أكـادير … تسيـير “بالفاتحة”

أغلبية مفككة واختلالات وخروقات واستقالات فجرت المجلس شكل تسيير "بيجيدي" للشأن العام بجماعة أكادير، نقاشات عمومية استثنائية مغمورة بالغضب العارم، نظرا لحصيلة المجلس المعلّقة على الآمال، وهزالة المشاريع التنموية، والتسيير الارتجالي والعشوائي للمكتب المسير. وسجل تاريخ أكثر من نصف المرحلة الولائية استقالة ثمانية منتخبين من الأطر العليا، منهم منتمون للحزب ذاته ونواب الرئيس، بعد استغاتتهم بالعثماني، في مواجهة الرئيس والمتحكمين في التسيير، دون جدوى. إنجاز: محمد إبراهمي (أكادير) فجّرت اختلالات الفريق المسير للجماعة أغلبية المجلس، وعرى نواب الرئيس ومستشارو "المصباح"، في مراسلة داخلية، بعثها ثمانية مسؤولين بالمجلس إلى العثماني، اختلالات داخل الحزب، وخروقات في التسيير، رُصِدَت في الصفقات والتعمير والقرارات. اختلالات تفجر مجلس "بيجيدي" خلعت الوثيقة ثوب التقية عن الإخوان، لتُظهر للعموم غموضا لفّ قرارات في التعمير، وإلغاء تفويضه بإيعاز من مصادر مجهولة. ونزعت الستار عن ملف البقعة المفوّتة لموظفي الجماعة، إذ تم اقتطاع جزء منها لإحداث طريق للخواص مساحتها 1400متر ، دون سند قانوني، شكلا من أشكال الفساد تؤثثه شبهة قرابة المستفيد بأحد نواب الرئيس. وكشفت الرسالة، تفويت حوالي 88 هكتارا بمنطقة أخليج بتكوين، وتضييع استفادة الجماعة من مرأب تحت - أرضي تسع 600 سيارة، وتهيئة ساحة عمومية بمساحة ثلاثة هكتارات. وهزّ الغاضبون مصداقية الحزب، متحدثين عن عجزه عن تدبير الخلافات داخل المكتب المسير والفريق، إذ عانوا بسبب الحيف والتمييز والتعامل الانتقائي، وتقاعس مؤسسة الفريق في معالجة المشاكل المرتبطة بالاختلالات التدبيرية، كبطء إنجاز وتتبع المشاريع وضعف جودتها، في الطرق والمرافق والمساحات الخضراء والصيانة، وتسليمها قبل استكمال المساطر القانونية، وضبابية صرف مبالغ مالية للمجلس الجهوي للسياحة. استقالات لتبرئة الذمة حطمت جماعة أكادير الرقم القياسي في الاستقالات بسبب سوء التدبير وارتجالية التسيير وعشوائية التخطيط الذي طبع به المتحكّمون في المجلس مسارهم لأزيد من ثلاث سنوات من عمر الانفراد بالقرارات، وأجْبر الوضع ثمانية من الأطر المنتخبة بالمجلس على تقديم استقالتهم لتبرئة ذمتهم من الحصيلة. واسترسلت الاستقالات على مدى أربع سنوات، إذ استقال طارق القباج، رئيس المجلس السابق (وكيل لائحة البديل)، و عبد اللطيف عبيد، القنصل العام الشرفي لروسيا (وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي) والدكتور حميد وهبي (وكيل لائحة البام) رفقة كريم اشنكلي، الرئيس الحالي لغرفة التجارة والصناعة بأكادير، فضلا عن أسماء أوبو، مديرة المجلس الجهوي للسياحة عن لائحة البديل، والمهندس سعيد ليمان عن العدالة والتنمية. وقدم أخيرا نائبان للرئيس ينتميان إلى حزب العدالة والتنمية استقالتيهما، وهما المهندس عمر الشفدي، النائب السابق الرابع للرئيس في التعمير، وخولة أجنان نائبة رئيس المجلس، مفوضة في التواصل، والتي بررتها بما أسمته "خلافات واختلافات أصبحت تعيق وتعرقل إمكانية الاشتغال جنبا إلى جنب مع المكتب المسير". وربط الشفدي استقالته، بوجود "أسباب شخصية". وجاءت الاستقالتان مباشرة بعدما فجّرا رفقة ستة آخرين من أطر الحزب والجماعة، خروقات المالوكي وقناديله في الصفقات والمعمار وتجاوزات في اتخاذ القرارات. الرئيس يشعل الحرائق بمكتبه اندلعت حرب الاتهامات والبيانات والبلاغات المضادة، مشعلة حرائق بمكت الرئيس وبفريق حزبه. ففي خرجة إعلامية لرئيس المجلس، ردّا على حقائق كشفها ثمانية مسؤولين بالحزب والمجلس، اتهم المالوكي نائبه عمر الشفدي بأنه اتخذ قرارات خارج اختصاصاته، قائلا،"اكتشفنا أنه كان يوقع خارج التفويض واليوم المفتشية العامة للإدارة الترابية، أشارت إلى أن الرجل كان لديه التفويض في المشاريع الصغرى ويوقع في المشاريع الكبرى، ويتخذ القرارات دون أن يرجع إلى الرئيس ولا إلى المكتب". ورد الشفدي على المالوكي بأنه قام بتوزيع جميع التفويضات على النواب للتفرغ للسفريات وما يترتب عنها من تعويضات مهمة ثابتة بقسم المالية. وتحدى الرئيس أن يدلي بملف واحد سبق أن أشّر عليه فيه شبهة أو مجرد خطأ شكلي، داعيا إلى نشر تقرير المفتشية العامة. وكشف بأن الرئيس وافق على تحويل مشروع مرخص سابقا يحمل عبارة "غير قابل للتغيير" من سفلي به معارض ومكاتب في الطوابق العليا، إلى مشروع للسكن الاجتماعي، بضغطه على موظفين بقسم التعمير للموافقة عليه بعد اعتراضه ورفضه ذلك. واتهمه بتبديد المال العام وارتكابه جريمة الغدر، لتضييعه الملايير على ميزانية الجماعة لسكوته وتستره عن اقتطاع عقار مساحته 1400 متر مربع من الملك الخاص للجماعة لتمرير طريق لم ترد في تصميم التهيئة ولا في الصك العقاري ولا في أي تصميم ولا حتى في تصميم الطرق الجماعية، مجانا لفائدة مالك عقار مجاور لتمكينه من إضافة واجهة ثالثة لعقاره. ونبه إلى أنه أنجز على حساب الجماعة، رغم أن العقار تم التصويت عليه لتفويته لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة. المالوكي: ما يروج مغالطات نفى صالح المالوكي، رئيس المجلس في تصريحه ل"الصباح" الملاحظات التي تم رصدها، ما يروج بأن فريقه يعمل بدون تنسيق، مؤكذا أنه كلام باطل. وقال" نعقد اجتماعات متواصلة مع كل الفاعلين الذين لهم علاقة باشتغال الجماعة، كالوالي ورئيس الجهة ومكوناتها والمصالح الخارجية". وشكر جزءا كبيرا من أعضاء المجلس الذين هم خارج التدبير وظلوا يصوتون لصالح المدينة والمواطنين. واستطرد، "داخليا نعقد مئات الاجتماعات بيننا كمكتب وفريق، وفق القانون التنظيمي والداخلي للجماعة، وقوانين حزبنا الملزمة لذلك"، أما الاختلاف الواقع اليوم داخل الأغلبية، يقول المالوكي، ناتج عن أن أقلية لا تريد أن تخضع لمنطق الأغلبية. "ونحن لن نقبل أن يفرض أحد رأيه ضدا على الأغلبية، أو يروج أباطيل ومغالطات خارج ما تراه الأغلبية". وأكد بأن ما يروج اليوم من أباطيل و مغالطات، كالقول بأن هناك مبالغ كبيرة لا تستغل، مجرد ادعاءات فالحقيقة أن كل المبالغ مبرمجة لمشاريع ما زالت إجراءاتها جارية، لتعقد المساطر الذي يشتكي منه الجميع وفي كل مؤسسات الدولة". وأعرب عن افتخاره بأن الجماعة هي أول جماعة بنت برنامجها وأصبح قدوة في البلد، "ووصلنا في التهيئة الحضرية إلى الصفقة السادسة بمبلغ 240 مليون درهم للتجديد الكلي للطريق وعلى مستوى الإنارة والتشجير والتأثيث الحضري"، كما أن صفقة تغطية الواد الحار وإنهاء الأشغال بالمركز الطبي البلدي هو ثاني نموذج في البلد، إضافة إلى تهيئة سوق الأحد بمساهمة40 مليون درهم، وتهيئة أحياء الهدى والزيتون وأساكا والوفاق والجزء الأول من الطريق شرق غرب. واعتبر هذا جزءا فقط، مع غيرهما من مشاريع تهيئة تجهيزات القرب والمرافق الإدارية، مؤكدا بأن كثيرا من المشاريع ستعرف النور قريبا. أكرنان: المجلس أصبح وكالة تحويل أموال نبه المستشار محمد أكرنان من المعارضة (الاتحاد الاشتراكي)، في تصريح ل "الصباح" إلى أهمية الفصل بين ما تم إنجازه فعلا في هذه الولاية، والمشاريع التي تبناها المكتب المسير، والتي تدخل في إطار اتفاقية سياسة المدينة التي بدأت منذ 2012. وقال بأن مجموعة من المشاريع بدأت بعد انتخابات 2015 في إطار هذه الاتفاقية التي تشمل هيكلة مجموعة من الأحياء، وتضم حي الزيتون وأسكا وبئر إنزران بتكوين وحي الهدى والوفاق. وأشار إلى أن جميع الطرقات المنجزة صادق عليها المجلس السابق. وتأسف أكرنان لأن الطرقات التي أحدثت في الإطار نفسه كطريق الفضية، وراء سوق السمك، يدعي المجلس ويزعم إنجازها، والحال، أن هذه المشاريع أنجزت في إطار اتفاقية سياسة المدينة، وأن مؤسسة العمران هي صاحب المشروع المنتدب من قبل وزارة السكنى، لأن الاتفاقية تلزم وزارة السكنى بتوفير الغلاف المالي الوارد في الاتفاقية. واستغرب المتحدث نفسه لأن بعض الطرقات المحدثة في "جيت سكن" أو بشارع 2 مارس أو القاضي عياض وزنقة الرئيس البكاي، وفيها عدد من المشاكل التقنية، وذات تكلفة عالية بالحي الصناعي، والتي رصدت لها ميزانية تتجاوز 75 مليون درهم، ستتم إعادة هيكلتها، مما سيعرضها إلى أضرار جديدة. وستتعرض هذه الطرقات بسبب هدم تلك المستودعات لإنجاز العمارات التي وردت في تصميم التهيئة، إلى الحفر بسبب الربط بالواد الحار والماء الصالح للشرب، مما يعتبر تبذيرا للمال العام. وفي ما يتعلق بسوق الأحد الذي صرفت عليه عدد من الأموال لإعادة هيكلته، قال أكرنان "تفاجأنا في ظل هذا المجلس بتوقيع اتفاقية لتتولى شركة العمران إتمام الأشغال والإصلاحات به، خاصة الأبواب الرئيسية وتغطيته بالخشب. واكتفت البلدية بتحويل الأموال فقط، دون أن توضح أو تعطي تصورها حول تلك الإصلاحات". والشيء نفسه بالنسبة لدار الفنون التي صرفت فيها عدد من الأموال، غير أننا، يقول أكرنان، فوجئنا من جديد بمصادقة المجلس الحالي على قرار لتحويل البناية إلى دار الفنون التي ستنجزه وكالة تنفيذ المشاريع بالجهة، وتكتفي البلدية بتحويل غلاف مالي سنويا إلى الوكالة دون أن يكون لها أي تصور حول المشروع وإعادة تغير هويته وتوجيهه لغرض آخر. "وشهد شاهد من أهلها" أكد المهندس سعيد ليمان، المستقيل من المجلس وحزب العدالة والتنمية، في لقاء له مع"الصباح"، بأنه نبه إخوانه السابقين، إلى غياب أي تصور أو منهجية في التسيير، وعدم وجود أي تصميم لتنفيذ مخطط التدبير والتسيير لمدة خمس سنوات. وقال"ليست هناك نظرة للتسيير تحدد الأهداف ومراحل الإنجاز، مما يعكس العشوائية في التسيير". مضيفا بأن المكتب يشتغل كجزر غير مرتبطة ببعضها، إذ لكل نائب جزيرته، ولا توجد أية قنطرة للتواصل والتنسيق بين النواب، ولا حتى مع الرئيس، إذ تعتبر مناطق نفوذ النواب كأرخبيل منعزلة عن بعضها البعض، موضحا بأنه لا يتكلم عن المستشارين، وإنما عن النواب، لأن المستشارين مثلهم مثل المواطنين". وقال المتحدث نفسه، عن المردودية،"من الطبيعي ألا تُنتج هذه التركيبة أية مردودية، لتبقى الحصيلة صفرا حاليا ومعلقة على الدراسات. إن الأشغال لا يستشار فيها مع المختصين، ومن يسير في الواقع، هي قوى خارج المكتب، والأخير مجرد آلة لتصريف ما يعرفه أعضاؤه". هذا الوضع الشاذ، يوضح ليمان، كان وراء اقتراحه تعديلا في المكتب رفض محليا ووطنيا، إذ اقترح ذلك لإيمانه بأن التركيبة الحالية للمكتب لم ولن تعطي أية نتيجة ولن تحقق شيئا. واقترح تغيير أسماء كالرئيس والسعدوني وفتحاوي، إذ عقدت لجنة مركزية اجتماعا بأكادير لمناقشة المقترح، وتغيب عنه عمدا، ليقرروا اللاتغيير، مما اضطره إلى الاستقالة. وسجل عدم إنجاز أي مشروع خاص بالبناء، منذ 2015 حتى 2017 ، لأن مؤشر المشاريع يتمثل في العقود مع المهندسين المعماريين، ومنذ تقديم استقالته، رصد صفقة واحدة مبلغها 160 مليونا خاصة بفضاء الأطفال بأنزا. وأكد ليمان أن الصفقات بأكادير، يسهل التلاعب بها عبر مراحلها الثلاث، خاصة في مرحلة إعداد الصفقة ودفتر شروطها الخاصة، التي يتلوها يوم فتح الأظرفة ثم مرحلة التنفيذ والانجاز، وأبرز بحكم تخصصه، أن بعض دفاتر الشروط الخاصة بالصفقات التي كانت تعرض عليه لتتبعها، من قبل رئيس اللجنة، كان يسجل بها ملاحظاته، ولا يتم الأخذ بها من قبل مهندسيها، وكان يعثر بها على أشياء تفتح باب التلاعب، وتعتبر بمثابة معلومة مخبأة يتم بيعها للمقاول للّعب عليها. فعندما يأتي المقاول المرغوب في حصوله على الصفقة، يشار عليه باللعب على تلك المعلومات. ويتم الاشتغال مع المقاول في المرحلة الثالثة المرتبطة بالتنفيذ، بعد مرورها بالمرحلتين، وتفصيلها على المقاس ورسوّها عليه، إذ يتم تفكيك تلك المعلومات المخبأة. وهنا، يقول سعيد، يكون رئيس لجنة الصفقات مجرد واجهة قانونية، يحضر يوم فتح أظرفة الصفقات التي سبق تفصيلها وتخييطها في المرحلة الأولى، لترسو في المرحلة الثانية على الصديق بحضور رئيس اللجنة، دون أن يفقه شيئا. وهكذا تمر الصفقات بأكادير، مضيفا "أنا أشارك في الدراسات والصفقات، وأحصل دائما على الرتبة الثانية لأن الأولى تكون دائما من نصيب المرغوب فيه قبل فتح الأظرفة، إذ نحن نتعب عدة أيام، بينما المقاول يشتغل ليلة واحدة".

أكـادير … تسيـير “بالفاتحة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أهم محطات الكنيسة بالمغرب

الدبوز يتحدى بطلة "تقليد النورس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات