لست أدري هل لا زالت الامة العربية ومن بينها المغرب تحتفل بيوم المدينة مع حلول 15 مارس من كل سنة ام لا؟ فحبي لمدينتي يحتم علي والمناسبة أن أجوب عبر ذاكرتي كل شوارع مدينتي لألمس ولو عن بعد غرابتها حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تتناقل الجرائد والمجلات وحتى الاعلام السمعي البصري أحيانا تفاصيل جرائم ومن نوع مشابه تماما لما يقع في مدن العالم الصناعي حيث درجة الصفر في الفقر ولا نهائية الغنى. ففي مدينتي الصغيرة بلغت ظاهرة الجريمة حجما مخيفا لا يضاهيه الا خوف شارون الدموي من حجارة الطفل الفلسطيني. فمن وداد البركانية الى لبنى الوجدية لا زالت الجريمة سريعة سرعة لبنى في الرسوم المتحركة. النور يا أصحاب الانارة فالجريمة بنت الليل وتوأم الظلالم فشوارع مدينتي مظلمة تغري البعض على ارتكاب الجرائم والماء الماء يا رجال المطافئ لا لقتل الجفاف وملء مسابخ المغاني ورش عشب حدائف أهل المال والمعالي بل لقتل النار التي تتسبب في البراريك والأسواق الشعبية وتستح من أن تشتعل في الأسواق الممتازة والبنايات الشامخة ومأرب السيارات الفارهة. وبمناسبة اليوم العربي للمدينة تحضرني فكرة تسمية المقبرة بالمدينة مجازا واستعارة والتي تجعلني أتساءل عن أسباب نسيان تخليد هذا اليوم في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة عند الجهات المسؤولة فهل هذا يعني أن المدينة أصبحت مقبرة بجرائمها وحرائقها وإذا صح هذا الترابط الدلالي بين المقبرة والمدينة يحق لي كساكن أن أهاجر لكن الى أين والساكن لا يقوى على الحركة..هل نسكن المقبرة ونبقى ساكنين. وأسمح لنفسي لأتسائل لماذا لم يدرك أصحاب الحال بعد بأن الجريمة تجد تربتها الخصبة في الحرمان من مسكن لائق ليس الا.. اذا فلنهاجر من المدينة الى المقبرة ما دامت قوارب الموت متوفرة ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان لم يحفظنا في جثثنا من الحيتان لنسكن المقبرة /المدينة بعد حصول ذوينا من الأحياء الساكنين وليس القاطنين بأحياء المدينة /المقبرةعلى شهادة نقل الجثة والسماح بدفنها بجوار ضحايا الاغتصاب و النار و الحرمان. فيا أيتها المدينة الجاثمة على قبري عيدك مبارك سعيد بيومك العربي وكل يوم وأنت أتمنى أن لا يكون لا بحرب ولا بقتل ولا بنشل ولا بحرق ولا بهجر ولا بموت ولا بصمت فبربك يا مدينتي لا تأكلي أبناءك فهل أن نسيت أن الحرة تجوع ولا ترضع ثديها...