ساق مبتورة بمقبرة تستنفر الأمن

الأبحاث أسفرت عن تحديد صاحبتها وشبهات حول ممارسات مصحة ببني ملال حلت عناصر الشرطة القضائية التابعة لقصبة تادلة في اليومين الماضيين، لغز العثور على ساق مبتورة في مقبرة الرحمة بالمدينة نفسها، كما كشفت عن هوية المتورطين في الحادث. وأفادت مصادر "الصباح" أن القضية أسفرت عن فضح ممارسات مصحات خاصة، وطرقها في التخلص من النفايات الطبية ومخلفات العمليات الجراحية، والاستهتار بصحة المواطنين، إذ أن الساق التي استنفرت مختلف المصالح الأمنية، لم تكن إلا عضوا مبتورا في عملية جراحية أجريت بمصحة ببني ملال، ونقلت في ظروف تشكل خطرا صحيا إلى قصبة تادلة، قبل التخلص منها برميها في قبر محفور، معد لاستقبال ميت بمقبرة الرحمة. وفي تفاصيل الواقعة أوردت المصادر ذاتها أن مستخدما يعمل بمقبرة الرحمة في قصبة تادلة، متخصص في حفر القبور وتهييئها لدفن الموتى الجدد، فوجئ أثناء تفقده قبرا محفورا بوجود أتربة تخفي شيئا، فاضطر إلى تنظيف القبر منها، قبل أن تصطدم الأداة التي يستعملها بكيس بلاستيكي يغلف شيئا ما، وعند تفقده اكتشف أن الأمر يتعلق بساق مبتورة مال لونها إلى السواد، فأصيب بالهلع وغادر المقبرة متجها صوب مصلحة الأمن، مبلغا عما رأته عيناه. وانتقلت عناصر من الشرطة القضائية إلى المكان حيث أجرت معاينة للساق المبتورة، والكيس البلاستيكي الذي لفت فيه، لتتجه أولى الفرضيات إلى أنها نفايات ناتجة عن عملية جراحية لمصاب بمرض، ما دفع إلى إنجاز التحريات اللازمة وإشعار باقي المصالح المختصة من أجل اتخاذ المتعين. وأضافت المصادر نفسها أن الأجوبة جاءت سريعة، إذ توصلت الأبحاث إلى أن الساق المبتورة تعود إلى امرأة تقطن بقصبة تادلة، وأنها أجرت أخيرا عملية جراحية في مصحة ببني ملال، إثر مضاعفات مرض السكري الذي تعانيه. وأسفرت الأبحاث نفسها عن أن زوج المعنية بالأمر تسلم الساق من المصحة، ونقلها من بني ملال إلى قصبة تادلة، قبل أن يبحث عن مكان آمن ليدفنها، فلم يجد إلا المقبرة، وعمد إلى وضعها في قبر جديد وطمرها بالتراب، ثم غادر المكان. وعند مواجهة الزوج صرح بأنه فعلا قام بطمر الساق المبتورة، وأنه يتوفر على شهادة بذلك، فسلم رجال الأمن وصلا منح له من مسؤولي المصحة يكلفونه فيه بإتلاف الساق المبتورة من العملية الجراحية. وخلف الحادث استنكارا، سيما أن المصحة ملزمة بالبحث عن طرق إتلاف نفاياتها الطبية والأعضاء المستأصلة من العمليات الجراحية، وأن لا تسلم ذوي المرضى تلك النفايات وتلزمهم بتدبر طريقة للتخلص منها. ولم تعلم بعد الإجراءات المتخذة في حق مسؤولي المصحة سالفة الذكر، فيما أشارت مصادر "الصباح" إلى أن العديد من المصحات في مختلف المدن تتخلص من نفاياتها الطبية بطرق عشوائية، إذ يتم رمي مخلفات الفحص والعمليات الجراحية من حقن وقطن وبقايا العينات الملوثة بالدماء والسوائل والمخلفات الكيميائية والمشعة، ومخلفات العمليات الجراحية من أعضاء بشرية وغيرها، في القمامة، رغم أنها من أخطر أنواع النفايات على البيئة وعلى صحة الإنسان. المصطفى صفر

ساق مبتورة بمقبرة تستنفر الأمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحضري: وفي رواية أخرى ...

اعتقال متهمة بالاتجار في الرضع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات