صفقة القرن … مقاومة مغربية

حذرت حركة ضمير من التحركات الجارية حول ما يسمى "صفقة القرن"، مؤكدة أن الخطوة الأمريكية الجديدة ليست إلا فصلا جديدا من فصول إستراتيجية بدأها الاستعمار والصهيونية والقوى النافذة في العالم، منذ عقود بهدف مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني واجتثاثه. وأكدت الحركة المدنية أن المشروع الأمريكي يسعى إلى تكريس وجود الكيان الإسرائيلي، وزرع الطائفية بين شعوب المنطقة، وسلب الفلسطينيين أرضهم وحقهم في العودة وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وأشارت الحركة التي تضم نشطاء مدنيين ومثقفين ومفكرين من انتماءات متعددة، إلى أن ما يبعث على الريبة، ويفرض أقصى مستويات اليقظة، هو التحركات التي تعرفها المنطقة العربية في هذا الشأن، إذ أصبحت عدد من الدول بالشرق الأوسط، تسوق للمشروع، وتوسغه لدى الرأي العام. وأكدت الحركة، التي يقودها الشاعر صلاح الوديع، في تعليق على المحاولات الأمريكية الهادفة إلى توسيع دائرة المروجين لصفقة القرن بين البلدان العربية، أنها لا تشك في أن المغرب سوف يعرف كيف يقاوم الضغوطات والمساومات، وفاء لقوافل الشهداء التي ما زالت لحد الساعة تتوالى على جدار الأبارتايد الجديد بفلسطين، والذي يجسد اليوم التنكر والتراجع حتى عن حل إقامة الدولتين. ويأتي موقف ضمير، ليعزز الموقف الذي عبرت عنه عدد من الهيآت المغربية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني، والرافضة لتمرير "صفقة القرن" الأمريكية المتعلقة بتسوية القضية الفلسطينية. وأكدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، والهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، أن الشعب المغربي ضد مؤامرة "صفقة القرن"، ومع خيار المقاومة ومواجهة التطبيع، معتبرة أن الخطوة الأمريكية تأتي في سياق الهجمة الصهيوأمريكية على شعوب الأمة العربية الإسلامية، والهادفة إلى تنزيل أجندة الفوضى الخلاقة لتصفية قضية فلسطين، بتواطؤ مكشوف مع بعض أنظمة المنطقة. وتسعى الإدارة الأمريكية، منذ مجيء ترامب إلى البيت الأبيض في 2017، إلى صياغة تسوية سياسية بالشرق الأوسط تحت اسم «صفقة القرن»، والتي يشكل مؤتمر البحرين المرتقب يومي 25 و26 يونيو الجاري، مقدمة اقتصادية للصفقة، والذي اختارت له واشنطن شعار»السلام من أجل الازدهار». ويرى العديد من المحللين أن وجهة نظر الرباط، في ما يتعلق بالتطورات التي تعرفها المنطقة كانت واضحة في الرسالة التي بعثها الملك إلى الرئيس دونالد ترامب، عند نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهي ضرورة الالتزام بالحفاظ على الحق الفلسطيني، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وعبر رئيس لجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، والتي تضم 57 دولة وتمثل أكثر من مليار مواطن، في رسالته إلى ترامب، عن القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مؤكدا الأهمية القصوى التي تمثلها القدس ليس فقط بالنسبة إلى أطراف النزاع، بل لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث. وأكد جلالته في الرسالة ذاتها أن القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعلما للتساكن والتسامح بين الجميع. وشدد الملك على أن القدس، بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم، مشيرا إلى أن ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، يقضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين. برحو بوزياني

صفقة القرن … مقاومة مغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة للاتجار في البشر والمخدرات

مغاربة ضد خطة القرن

مقالات ذات صلة