مصري حول مغربيا إلى رماد

الجاني وصديقه انتقما من الضحية بتقطيع جثته وإحراقها بغابة ضواحي طنجة حل العثور على رماد وبقايا متفحمة لجثة قطعت إلى أجزاء قبل إحراقها بغابة في طنجة، لغز اختفاء ستيني معروف بالبيضاء وطنجة بالاتجار في الأعشاب الطبية، ظلت زوجته تنشر بلاغات عن انقطاع الصلة به وغيابه عن الأنظار وعدم رده على المكالمات الهاتفية، منذ نونبر الماضي، إلى أن تلقت مكالمة هاتفية، مساء الجمعة الماضي، من مصلحة الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن طنجة، تخبرها بضرورة الالتحاق بالمصلحة لأمر يهمها. وإلى حدود أمس (الأحد)، تواصلت الأبحاث للملمة تفاصيل الجثة المحترقة، بعد إخضاع عينات منها إلى تحاليل الحمض النووي، لتأكيد هوية الضحية، علميا، رغم أن المشتبه في ضلوعهما، في الجريمة البشعة، وهما شخصان، أحدهما مصري الجنسية، والثاني مغربي، اعترفا بتفاصيل ما قاما به ودور كل واحد منهما، وكذا طريقة إخفاء سيارته حتى لا تثار الشكوك حولهما، وكذا الحسابات التي كانت تجمع المغربي الضحية بالمصري، سيما أنهما يشتغلان في المجال نفسه، وهو الاتجار في الأعشاب الطبية. وأفادت مصادر متطابقة أن المتهمين عمدا إلى تنفيذ جريمتهما بطريقة ماكرة واحترافية كبيرة، بعد استدراج الضحية من البيضاء إلى طنجة، التي يملك فيها معشبة، وهناك اختارا توقيتا لتصفيته ونقل جثته على متن سيارته إلى منطقة خلاء بين طنجة وأصيلا، حيث قطعاها إربا إربا وأحرقاها بالاستعانة بالحطب والفحم، ثم غادرا المكان. وبعد تقاطر الشكايات المتعلقة ببلاغات الاختفاء التي وجهتها زوجة المختفي، وعرضها تفاصيل غير مفهومة من قبيل أن هاتفه كان مشغلا وتوصل أبناؤه برسائل منه، قبل أن يشكوا في مصدرها سيما ان عبارات تضمنتها تلك الرسائل، كانت بدارجة مصرية، وهو أمر غير مألوف لدى والدهم، ما دفع إلى توجيه شكوك الأسرة منذ الوهلة الأولى، إلى دجال مصري سبق له أن اعتقل بطنجة بسبب شكايات مرضى باعهم الوهم بمبالغ خيالية، إذ يدعي أنه يعالج الضعف الجنسي ويفك السحر وكل الأمراض. وربطت الأسرة حينها بين اعتقال المصري الذي أفرج عنه في منتصف العام الماضي، واختفاء المدعو قيد حياته أبو ناصر، وهو عشاب مغربي، يتحدر من البيضاء وله محلات تجارية بطنجة والعاصمة الاقتصادية، إذ أن المصري كان يعتقد أن زميله المغربي، وراء التحريض عليه واعتقاله، كما ذهبت مصادر أخرى إلى أن حسابات مالية وتجارية تجمع بين الاثنين، سيما أنهما كانا شريكين في السابق. وعمد المصري إلى التخطيط للجريمة مستعينا بمغربي، إذ استدرجا الضحية مطلع نونبر الماضي، وقتلاه ثم نقلا جثته إلى الخلاء سالف الذكر حيث قطعاه وأشعلا النار ثم أحرقا الجثة، واستعانا بكمية كبيرة من الفحم رمياها على الجثة حتى تلتهب كليا وتتحول إلى رماد، ما يمكن من تبديدها لعدم كشف فعلتهما النكراء. وحلت الشرطة القضائية لغز الجريمة بعد سبرها مسارات متعددة للبحث، مستعينة بأبحاث ميدانية مع جيران الضحية، انتهت إلى معلومات مهمة أفاد بها أحد الجيران، إذ شاهد شخصين يخرجان من الشقة التي كان يقطنها الضحية بطنجة، وكانا يضعان على رأسيهما غطاء بذلة رياضية (قبية)، وهما يحملان حقيبة، مؤكدا أنه تعقبهما من شرفة المنزل إلى أن امتطيا سيارة من نوع "داسيا"، وقام بتصويرها وتدوين رقم لوحتها. واهتدت الشرطة القضائية إلى أن السيارة مكتراة وبالوصول إلى شركة التأجير تبين أن مكتريها من جنسية مصرية ويقيم في طنجة، وأنه لم يرجعها إلى الوكالة، بل عثر عليها في موقف لمركز تجاري، كما تم الوصول إلى أن شيكا مملوكا للضحية تم صرفه بعد اختفائه. واستجمعت معلومات حول المصري، ليتضح أنه ظهر في مناسبات عديدة رفقة مغربي آخر، اختفيا عن الأنظار، تزامنا مع اختفاء الضحية. وضربت مراقبة للوصول إلى أحد المتهمين، قبل أن يتم الاهتداء إلى دوار بين أصيلا وطنجة، تبين أن به منزلا لشقيقة المغربي، ووجود سيارة مغطاة بغطاء كبير، إذ بإزاحته تبين أنها سيارة الضحية ليتم إيقاف المتهم الذي دل على مكان شريكه المصري. وأخضعت السيارة المنزوعة لوحة الترقيم، لمعاينة دقيقة فرصدت منها آثار دماء، ما أوصل المحققين إلى فرضية تصفية الضحية ونقله على متن سيارته إلى مكان خلاء، وبالبحث مع المتهمين اعترفا بضلوعهما في تصفية العشاب، ودلا على مكانه بمكان خلاء غير بعيد عن أصيلا، كما أعادا تركيب أحداث القضية. والمصري المتهم في القضية حديث مغادرة السجن، بعد إدانته بالنصب لاحتياله على مرضى، عن طريق معشبة يملكها في طنجة، إذ أنه مقيم بالمغرب بطريقة قانونية منذ 2006، وأسس شركة متخصصة في استيراد مستحضرات التجميل ومكملات غذائية وتوزيعها بالمغرب وكان عنوان شركته ورقم هاتفه يظهران في قنوات فضائية خاصة ببيع الوهم، إذ امتهن النصب عن طريق الادعاء بعلاج العجز الجنسي وفك السحر وغيرهما، ما كان سببا في دخوله السجن بعد شكايات بالاحتيال. المصطفى صفر

مصري حول مغربيا إلى رماد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ابتدائية تمارة تتحدى محكمة النقض

اعتقال جانح قتل أمه بتازة

مقالات ذات صلة