آراء المهنيين

تعاقبت الإصلاحات على قطاع التعليم، وصرفت عليه ميزانيات مهمة، غير أن مجموعة من المتدخلين، يقرون اليوم بفشلها. ويعتبر الأساتذة من الفئات، التي توجه انتقادات لاذعة للحكومات المتعاقبة، بسبب عجزها عن حل أزمة رافقت المغرب منذ الاستقلال، لهذا استقت "الصباح" آراء عدد منهم، من مختلف التخصصات والمستويات. محاولات يائسة إن فشل مسلسل إصلاحات المنظومة التعليمية، يرجع بالأساس لطبيعة هذه الإصلاحات، غير الملائمة لواقع القطاع بالمغرب، ناهيك عن التذبذب بين لغة التدريس هل الفرنسية أم العربية، وعدم وجود استمرارية في عمل الوزراء، إذ يأتي كل وزير بأفكار وتغييرات تناقض من كان قبله، وعليه فلا يتم اتباع المخططات الرامية لتحقيق نتائج على المدى البعيد، بالإضافة إلى ضعف مستوى تأهيل وتكوين الأطر، وعدم إشراك الفاعلين في القطاع، حينما يتعلق الأمر بوضع مخططات الإصلاح، وتطبيق المناهج الغربية، التي يأتون بها من دولة معينة، ذات مستوى يفوق أضعافا المستوى التعليمي ببلادنا، على النموذج المغربي.. ولذلك فمن البديهي جدا أن تفشل محاولاتهم البائسة. * نزهة العلوي * أستاذة الاقتصاد بالتعليم الثانوي فشل الإصلاح تعددت الإصلاحات والفشل واحد، فمرورا بإصلاح 1985، الذي يتعلق بالتعليم الأساسي ومبدأ تعميم التمدرس والنجاح، والذي تم على أساسه تبني بيداغوجية الدعم والتقوية، وإصلاح 1998 الذي تضمنه الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي ركز على الدعامات الكمية والنوعية، فيما يتعلق بتحديد الأهداف التربوية، والبرامج والمناهج الدراسية، ثم المخطط الاستعجالي الذي توخينا منه أملا لإخراج المدرسة المغربية من مأزقها الحالي، إلا أن جميع هذه الإصلاحات خيبت الآمال، وزادت الطين بلة. ولتجاوز هذا المأزق يجب على المنظومة التربوية أن تعمل كنسق متجانس على تحقيق ذات الكفايات المحددة في الكتاب الأبيض عند نهاية كل سلك من الأسلاك التعليمية، إلى جانب تحسين الخدمات التربوية المقدمة للتلاميذ والطلاب، من حيث المستويات، وطرق وأساليب التدريس، ثم الاستعانة بالمعنيين بالأمر عند وضع برامج الإصلاح، وهم الأساتذة، الأقرب إلى التلميذ. + حورية خاي * أستاذة التعليم الابتدائي إشراك في الإصلاح على الرغم من أن الوزارة استطاعت أن تحقق بضع النتائج الإيجابية على مستوى التمدرس، التي تعد على رؤوس الأصابع، يظل هناك خلل في النظام التربوي، يتطلب إصلاحه تغييرا جذريا في المنظومة التربوية ككل، وذلك بإشراف مختصين في الميدان، كما يستلزم إنجاح النماذج التنموية للتعليم، ملاءمتها مع واقع القطاع في المغرب، وتحسين ظروف التدريس، وأوضاع الأساتذة، كي يركزوا على الأهداف البيداغوجية المرسومة، وتكوين خريجي مراكز التعليم، تماشيا مع المقاربات المعتمدة، بالإضافة إلى دور الأسرة أيضا. * نعيمة لخزين * أستاذة جامعية للأدب الفرنسي تكوين ضعيف التعليم هو القطاع الذي يدفع بالدولة نحو الأمام، وواقع الجامعة المغربية معروف، إذ تحتل الرتب الأخيرة في التصنيفات العالمية، بالإضافة إلى تراجع مستوى التلاميذ والطلبة، وكذا الأساتذة الجدد الملتحقين بالمنظومة. بالنسبة إلي الحل يكمن في استفادة الأساتذة من تكوين جيد، وهذا ما ينقص بعض أساتذة التعاقد الذين يحتجون في وجه الحكومة. وأما الأساتذة الذين تكونوا قبل الالتحاق بالمؤسسات، فيجب أن يخضعوا لتكوين مستمر كل أربع سنوات على سبيل المثال. وفي السياق ذاته، يجب التركيز في برامجنا التعليمية على تكوين التلاميذ والطلبة في اللغة الفرنسية والإنجليزية، خاصة أن أغلب الأبحاث العلمية تصدر بهما، لهذا أدعو إلى تدريسهما منذ السنوات الأولى للتلاميذ، وأن يستفيد الأساتذة أيضا من التكوين في اللغات، لأن 70 في المائة من البحوث تصدر باللغة الإنجليزية. * محمد صبح * أستاذ التعليم العالي بكلية عين الشق فقدان الهيبة أرى أن المؤسسة التعليمية فقدت هيبتها التربوية والأخلاقية، ويتضح هذا الأمر جليا من خلال مقاطع الفيديو التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق تعرض الأساتذة للعنف، أو تعنيف الأستاذ لتلاميذه وغيرها، ويطرح السؤال حول هذه المدرسة، هل يمكن أن تخرج لنا أجيالا جديرة المستقبل؟، وفي رأيي أن الجوب هو لا، لأن المدرسة أصبحت تحتضن جميع الظواهر السلبية في المجتمع. وأظن أن هؤلاء المسؤولين الذين يشرعون هذه السياسات والمخططات هم بصدد تخريب المدرسة العمومية. أنا أدرس في المدرسة العمومية، والتلاميذ الذين أدرس، يتحدرون من "الكاريانات"، وأرى مشاهد غريبة لا تمت بصلة إلى المدرسة، من تدخين للمخدرات وتنفيذ السرقات والاعتداءت. ومن جهة أخرى، أحدثت الدولة فوضى في توجهات التلاميذ، بعد تركيزها على التكوين المهني، إذ يواجهني التلاميذ، بأنهم يريدون الحصول فقط على مستوى الباكلوريا، ولا يرغبون في تحصيل الشهادة، بحجة أنهم سيتوجهون إلى ممارسة إحدى المهن. * نور الدين أزلماط * أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي استقاها: عصام الناصيري

آراء المهنيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعليم ... 60 ألف مليار لإنتاج الرداءة

إصلاح منظومة التعليم ... اليوسفي: النوايا الحسنة لا تكفي

مقالات ذات صلة