كدروري: كلّنا منافقون

كلّنا مُنافقون حينما نحفُر في ردم الذّكرى فنَنْكشِف على أسرار خُبثنا بالأمس القريب و شريط عَبَثِنا و استهتارنا بكلّ الحدود و القيم المُنافية لواقعنا المرتّق اليوم دون أن تكون لنا ذرّة من شجاعة على إبداء عورتنا الحقيقية المندسّة خلف طهرانية متصنعة؛ كلّنا مُنافقون حينما نتخفّى في أجواء الغرفة و حميمية الحمام و عدمية الليل فنمارس كامل فسقنا وفسادنا وكفرنا بالأشياء و الأشخاص و الفكر؛ كلّنا مُنافقون حينما نختار خُلطاء وثيقين لنَنْعتِق و إيّاهم من كَبْتنا في الغيبة و النّميمة و صروف التجريح و البهتان و نتهافت على العهر الفكري و السّلوكي؛ كلّنا مُنافقون حينما نقول ما لا نفعل و نَعد و نُخلف و نُؤتمن و نخون و نتربّص الفرص لنقتنص أيّ مكاسب شخصية و لا تُضيرنا أحوال الغير و لا مصالح الجماعة التي تكتنفنا، و لا نتورّع في التضليل و الكذب بكامل الثّقة حتى بِتنا نصدّق أنفسنا؛ كلّنا مُنافقون حينما ندّعي الإيمان و لا نُؤمِن حقيقة إلاّ بما يُوافق رغباتنا و أهوائنا، و نتصنع الإسلام و لا تَسلم الخلائق من سوء تصرّفنا و أخطائنا و تقلّبات مزاجنا و حالنا و أحوالنا؛ كلّنا مُنافقون حينما نتجرّع – صاغرين - وضعيات مُخزية لسوء التّدبير و الإدارة و الفساد و الغبن الاجتماعي و انهيار القيم بدعوى الرّضى بالمُقدّر و المكتوب و لا حيلة مع اللّه؛ كلّنا مُنافقون حينما نمتلك ثمن أُكلة في مطعم فاخر و لا نحوزُ قطعاً معدودات نُلقيها في كفّ متسوّل يائس يجوب المكان؛ كلّنا مُنافقون حينما نتحصّل على أجر و تعويض و تحفيزات ولا نُوَقّر – بالمقابل - للعمل حُرمة و لا ننضبط لتوقيت و لا تُضيرُنا همّة و لا تجويد نشاط؛ كلّنا مُنافقون حينما نُلطّفُ بسخاءٍ مظاهرنا؛ كُلُّنا مُمتلئون بالنّفاق... إلى ذلك الحدّ الذي لا حدّ له !

كدروري: كلّنا منافقون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لمسهل: الشباب والعمل السياسي اي كفة هي الثقل

الملك يستقبل الولاة والعمال الجدد بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات