البحث عن كنوز … عصابات نبش القبور

أمن أزرو اعتقل إحداها وأشخاص احتجزوا بضريح بتاونات وشاب بسرغينة سوق وهما تبحث عصابات متخصصة عن كنوز اغتنائها بين قبور موتى المسلمين وفي أضرحة ومقابر، باحثة عما دفن من ذهب وأشياء نفيسة، بعيدا عن أعين السلطات، إلا من أوقف صدفة منهم ممن قدموا إلى العدالة بمحاكم آخذت بعضهم وأشخاصا سهلوا عملهم، وكانوا بدورهم ضحايا نصب واحتيال من طرفهم. جل المتورطين في نبش القبور بحثا عن كنوز، يتحدرون من الجنوب سيما من سوس، ممن ينتحلون صفات محسنين وينسجون علاقات تتوطد مع سكان قرى جاهلين بنواياهم، بل يسخرونهم في البحث عن أمكنة محددة بخرائط يتحوزون عليها، قبل استخراج ما بباطن الأرض من وسائل الثراء، على إيقاع البخور. ومن أشهر القضايا المماثلة، ضبط أمن أزرو، ثلاثة أشخاص من فاس ومكناس، فيما فر رابع متحدر من تارودانت يعتبر العقل المدبر، متلبسين بالحفر قرب سور المقبرة المسيحية أقيقاي، بناء على إخبارية من حارسها الذي شك في تحركهم المشبوه، إذ حجزت لديهم وسائل الحفر التقليدية وبخور وتمائم. المتهمون قدموا إلى العدالة، كما في عدة حالات أخرى ضبط فيها أشخاص آخرون متلبسين باستخراج كنوز مدفونة بمناطق متفرقة بأقاليم مختلفة بجهة فاس مكناس، خاصة في تاونات وتازة وصفرو وبولمان ومولاي يعقوب والحاجب، كانت معروفة مسارا للقوافل التجارية في اتجاهات مختلفة من الوطن. سكان تلك المناطق الذين عادة ما يقدسون تلك المواقع، التي تصبح مزارا للشفاء والقيام بطقوس غريبة، يستفيقون متأخرين على حفر بأشكال مختلفة يكتشفونها بعد فوات أوان استحواذ غرباء عليها، كما وقع في أضرحة ومقابر ببني وليد وعين مديونة وغفساي بتاونات وباب الأحد بكهف الغار بتازة. وتتنامى بهذا الإقليم، ظاهرة استخراج الكنوز من جبال وسهول وغرف منازل قديمة ومهجورة أو من أضرحة وأمكنة مشهورة بشعائر غريبة، كما وقع بعين مديونة قبل نحو سنة، لما استولى مجهولون على قبة ولي صالح بدوار فناسة، في قضية حقق فيها مع حارس الضريح وأشخاص آخرين من مناطق متفرقة. ووصل الأمر إلى حد احتجاز شخصين بالضريح في حادث مؤلم كاد يتطور إلى مأساة تتكرر في مثل هذه الحوادث بتكبيل مساعديهم أو مناولتهم مواد مخدرة، يدخلون إثرها في غيبوبة لا يستفيقون منها إلا بعد فوات الأوان وفرار منفذي عملية الحفر والاستخراج، إلى وجهات مجهولة دون أن يتركوا دليلا. وعادة ما يستغل هؤلاء قلة الإقبال على تلك الأضرحة في فترات معينة، لاقتحامها وحفرها بحثا عن كنوز، كما وقع في محيط ضريح علي بن عبد الواحد قرب محمية تيرنست الإيكولوجية لتربية غزال إيغيس، قبل أن يكتشف سكان المنطقة حفرا بخندق لتصريف مياه الأمطار، بشكل يوحي استخراج آنية طينية منه. والخطير أن أفراد هذه العصابات عادة ما يلجؤون لاختطاف أطفال «زهريين»، لتسهيل العملية، ما يبرر الاختفاءات المتكررة لأطفال يجهل مصير بعضهم، خاصة بصفرو لما اختفى أكثر من 11 طفلا وطفلة في وقت وجيز، تزامنا مع العثور على بعض أطراف طفلة دون الباقي رغم مرور سنتين. أرقام قياسية تحطم قرى بالجهة أرقاما قياسية في ما يخص استهداف كنوزها المجهولة من طرف سكانها، إلا ما اكتشف صدفة، عكس عملية النصب والاحتيال التاريخية التي سقط ضحاياها آلاف الأشخاص من مناطق متفرقة من المغرب، حجوا في رمضان الماضي إلى منطقة سرغينة، طمعا في كنز مدفون بجبالها الشامخة. شاب من المنطقة حبك قصة غريبة استطاع بواسطتها إيهام الجميع بوجود كنز في الجبل، حلم به وسوقه طويلا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل احترافي انطلت حيله على الكل، قبل أن يستدرجهم في يوم رمضاني حار إلى قطع مسافة طويلة مشيا، ليكتشفوا أن الكنز مجرد وهم من نسج خياله. حميد الأبيض (فاس)

البحث عن كنوز … عصابات نبش القبور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصوفي: الاستفادة من الخمس

البحث عن الكنوز المدفونة ... نهايات مأساوية

مقالات ذات صلة