرين وما يملكون وما لا يملكون، فيحسدونك على ما لديك ويسخرون منك بكل وقاحة على ما ليس لديك. هم نفسهم الأشخاص الذين لا هدف لهم ولا غاية إلا التقليل من شؤون الآخرين وتحطيم طموحاتهم وكسر آمالهم وللأسف هؤلاء يمثلون جزءا ليس بالهين من مجتمعاتنا الحالية التي لا هم لها غير ما يفعله الأخرون. لا يجب علينا أن نتجاهل التأثير الذي قد تلعبه أقوال وأفعال الآخرين إذا ما أبدينا اهتماما بليغا بها وجعلنا منها غاية لما نقوم به، فهي بمثابة عقال تضعها بنفسك على أحلامك وتقيد بها طموحاتك العفوية. اسع جاهدا أن تنظر لنفسك وما تقوم به عوض التحديق بالاخرين والاستماع لآراءهم التي تبقى في الأخير مجرد آراء تحترم تحت لواء آداب الحوار، فالرابح عيناه على أهدافه والخاسر عيناه على الرابحين. يجب عليك أن تفتخر بنفسك وبكل ما تقوم به وإن كان عملا بسيطا كبذرة سقيتها فأنبتت زهرة أعجبت الناظرين. لا تسع الى النجاح دائما فالناجح ليس من لم يسقط ولكنه الذي سقط وعاود النهوض بنفس الحماس والعزيمة المشتعلة. لا تيأس، فاليأس هو عتبة باب الفشل الذي بمجرد أن تطرقه سيبتلعك وسيجعل منك خاسرا مغلوبا ومنكسرا، ولكن خاطب نفسك بكل قوة واهتف بها “سأنجح…مهما كلفني الأمر سأنجح”. لا تتعامل مع الحياة وكأنها مستعصية ولكن اعلم أنك من تصنع نفسك بنفسك وأن نظرتك للحياة ليس إلا نتيجة لما بنيته بنفسك، كما يقال:” النجاح الذي تستمتع به اليوم هو نتيجة الثمن الذي دفعته في الماضي”. ثق بنفسك وبما يصدر منها…فالناجحون يثقون دائما في قدرتهم على النجاح.

إيمان مريد: طالبة طب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى