زيادة أسعار المحروقات ألهبت أثمان الخضر والفواكه

بنكيران أخلف وعده وفتح المجال للمضاربين للتحكم في قفة المغاربة أثار قرار حكومة بنكيران المتعلق بالزيادة في أسعار المحروقات، الكثير من التخوفات لدى المغاربة. هذا ما ظهر جليا في أحد أسواق البيضاء، إذ أصبح حديث التجار وزبنائهم، لا يتجاوز الآثار السلبية لخطوة الحكومة الملتحية، والتي فرضتها على المغاربة دون استشارة ولا سابق إنذار.قرار الحكومة كان بالنسبة إلى المغاربة صدمة قوية ، باعتبار أنهم استبشروا خيرا، بعد أن أصبح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيسا للحكومة، لكن توقعاتهم كانت في غير محلها، وأول قرار "جدي" أخذته الحكومة كان ضدهم ويضرب مصالحهم. التجار، استفاقوا نهاية الأسبوع الماضي، على الخبر، وندبوا حظهم، متأكدين أن ذلك القرار لن يكون فال خير عليهم ولا على زبنائهم، فالأكيد أن الوضع سيتغير، وستصبح أسعار الخضر والفواكه أكبر من القدرة الشرائية للكثير من المغاربة، هذا في الوقت الذي يعاني الإنتاج الفلاحي تداعيات قلة التساقطات التي شهدها المغرب أخيرا. استيقظ تجار الخضر والفواكه بالتقسيط على القرار الحكومي الذي غيّر مسار حياتهم إلى الأسوأ، وتوجهوا إلى سوق الجملة بالبيضاء وكلهم أمل أن تخيب ظنونهم، لكن سرعان ما أصبحت مُؤكدة وصارت جزءا من واقع. هناك، حسب ما أكده تجار سوق المعاريف بالبيضاء، تلاشى الضباب ووضحت الصورة، وفوجئ بارتفاع أسعار الخضر والفواكه، ارتفاعا صاروخيا. في محله الصغير المليء بكل أنواع الخضر والفواكه، التي يسهر على تنظيفها بقطعة من ثوب مبلل في كل مرة، ليظهر لمعانها وبريقها، أخذ مصطفى يسرد معاناته الجديدة مع أسعار الخضر والفواكه بسبب الزيادة في أسعار المحروقات، قائلا إن التجار اضطروا إلى زيادة أسعار بضائعهم، أيضا، أثناء بيعها بالتقسيط، موضحا أن سعر الجزر ارتفع من درهم و50 سنتيما إلى 3.50 دراهم للكيلوغرام، وشهد سعر الطماطم قفزة نوعية أيضا، إذ بلغ سعرها 7 دراهم للكيلوغرام، في حين أن سعر اللفت بلغ 3 دراهم حسب النوعية والأسواق. وأضاف مصطفى أن أسعار الفواكه شهدت ارتفاعا أيضا، إذ حدد سعر الموز بين 10 و11 درهما بالنسبة إلى الموز المحلي، في حين ارتفع سعر المستورد من 15 إلى 16 درهما. وسجل سعر التفاح متوسط الجودة ارتفاعا بدرهم في الكيلوغرام، ليستقر في حدود 11 درهما. واعتبر مصطفى، أن الارتفاع الذي عرفه السوق كان نتيجة عوامل مختلفة، مؤكدا أنه حتى المضاربة وكثرة الوسطاء الذين استغلوا الوضع، جعل ثمن مجموعة من الخضر والفواكه يعرف ارتفاعا قويا بمجموعة من أسواق الدار البيضاء، إلى جانب الزيادة في أسعار المحروقات التي "كملات للي باقي". من جانبه، اعتبر أحمد الزياني، بائع خضر بسوق المعاريف، أن الزيادات في المواد الأساسية بعد الزيادات الأخيرة في أثمنة الغازوال، حتمية، معتبرا أن المضربين عمدوا إلى استغلال هذه الزيادات لفرض شروطهم على الأسواق. وأوضح المتحدث أن أصحاب الشاحنات المخصصة لنقل الخضر والفواكه، استغلوا الأمر وضغطوا على التجار، وزادوا في سعر النقل، الأمر الذي دفع التجار إلى الزيادة في سعر البضاعة في الأسواق "أصبحت الأسعار تعيش على إيقاع شد حبل بين الشاحنات وموردي الخضر والفواكه، إلا أن المستهلك البسيط هو المتضرر الأول من تلك الزيادات، التي من الممكن أن تمس حتى المواد التي لا تتأثر بالنقل". وأضاف أن بنكيران فتح المجال للمضاربين للتحكم في قفة المغاربة، وزيادة الأسعار بشكل عشوائي، في الوقت الذي سيضطر البعض الآخر إلى ذلك، لأن الإفلاس سيهددهم "وضعتنا الحكومة في موقف صعب، لا نستطيع مواجهته، ولن تستطيع الفئة المعوزة تحمله، مادام أن مدخولها لن يتغير، إذ ستضطر إلى الاستغناء على الضروريات لاقتناع المواد الغذائية". من جانبه، اعتبر أحد زبناء أحمد أن خطوة بنكيران كانت مفاجئة، مؤكدا أنه كان من الممكن أن تنهج الحكومة طرقا أخرى بتجاوز الأزمة، دون الزيادة في أسعار المواد الأساسية "المحروقات من الضروريات، ولا أعتقد أن الفئة المتوسطة والفقيرة هي فقط من تستفيد منها، باعتبار أن الذي لا يملك السيارة يستعمل سيارات الأجرة والحافلات، ومن المنتظر أن تشهد أيضا ارتفاعا في أسعارها، ما سيجعل المواطن يدفع أكثر مما كان يدفعه سابقا". وأضافت امرأة اتجهت إلى السوق لتبضع بعض الخضر والفواكه، إلا أن لهب ارتفاع الأسعار أحرق قفتها واستغنت على مواد غذائية كثيرة واكتفت بما هو ضروري، (أضافت) أنها فوجئت بارتفاع أسعار الخضر والفواكه، مرجحة أن تكون الزيادة في أسعار المحروقات سببا رئيسيا في الموضوع "أرى أن ما قررته الحكومة ليس في صالح الفئة المتوسطة ولا الفقيرة، من أفضل أن تتراجع عن قرارها". إيمان رضيف

زيادة أسعار المحروقات ألهبت أثمان الخضر والفواكه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابات

زيادة "على غفلة" تربك الضعفاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات