الفنان الحلقة الأضعف

فنانون أفنوا حياتهم في العمل وتسولوا المساعدات في أرذل العمر لم تنفع ملايير دعم الأعمال الفنية والثقافية في منع الحاجة عن فنانين مغاربة أفنوا حياتهم وهم يؤدون أدوارهم الفنية بتفان وإخلاص. فعديدون هم المطربون والممثلون، الذين يجدون أنفسهم في أرذل العمر، في سن يفترض أن يجنوا فيها ثمار ما كدوا لعقود، بلا مأوى، يفتقرون لأبسط مقومات العيش الكريم. أبطال على الشاشة المغربية تعرفهم أجيال متعاقبة، غير قادرين على تأمين علاج مرض مزمن أنهك أجسادهم النحيلة، وآخرون يستنجدون دعما ماليا يكف عنهم شظف العيش، وجماعة ثالثة، تطلب مسكنا يحميها قر الصيف وبرد ومطر الشتاء، جميعهم يجدون أنفسهم في وضعية مشابهة لمن أفنى حياته عاطلا عن العمل. ورغم أموال الدعم العمومي المرصودة للأعمال الفنية، كانت مهرجانات موسيقية، أو أعمالا تلفزيونية أو سينمائية، نبه الممثل ياسين أحجام، البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، إلى أن الفنان يعد الحلقة الأضعف في مسار صرف الدعم الذي تطبعه العديد من التراتبية. وضع حمل فيه الفنان الذي خبر دواليب المؤسسة التشريعية، المسؤولية إلى الدولة، التي قال إنه يتعين عليها أن تلعب أدوار الرقابة والمراقبة، وتعمل على ضمان حقوق الفنان، موضحا في تصريح ل"الصباح"، هناك في الواقع عقد نموذجي بين المنتج والفنان، بموجبه تلعب الدولة دور الرقيب الذي يضمن ظروف العمل الجيدة، وتوصل الفنان بأجوره في آجالها، إلا أنه لم يعرف بعد طريقه إلى التنزيل". واقترح أحجام، لضمان تدبير أفضل لأموال الدعم المصروفة على الأعمال الفنية، ورفع مظاهر الظلم التي قد يتعرض لها الفنان، إيجاد وسيلة من شأنها جعل الفنان يتوصل بأجره مباشرة من المنتج الرئيسي، وليس من المنتج المنفذ، "هذه الطريقة ستمكن من تفادي الوساطات، التي يكون ضحيتها الأولى، الفنان"، يقول أحجام مبرزا "وضعية الفنان أكيد لا تروقنا ولا ترقى للتطلعات التي ننشد تحقيقها، رغم أن الأوضاع هي أحسن حالا مما كانت عليه في السابق". من جهتها، وفيما أوضحت الفنانة نعيمة المشرقي أن وزير الثقافة السابق محمد الأشعري، كان وراء دمقرطة توزيع الدعم، الذي كان في السابق عبارة عن ميزانية مخصصة للمسرح، تمنح في الغالب إلى فرقة أو فرقتين، ليتم تعيين لجنة خاصة، تقوم بتقييم الأعمال الفنية في مختلف المجالات، وعلى أساسها ترصد ميزانية خاصة مهمة على ما كان عليه الأمر في السابق، أكدت أن الدعم لا يصل إلى جميع الفنانين، نظرا لمجموعة معايير يجب أخذها بعين الاعتبار في منح الدعم للأعمال المختارة، تراعي القيمة الفنية للعمل وطبيعة الحرفيين والفنانين المشاركين في العمل. أما عن أوضاع الفنانين بعد تقدمهم في السن، عزتها المشرقي إلى غياب نظام للتقاعد، يجبر جميع المزاولين لأعمال فنية بمن فيهم أصحاب "الحلقة الشعبية"، اقتطاع جزء من أجورهم وتحويلها لصندوق خاص تصرف كتقاعد بعد بلوغهم سنا معينة، "كنا في الثمانينات باشرنا خلال تأسيس نقابة لفناني المسرح، محاولات تنظيم تقاعد لمهنيي القطاع، إلا أنه توقف لعدم وجود تفاعل مع أي من صناديق التقاعد، وأعتقد أنه آن الأوان اليوم، لإعادة طرح الفكرة من جديد، لأنه لم يعد من المقبول استمرار التدبير العشوائي لأزمات الفنانين، وانتظار المساعدات". هجر المغلي

الفنان الحلقة الأضعف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"شبهات" تنقيلات بمستشفى بالرباط

دعم الفن ... "الما في الرملة"

مقالات ذات صلة