دليل عملي لحياة أفضل مع الدكتورة شباش < هل من السهل أن نسامح الآخر على ضرر ألحقه بنا؟ < تجدر الإشارة أولا إلى أنه ليس الجميع قادرين على المسامحة أو التسامح. وإن كنا هنا لا نصدر أحكاما على الناس، لكن ما يجب معرفته أن التسامح قوة، لا يملكها الجميع، علما أنه عندما يسامح الشخص فهو يقدم هدية لنفسه أولا، لأنه في وضع الخصام هو من يكون في وضعية عذاب وتؤثر فيه واقعة القطيعة، أما الآخر فهو في الغالب لا يبالي. وبالتالي فالتسامح قوة وليس ضعفا كما هو سائد في اعتقاد المجتمع. عندما يسعى المرء للمسامحة، ويقوم بالخطوة الأولى في ذلك المسار، فهو يكون قويا، لأنه في تلك المرحلة يبحث عن الأنا الخاصة به، ويحقق توازنا على المستويين النفسي والديني. هذا لا يمنع من القول إن الأمر يسير أو هين، حتى لا يتم إصدار الأحكام على الأشخاص غير القادرين على اتخاذ هذه الخطوة أو المسامحة. < هل صحيح أن مسامحة الأقارب أسهل؟ < هذا اعتقاد سائد، لكنه خاطئ يقول إنه كلما كان الشخص قريبا، سواء فرد من فرد العائلة كلما كان التسامح أسهل، بل على العكس، من الصعب المسامحة في هاته الحالات، لأن الجرح يكون أقوى، عكس جرح الآخرين، يكون أقل، ما يحدث أنه يتم تجاهل الجرح والغضب في حالة الأقارب، دون أن نصل إلى درجة التسامح، إذ ما يقع أن التواصل يستمر لكنه يكون سطحيا، لأن الجرح عميق، بمقدار القرب من الآخر. < كيف يمكن تعزيز دوافع التسامح؟ < كما قلت هي قوة تنمى مع شخصية الإنسان وبناؤها يكون فرديا، تمنح راحة نفسية، وعموما نحن في أواخر شهر رمضان، وعلى مشارف العيد، ويجب على الجميع اغتنام هذه الفرصة، لطرق باب من خاصمهم وأخذ المبادرة. وفي الواقع هناك ميكانيزمات لتيسير هذه الخطوة والمساعدة على إيجاد تلك القوة الداخلية. أولى هاته الميكانيزمات اتخاذ قرار المسامحة، هذه الخطوة تغلق الأبواب أمام الأحاسيس، وتجعل الأمر مرتبطا بالعقل، خارج التفكير في رد فعل الآخر و رفضه القيام بخطوة إيجابية من جانبه لأن الأساسي هو وقف الضغط النفسي الذي يفرضه الخصام. بعد ذلك الخطوة الثانية تكون في مواجهة الشخص بعبارة "إذا كنت أنا المخطئ، أطلب السماح، وإذا كنت أنت المخطئ فأنا سامحتك"، ذلك أن كلمة "إذا"، تلعب دورا كبيرا في نفسية من يطلب المسامحة، لأنه في الغالب شخص مؤمن أنه لم يخطئ في حق من يخاصمه وأنه الضحية. من الضروري أيضا إغلاق الصفحة نهائيا بمجرد التسامح وعدم الخوض في المشكل سبب الخصام، لأنه في جميع الحالات لا توجد حلول لكل الأمور، كما أن الخصام تم أصلا لعدم التمكن من حل المشكل وبالتالي من الوارد جدا أن يعود بالخوض في مسبباته من جديد. ما أنصح به في هذه الحالة الانتظار إلى أن تعود المياه إلى مجاريها والشروع رويدا في البحث عن حل أو حل وسط للمشكل.