تكتل لمواجهة “لوبي” الاستشارات الأجنبية

صفقة ضخمة لـ كابيتال كونسولتينغ تنتظر تأشيرة مجلس المنافسة بعد استقطابها مستثمرا قطريا كشفت شركة "جي. إڤ. إي"، المملوكة لمجموعة "المناعي" القطرية، عن استحواذها على 70 % من أسهم "كابيتال كونسولتينغ"، أكبر مكتب دراسات استشارية مغربي، في صفقة ضخمة لم يعلن عن قيمتها المالية، يتوقع أن تحدث كيانا جديدا لمواجهة "لوبي" مكاتب الاستشارات الأجنبية، الذي سيطر على أنشطة السوق، خلال السنوات الماضية، وهدد بإفلاس عدد مهم من المكاتب المحلية. وأفادت مصادر مطلعة أن الصفقة الجديدة تنتظر تأشيرة إدريس الكراوي، رئيس مجلس المنافسة، بعدما تم رفع ملفها إلى مؤسسة الحكامة المذكورة، لغاية النظر في مدى تأثير هذا التكتل على سوق الاستشارة الإستراتيجية والمعلوماتية في المغرب، موضحة أن "كابيتال كونسولتينغ"، لمؤسسيه هشام الشبيهي الحسني، وعبد المنعم فوزي، يراهن من خلال الصفقة الجديدة على تعزيز مكانته في السوق الوطنية، وتثمين الخبرة التي راكمها في مواكبة المشاريع الاقتصادية الهيكلية الكبرى في المملكة، خلال السنوات الماضية. وربطت المصادر ذاتها، في اتصال مع "الصباح"، الصفقة الجديدة بمواجهة وضعية ركود غير مسبوقة في سوق الاستشارات الإستراتيجية، بعلاقة مع الانتكاسة الاقتصادية التي شهدتها المملكة منذ 2011، تاريخ وصول حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة، بسبب ضعف القدرة الاستشرافية، وغياب أي رؤية إستراتيجية اقتصادية لحكومتي بنكيران والعثماني، مشددة على أن هذا الوضع لم يكبح طموح أكبر المكاتب الاستشارية المغربية، التي قاومت لمدة 20 سنة كبريات الشركات العالمية، بكسبها لثقة المقاولات الكبرى والمتوسطة والحكومات المتعاقبة، وحتى بعض الحكومات والشركات الكبرى الإفريقية، في البحث عن مساهمين أجانب لتفادى الإفلاس. وأكدت المصادر ذاتها أن مجموعة من مكاتب الدراسات الإستراتيجية المعروفة تواجه خطر الإفلاس، ذلك أن محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية، المكلف بالشؤون الإفريقية، يسارع الزمن لبيع مكتبه الاستشاري "فاليونس"، الذي أنقذه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، من أزمة مالية خانقة، بتدخله لدى الرئيس الغابوني، من أجل استرجاع ستة ملايين أورو من الحكومة الغابونية. ويعيش هذا المكتب أياما صعبة، بعد رحيل هشام العراقي، أبرز مسيريه، الذي التحق بشركة معروفة. ‏وبقيام الشركة القطرية-الفرنسية "جي. إڤ. إي"، بالاستحواذ على المكتب المغربي "كاپيتال كونسولتينغ"، فهي بصدد وضع يدها على مكتب واكب جميع الأوراش الهيكلية التي عرفها النسيج الاقتصادي والحكومي والإداري للمملكة، من خلال رسم استراتيجيات قطاعية للوزارات الحيوية، وهيكلة أكبر البنوك والمؤسسات المالية المغربية، واستراتيجيات القطاعات المهنية الحيوية، مثل الصناعة والنسيج والتصدير، بالإضافة إلى البرامج الانتخابية لأكبر الأحزاب السياسية، وخطط التنمية الإقليمية لأكبر جهات المملكة. ووفق مهنيي القطاع، لم تستطع سوق الاستشارات الاستراتيجية في المغرب أن تفلت من براثن الأزمة، بسبب ارتباطها الوثيق بالنشاط الاقتصاد الكلي للمقاولات والمجموعات التجارية، المتخبطة هي الأخرى في أزمة مالية خانقة. وأمام تراجع حجم النشاط وضعف الطلب، أصبحت أنشطة المكاتب الوطنية في مهب الريح، خصوصا بعد لجوء حوالي نصف المقاولات في المغرب إلى وضع أعمالها لدى مكاتب استشارات أجنبية، على أمل الخروج من وضعيتها الاقتصادية الحرجة وتحسين أنشطتها. بدر الدين عتيقي

تكتل لمواجهة “لوبي” الاستشارات الأجنبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جماعات تواجه خطر الإفلاس

الكريني: بوتفليقة ... العهدة المرفوضة

مقالات ذات صلة