أفارقة يشيدون بالحرية الدينية

الأب دانييل أكد أن السياسة الإفريقية للملك رفعت أعداد المسيحيين قدر الأب دانييل، أبو كاتدرائية القديس بطرس بالرباط، عدد المسيحيين بالمغرب في 30 ألف مسيحي، دبلوماسيين ومهاجرين وطلابا وأطرا بالعديد من المقاولات والشركات، ناهيك عن المئات من المسيحيين الذين يفدون على المغرب في طريق العبور إلى بلدان أخرى. أوضح الأب دانييل أنه منذ سنة 2000، ارتفع عدد المسيحيين، مع ارتفاع عدد المهاجرين الأفارقة الكاثوليك من عدد من البلدان جنوب الصحراء، بعد السياسة الإفريقية للمغرب، وهو ما جعل الإقبال على الكنيسة يرتفع، بالنظر إلى الأدوار التي تقوم بها في احتضان الطلاب ومساعدتهم على الاستقرار في بلد إسلامي. وأكد دانييل أن أغلب الطلبة يستفيدون من منح دراسية مغربية، تساعدهم على الاستقرار ومتابعة تكوينهم الجامعي في المغرب، مشيرا إلى أن أغلبهم يقضي أغلب الوقت في المغرب، في أجواء من الحرية والطمأنينة، خاصة مع ارتفاع أسعار تذكرة الطائرة للسفر إلى بلدانهم الأصلية، وقد وفرت لهم الكنيسة، يضيف الأب دانييل، «الجو العائلي» بين أفراد من جنسيات مختلفة، وساعدتهم على ممارسة حريتهم الدينية، وممارسة مختلف الطقوس الاحتفالية التي تعرفها الكنيسة. ولأن المغرب، يعتبر من البلدان الإسلامية القليلة التي تضمن حرية المعتقد للمسيحيين، فقد وجد الطلبة الأفارقة في الكنيسة فضاء ليس فقط لممارسة عقيدتهم، بل أيضا لتنظيم حفلات «كورال»، واستقبال الوافدين الجدد من الطلاب والمهاجرين والعابرين أيضا، من أجل مساعدتهم واللقاء بإخوانهم الذين سبقوهم إلى العيش في المغرب. قال الأب دانييل في حديث مع «الصباح» إن حياة المسيحيين في المغرب يسودها التفاهم والطمأنينة، في ظل الاحترام المتبادل بين المغاربة المسلمين والمسيحيين من جنسيات مختلفة، وهو الاحترام النابع من تقدير المغاربة للكنيسة كفضاء للتعبد، ونشر قيم الأخوة والاحترام. ووجد الطلبة الأفارقة بالمغرب كل الظروف من أجل تقاسم تجاربهم والتعارف مع إخوانهم من بلدان أخرى، تجمعهم آصرة الدين، وتعميق علاقات التضامن الإنساني. وأكثر من ذلك، يقول الأب دانييل، أصبحت الكنيسة الكاثوليكية تلعب دورا متقدما في تعزيز علاقات الأخوة بين أفراد الطائفة المسيحية، ومساعدتهم على نشر «الأمل» من أجل مواجهة التحديات التي تعرفها بلدانهم الأصلية، والتي كانت سببا في هجرتهم. وأكد دانييل أن زيارة البابا إلى المغرب تشكل مناسبة تاريخية للمسيحيين من أجل تعميق علاقات الأخوة التي تربط الفاتيكان بالمغرب، خدمة للسلم والأخوة والتضامن، وقد انخرط المسيحيون من كل المدن، في الاستعداد للاحتفال بمقدم البابا، وشملت الاستعدادات تهييئ كنيسة الرباط التي بنيت قبل 98 سنة، من أجل استقبال البابا، وإنجاح زيارته، وهي الثانية من نوعها لزعيم الفاتيكان، بعد زيارة بول الثاني على عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وقال بنجامين، من إفريقيا الوسطى، إن أغلب المسيحيين المتحدرين من بلدان إفريقية هم طلبة وعمال وموظفون استقروا في المغرب، بفضل السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، وتشجيعه على إدماج المهاجرين الأفارقة، حي باتوا يحسون أنهم في بلدهم الثاني، يعملون ويمارسون حياتهم ومعتقداتهم الدينية بكل حرية. وأوضح بنجامين في حديث مع «الصباح» أن المسيحيين الأفارقة يتقاسمون مع المسلمين المغاربة قيم الاحترام والأخوة. كلنا أبناء إبراهيم يقول بنجامين «كلنا أبناء إبراهيم»، وليس هناك مشكل بخصوص حرية المعتقد، مضيفا أن الكنيسة تمثل بالنسبة إليهم ليس فضاء للصلاة والتعبد فقط، بل أيضا إطارا لبناء علاقات اجتماعية في إطار مجموعات تجتمع كل سبت وأحد في أنشطة دينية، وعمليات تحسيس وتوعية تهم شروط ممارسة المواطنة، في إطار احترام قوانين المغرب، ومواكبة الوافدين الجدد من الأفارقة، ومساعدتهم على الاندماج أو العبور في ظروف سليمة. وأوضح بنجامين أن زيارة البابا تشكل عيدا بالنسبة إليهم، مشيدا بتجربة المغرب الذي يوفر لهم ممارسة معتقداتهم بكل حرية، وتعزيز علاقات التضامن بين المسلمين والمسيحيين والعيش المشترك، مؤكدا أنه لأول مرة سيشارك في قداس إلى جانب البابا، إذ قرر السفر إلى الرباط رفقة العشرات من المسيحيين والمسلمين من جنسيات مختلفة سجلوا أنفسهم في لوائح المشاركين. برحو بوزياني

أفارقة يشيدون بالحرية الدينية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمتلاعبين بمحجوزات الجمارك

رهـانات زيارة البـابا

مقالات ذات صلة