البحث عن الكنوز … احتيال وابتزاز

ضحايا دفعوا الملايين لاقتفاء الوهم ونصابون تفننوا في طرق الخداع رغم أن العديد من حالات التوهيم بوجود كنز لاستدراج ثري أو مقاول أو مستثمر، تم إحباطها من قبل الدرك وكشف زيف الادعاءات، واستغلال الطمع لإسقاط الضحايا، تتناسل يوما بعد آخر قصص جديدة، أبطالها محتالون يتقنون طرق الخداع لإيقاع المستهدفين في الفخ. بينما ارتأى ضحايا كتم أسرارهم وتحمل الخسائر بعيدا عن رفع الشكايات التي ستفجر حولهم فضائح لا محالة وتكشف غايتهم، اختار آخرون رفع دعاوى ضد وسطاء، فيما الفاعلون الرئيسيون يظلون دائما بعيدا عن قبضة الشرطة أو الدرك، لاتخاذهم الاحتياطات اللازمة للتخفي والتضليل. والتنقيب عن المعادن النفيسة مؤطر بقوانين، وتمنع البحث عن الكنوز، إذ لا يجوز لأي كان القيام دون رخصة بأعمال الحفر والبحث في الأرض والبحر قصد استكشاف مبان أو منقولات تكون فيها بالنسبة إلى المغرب فوائد تاريخية أو أثرية أو أنتروبولوجية أو تهم العلوم التي تعنى بالماضي والعلوم الإنسانية. من جهة أخرى تعمل مختلف مصالح الأمن على إيقاف المشبوهين، صدفة في حملات مراقبة أو بعد إرشاد من مبلغين، وغالبا ما تتم العمليات في مقابر أو خلاء وغيرها من الأماكن التي تكون بعيدة عن الأنظار وفق سيناريو احتيال محبك، حتى تنطلي الحيلة على الضحية، ويزيد من عطاءاته المالية. ورغم تعدد القضايا المرفوعة لدى المحاكم، فإنها تحمل قاسما مشتركا، هو النصب، وتوزع شخصيات أدوار الفقيه والحفار. ففي المحمدية تمكنت مصالح الأمن أخيرا من اعتقال شخصين بمقبرة بعد أن لاذ ثالثهما بالفرار، و مازالت الأبحاث تطارد متهمين آخرين أسقطوا ضحايا بمدن كثيرة، سيما بابن سليمان والخميسات والمنصورية والشاوية ومنطقة الوادي المالح بالمحمدية، عبر خطة محكمة، يتناوبون الأدوار فيها بين متصل عبر الهاتف يتقن إسقاط الضحايا، وفقيهين يوهمان بأنهما متخصصان في استخراج الكنوز وفريق يضم خمسة أشخاص ينتحلون صفة حراس مندوبية المياه والغابات ويرتدون زيا مشابها لموظفيها، كما يستعملون أكسسوارات لإنجاح مهمتهم ضمنها أجهزة لا سلكية وهراوات سوداء. أما في مراكش فتتعدد الروايات داخل المجال الحضري وخارجه حول استخراج الكنوز، سيما بأضرحة مدينة سبعة رجال، وآخر القضايا تلك التي حلت لغزها عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية بمركز مولاي إبراهيم، إثر إيقاف ثلاثة أشخاص وحجز أدوات حفر ووثائق ضمنها خريطة لكنز يعتقد أنه مدفون في مسرح الجريمة، ويعود تاريخها إلى 1921، إضافة إلى حجز مواد معدنية وتمائم، قيل إنها تنفع في القيام بعملية الحفر وستساعد الفقيه أثناء تلاوته الطلاسم، في إبعاد الجن الحارس للكنز إلى حين استخراجه. مصطفى صفر كنز وهمي بالبيضاء فقيهان يوهمان الضحايا بوجوده بغابة وشركاؤهما ينتحلون صفة أمنيين ابتكر فقيهان رفقة شركائهما خطة للنصب على الضحايا، إذ بعد الاتصال بهم وإقناعهم بمرافقتهما إلى غابة ضواحي المحمدية لاستخراج كنز، ينتحل باقي أفراد العصابة صفة حراس الغابة، ليجد الضحية نفسه في دوامة من الابتزاز تصل إلى عشرات الملايين. ودخلت الشرطة القضائية لسيدي البرنوصي بالبيضاء، على خط القضية بناء على شكاية أحد الضحايا، فاعتقلت عنصرين من العصابة، تبين أنهما فقيهان يتحدران من سوس، في حين أصدرت مذكرة بحث في حق شركائهما انتحلوا صفة حراس الغابة، أثناء عملية البحث عن الكنز، وابتزوا ضحايا في مبالغ مالية مهمة. ورسم أفراد العصابة خطة محكمة، إذ يتولى أحدهم الاتصال بضحية بشكل عشوائي، وبعد التأكد أنه ميسور ويملك سيارة، يخبره أن هناك كنزا في ملكه يوجد بغابة بضواحي البيضاء، وأن هدف تسليمه الكنز هو الحصول على نسبة من الأرباح. وانطلت الحيلة على ضحية من سطات، إذ نقل فقيهان على متن سيارته إلى مكان وجود الكنز، وشرعا في ترتيل القرآن وتعويذات خلال الرحلة، وبعد أن حلا بغابة، لحق بهما زعيم العصابة، مدعيا أنه يملك خريطة الكنز، وبعد تحديد مكان وجوده، يقوم الفقيهان بأداء صلاة الاستخارة للتضليل، قبل أن يشرع الجميع في عملية الحفر. وبعد دقائق من الحفر، تم العثور على صندوق به بعض الحلي، وأثناء فتحه فاجأهم ثلاثة أشخاص من أفراد العصابة، منتحلين صفة حراس الغابة، وهددوا الجميع بالاعتقال، ما دفع زعيم العصابة إلى تسليمهم 30 مليونا، وإجبار الضحية على أداء ما يملكه من مال لتفادي الاعتقال، سيما أن الأمر يتعلق بجناية ثقيلة. وبسبب الارتباك والخوف، سلمهم الضحية خمسة ملايين، ووعدهم بتسليمهم باقي المبلغ المحدد في 10 ملايين لحظة عودته إلى منزله، بعد أن تم الاحتفاظ ببطاقته الوطنية. وانطلت الحيلة نفسها على ضحية ثان بالمحمدية، إذ اضطر لتسليم أربعة ملايين لحراس الغابة الوهميين، وضرب معهم موعدا لتسليمهم 10 ملايين محتفظ بها في منزله. وأشعر الضحية زميلا له بالأمر، فطلب منه تقديم شكاية إلى الشرطة القضائية، رغم أنه سيكون موضوع متابعة في القضية، وبعد إشعار النيابة العامة تم نصب كمين للمتهمين، إذ ربط الضحية الاتصال بزعيمهم وأوهمه برغبته في تسليم المبلغ المالي واسترجاع بطاقته الوطنية، فانتهت العملية باعتقال الفقيهين، في حين تمكن زعيم العصابة من الفرار، لتصدر في حقه وباقي أفراد العصابة مذكرات بحث وطنية. وأوضحت المصادر أن البحث مع الفقيهين، كشف أن لهما خبرة كبيرة في مجال البحث عن الكنوز، وأن للعصابة ضحايا آخرين بعدد من المدن. مصطفي لطفي

البحث عن الكنوز … احتيال وابتزاز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مروج كوكايين بالحسيمة

إيقاف متهم بتهجير البشر بالناظور

مقالات ذات صلة