الداخلية تحقق في استشارات أقسام تعمير

أصحاب مكاتب تربطهم علاقات مصالح وقرابة مع مسؤولين ببعض الجماعات فتحت الداخلية تحقيقا حول شبهات تحوم حول مسؤولين بأقسام تعمير ببعض الجماعات، متهمين بإنشاء مكاتب استشارات بأسماء أقاربهم متخصصة في تقديم الاستشارات العقارية وإتمام المساطر والإجراءات الإدارية المتعلقة بالبناء. ويعرقل هؤلاء المسؤولون الإجراءات العقارية أمام الراغبين في الحصول على وثائق تعمير وينصحونهم بالتوجـه إلى مكاتب استشارات بعينها من أجل إتمـام الإجراءات وإعــداد الدراسات اللازمة لمشاريعهم السكنيــة والعقاريـــــة بوجه عام. وأكدت مصادر أن بعض المسؤولين التقنيين بجماعات محلية أنشؤوا مكاتب بأسماء أقاربهم ويحولون الملفات التي ترد عليهم إليها، ويستعملون كل الوسائل من أجل إرغام أصحاب المشاريع والراغبين في الحصول على رخص البناء إلى التوجه إليها للتكفل بالإجراءات الإدارية. ويساعدهم في ذلك سماسرة، غالبا، ما يكــونون في مدخل مقــر الجماعة الذين ينصحون المرتفقين بضرورة التوجه إلى مكاتب استشارات بعينها من أجل إعداد الطلب والتكفل باستخلاصه من الجماعة. ويواجه الشخص الذي يرفض الاستعانة بهذه المكاتب العديد من العراقيل وتأخير معالجة ملفه ومطالبته بعدد من الوثائق بغاية تعجيزه، ما يجعله يقبل في نهاية المطاف بالاستعانة بهذه المكاتب الاستشارية. وتبحث لجنة من الداخلية في العلاقات التي تربط أصحاب هذه المكاتب بمسؤولين بأقسام التعمير، الذين يتحولون أيضا إلى مهندسين معماريين ومدنيين ينجزون التصاميم ويستعينون بأختام بعض المهندسين. وأكدت مصادر "الصباح" أن لجنة الداخلية تدقق في مختلف الوثائق الموجودة في أرشيف أقسام التعمير بالجماعات المعنية بالموضوع من أجل رصد الاختلالات والتجاوزات. وأبانت التحريات الأولية أن أسماء بعض المكاتب تتكرر في عدد من ملفات رخص التعمير المسلمة من قبل جماعات وأن مراقبي الداخلية يعمقون البحث في العلاقة التي تجمع بين المسؤولين الجماعيين وأصحاب المكاتب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مسؤولين بالأقسام التقنية ينشئون مكاتب استشارات بشراكة مع أشخاص لا تربطهم بهم أي علاقة قرابة من أجل درء الشبهات، لكنها في واقع الأمر تعود إليهم وأن الأشخاص الآخرين ليسوا سوى مالكين على الورق، مقابل عمولات يتقاضونها، ما يجعل عملية ضبط مثل هذه العلاقات صعبة جدا. لكن مسؤولين آخرين لا يترددون في إنشاء مكاتب بأسماء زوجاتهم وأقربائهم وتربطها بالجماعات التي يشتغلون فيها علاقات عمل مهمة، علما أن هذه المكاتب تعتبر خاصة ولا تربطها، من الناحية القانونية، أي علاقة بالجماعة، بل تبدو وكأنها مؤسسات تقدم الاستشارة لمن يطلبها، في حين أنها بمثابة قناة لشرعنــة الرشوة من أجل الحصول على وثائق التعمير، إذ بدل تقديم غلاف مالي للمسؤول من أجل الحصول على الوثيقــة المطلوبة، فإنه تتم إحالة المعني بالأمــر على أحد تلك المكاتب لإضفاء الشرعية على المبالغ التي سيدفعها وإبعاد الشبهــات عن المسؤولين بالأقسام التقنية. وتمكن مراقبو الداخلية، حسب المصادر ذاتها، من افتحاص ما لا يقل عن 1200 وثيقة تعمير، تبين أن هناك مؤشــرات أولية تدل على وجود علاقات قرابة تربط بين مسؤولين بأقسام تعمير ومكاتب استشارة. عبد الواحد كنفاوي

الداخلية تحقق في استشارات أقسام تعمير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال ممثل شركة استولى على 168 مليونا

الفيلالي يغادر إيموراجي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات