دوريات رمضان… قصص رياضية وإنسانية

مباريات مصغرة في جو حماسي ورياضي يحضرها عشرات الآلاف في مختلف ملاعب القرب تعرف ملاعب البيضاء المعروفة ب”ملاعب القرب”، دوريات رمضانية مصغرة، تنطلق مع بداية رمضان، وتجمع عشرات الآلاف من الشباب من كل المناطق. وعاينت “الصباح” في انطلاق هذه الدوريات، مشاركة لاعبين من كل الأعمار، حتى بعض الشيوخ الذين تقاسموا الملاعب مع الشباب ونافسوا على لقب فخري، إذ اعتبرت المناسبة فرصة لهؤلاء لنبذ العنف ونسيان المشاكل، وإظهار الجانب الإنساني والرياضي. وتسهر في أغلب الأحيان، جمعيات ووداديات على هذه الدوريات، التي تنظم في ملاعب معروفة، تجلب الآلاف من الجماهير يوميا، بل وتعرف متابعة مهمة من قبل سكان المناطق. فضاء الفداء نموذجا بعد الإصلاحات التي خضع لها في الفترة السابقة، بات ملعب الفداء فضاء رياضيا بامتياز، إذ استعاد بريقه وأهميته في منطقة درب السلطان الفداء، بل حتى في المناطق الأخرى، بما أنه يستقبل فرقا تمثل مناطق بعيدة، بغية المشاركة في دوريات رمضانية ممتعة. وتنظم مباريات للكرة المصغرة قبل الإفطار بشكل يومي، تجمع الآلاف من أبناء الأحياء المجاورة، إذ يكفي أن تأخذ مكانك ضمن الجماهير الغفيرة التي تتابع تلك المباريات، لتشعر بحماس منقطع النظير، ولعل الحضور الجماهيري الغفير أكبر دليل على ذلك، إذ يتابع تلك المباريات الآلاف بشكل يومي. وحسب منظمي هذه الدوريات، فإنهم يسهرون على فسح المجال لفرق من مختلف المناطق، من أجل ضمان حضور جماهيري غفير، وهو الأمر الذي نجحوا فيه، إذ جذبوا جماهير غفيرة بفعل مشاركة أندية من مختلف المناطق. وتبدأ الجماهير في التوافد على الملعب في حدود الساعة الثالثة والنصف، إذ لن تجد مكانا شاغرا بعد مرور 30 أو 40 دقيقة، بفعل الشغف الكبير لمتابعة مباريات ممتعة. إبعاد الشباب عن "التشرميل" استحسن جل السكان بادرة تنظيم دوريات رمضانية في هذا الشهر الفضيل، إذ يساعد ذلك على إبعاد هؤلاء الشباب عن ظاهرة “التشرميل”، خاصة أولئك الذين يتعاطون المخدرات، إذ يجدون في متابعة هذه المباريات متعة تنسيهم الصيام، على الأقل في فترة ما بعد الظهيرة. وتعيش ملاعب القرب الأخرى بالبيضاء ما يعيشه ملعب الفداء، إذ كل ملعب يتنافس على جلب شباب يملؤون المدرجات، لإعطاء متعة خاصة لهذه المباريات والدوريات المصغرة. وفي بعض الأحيان، فهذه الدوريات تنظم في المساء، بعد صلاة التراويح، وتستمر إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، لكنها مقتصرة على الملاعب التي تتوفر على الإنارة وظروف استقبال جيدة، من مدرجات ومرافق رياضية وترفيهية أخرى. وتجلب الدوريات الليلية جماهير أكبر أيضا، تقدر بالآلاف، يتابعون أصدقاءهم وهو يقدمون لوحات فنية رائعة في كرة القدم المصغرة، والتي تتوفر على جماهير غفيرة جدا بالبيضاء، بما أن هناك فرقا تمكنت من خطف الأنظار طيلة السنوات السابقة في دوريات محلية ووطنية. فرصة لإظهار المواهب تعتبر هذه الدوريات الرمضانية، فرصة لهؤلاء الشباب من أجل إظهار مواهبهم، علما أن بعض المباريات تشهد حضور بعض الوكلاء والمنقبين، الذين يعتبرون المناسبة فرصة لمتابعة بعض المواهب، بما أن بعضها تمكن في السابق من ولوج العالمية. وبالرجوع إلى ملعب الفداء، فإنه فرخ في سنوات سابقة لاعبين معروفين وطنيا وعالميا، بصموا على مسيرة حافلة، انطلقت من فرق البطولة، والحديث هنا عن لاعبين مثل صلاح الدين بصير، الذي يعتبر أحد أساطير الرجاء الرياضي وليل الفرنسي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، ناهيك عن عبد المجيد الظلمي وآخرين. ويملك ملعب الفداء صيتا وطنيا جيدا في تفريخ المواهب، إذ يعتبر رمضان فرصة من أجل متابعة لاعبين شباب جيدين على أرضيته، إذ يحلمون بمسيرة ناجحة أيضا بفرق البطولة، ولم لا التفكير في الاحتراف خارج أرض الوطن مثل أسلافهم. عشرات المباريات المصغرة يوميا حسب معاينة “الصباح” لهذه الدوريات، فإن عدد المباريات المصغرة التي تبرمج في اليوم تصل للعشرات، فيما يصل عدد الجماهير التي تحضرها لعشرات الآلاف، خاصة في الأحياء الشعبية. وساهمت ملاعب القرب بهذه الأحياء في لم شمل الشباب، الذين يرونها متنفسا مهما يساهم في إبراز مواهبهم وتنظيم تجمعات رياضية وثقافية وفنية متنوعة. ولا يمكن أن تلج ملعبا للقرب في رمضان، دون أن ترصد الأجواء الاحتفالية الكبيرة التي تطبع هذه الدوريات، إذ وصل الحد في بعض الملاعب إلى حضور بعض العائلات لمتابعة أبنائها، خاصة في بعض الدوريات المنظمة من قبل جمعيات ووداديات رياضية، تعمل على مدار السنة، وتستغل رمضان من أجل لم شمل العائلات والشباب. إنها فرصة مواتية ينتظرها الشباب بأحر من الجمر، بحلول رمضان، من أجل الاستمتاع بالأجواء الرياضية الجميلة، وخلق الفرجة والمتعة. إنجاز: العقيد درغام - تصوير: (أحمد جرفي)

دوريات رمضان… قصص رياضية وإنسانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتخب الملاكمة بليبروفيل

العقود المنتهية تربك آسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات