بنسليمان … “القلعة” المنسية

النقل والاستثمار والغولف و"عين الشعرة" ملفات سوداء و"اتهامات" للجهة خلف أناقة مدخلها الفسيح، تخفي بنسليمان مجموعة من مظاهر البؤس والإهمال، في عدد من القطاعات التي تهم حياة السكان. الشارع الرئيسي الذي يخترق المدينة أصبح بسبب انتشار المقاهي مثل كورنيش عشوائي. سيارات مركونة على امتداد الشارع، ومحطتان لسيارات الأجرة، وفوضى كبيرة، تصبح معها المدينة الصغيرة في أوقات الذروة كأنها في حالة حرب. إنجاز: عبد الإله المتقي - تصوير: (أحمد جرفي) فقدت المدينة الصغيرة هويتها منذ سنوات، وتحولت بفعل فوضى العمران إلى منازل وإقامات وتجزئات مترامية الأطراف، أتت على ما تبقى من الوعاء العقاري. لم يسلم الغولف من زحف الإسمنت، فتحول إلى تجزئة للمتناقضات، يتعايش فيها السكن الاقتصادي مع الفيلات الراقية، إضافة إلى أراض شاسعة غير مبنية، تتحول إلى مراع وملاذ للمنحرفين. يقول "خ.ح"، فاعل جمعوي، "في سنوات مضت كانت هوية المدينة معروفة. كانت هناك أحياء راقية وأخرى شعبية. اليوم تغير كل شيء، وأصبحت كل الأحياء متشابهة. المدينة كلها أصبحت مثل قرية". على شريط الغولف، حزام طويل يحاصر المدينة، أهملته الشركة المستفيدة. الحفر تنتشر في الطريق الصغير، والإنارة ضعيفة، وتنقطع من وقت إلى آخر. في الحي الحسني، لا يختلف الوضع كثيرا، بفعل تأخر تأهيل الحزام الغابوي، وبطء تأهيل الأرض التي كانت مخصصة للسوق الأسبوعي، الذي نقل إلى جماعة الزيايدة، والحالة السيئة لجل الطرق والأزقة المؤدية إليه، وزحف الأزبال في محيط الغابة. ويشكو سكان الحي الحسني من إقصاء الحي والغموض الذي يلف الفضاء الرياضي الذي أقيم في الحزام الغابوي، إضافة إلى الرائحة الكريهة المتسربة من قنوات الصرف الصحي. يقول ساكن في الحي "نريد أن يتحرك المسؤولون لإنجاز مشاريع حقيقية تهم عامة السكان ويصلحوا أوضاع الحي، ومرافقه. نحن في حاجة إلى فرص للشغل، وتأهيل قنوات الصرف الصحي، وحل مشاكل انقطاعات الكهرباء وغلاء الفواتير، ومرافق حيوية تهم السكان مباشرة". ملفات سوداء يعاب على القائمين على الشأن المحلي، سلطات ومنتخبين، تقصيرهم في تدبير قطاع النقل، وعدم جلب مشاريع استثمارية، قادرة على التخفيف من حدة البطالة لشباب المدينة، وعدم تنظيم ملف الباعة الجائلين، وتحول بعض المناطق بالمدينة إلى نقاط سوداء، وضعف الإنارة العمومية في عدد من الأحياء والمناطق وانقطاعاتها المتكررة. ويعتبر النقل أهم معضلة يعجز المسؤولون عن تدبيرها، وإذا كان الأمر ليس مطروحا داخل المدينة، بحكم صغرها وتوفر سيارات الأجرة الصغيرة، والعربات المجرورة، فإن الأمر صار لا يطاق بالنسبة إلى مجموعة من الوجهات مثل المحمدية وبوزنيقة، بالنسبة إلى الطلبة، وأغلب الجماعات القروية بالإقليم. يقول (ز. ر)، طالب من ابن سليمان، يدرس في المحمدية، " نعيش مأساة حقيقية. الوضع لا يطاق، عدد كبير من الطلبة لا يستطيعون الحضور إلى الدروس والمحاضرات. لكي تصل في الثامنة صباحا عليك الاستيقاظ في الخامسة، حتى يتسنى لك حجز مكانك في الحافلة". ويضيف "ز.ر" أن "الطلبة والتلاميذ قاموا بوقفات احتجاجية، لكن لا حياة لمن تنادي، ناهيك عن الحالة السيئة لوسائل النقل العمومي". وتعتبر سيارات الأجرة الوسيلة الوحيدة بالنسبة إلى الوجهات الأخرى، خصوصا الجماعات والقرى التابعة للإقليم، والمترامية الأطراف، الأمر الذي يولد مجموعة من المشاكل والمعاناة، بالنسبة إلى السكان. وإضافة إلى الاضطراب وكثرة حوادث السير والأسطول المتهالك للحافلات، تطرح أسئلة عديدة حول احتكار شركة معينة لهذه الصفقة، منذ سنوات في غياب أي منافسة. ويواجه السوق القديم" المارشي"، إحدى معالم المدينة، خطر الاندثار، بفعل وجود مشروع لنقله إلى مكان آخر، في إطار تصميم التهيئة الجديد، الأمر الذي أثار استياء التجار وفعاليات المدينة، التي تطالب بتأهيل السوق، والمناطق المجاورة له، وتخفيف الضغط عليها، عوض ترحيله نهائيا، شأنه شأن دار الشباب، التي لا تبعد عنه سوى ببضعة أمتار. مجلس بدون كفاءات بعد مرور ثلاث سنوات، ينتظر سكان ابن سليمان من المجلس الجماعي الحالي، ترك بصمته في المدينة. ويعاب على المجلس افتقاده لكفاءات قادرة على تطوير أدائه، واستقطاب مشاريع استثمارية للمدينة، وضعف التواصل، وانشغال أغلب الأعضاء، بمن فيهم الرئيس، بحل المشاكل اليومية البسيطة، عوض جلب مشاريع كبرى للمدينة، ووضع الإستراتيجية الكفيلة بإخراجها من ركودها. وتواجه المدينة مصاعب كبيرة في الحصول على نصيبها من مشاريع التنمية، عن طريق جهة البيضاء سطات، مقارنة بمدن أخرى، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول مفهوم "العدالة المجالية"، والقدرة على الدفاع عن نصيب الجماعة من مشاريع الجهة. وفي المقابل، تسجل المدينة تحسنا لافتا في مردودية قطاع النظافة، بعد تفويض تدبيره لشركة مختصة، وفي مردودية باقي مصالح الجماعة، خصوصا الإدارة، ومرونة تواصلها مع السكان. دواران خارج التغطية يعتر دوارا بوشويطينة وعين الشعرة من أبرز النقاط السوداء في المدينة، والمطروحة أمام المجلس والعامل الجديد سمير اليازيدي، بفعل الأوضاع المتردية فيهما. واستفاد بوشويطية من بعض الخدمات، خصوصا في ما يتعلق بالنقل المدرسي، والماء الصالح للشرب والإنارة، بمبادرة من جمعية بوشويطينة للتنمية، وتعاون مع المجلس البلدي، لكنه يعاني مشاكل أخرى، في ما يتعلق بالتنمية والتشغيل، فيما يبدو الوضع أكثر سوءا بدوار عين الشعرة، حيث يعاني السكان مشاكل عويصة، في ما يتعلق بأبسط الشروط، كالإنارة والماء الصالح للشرب والتغطية الأمنية. لغز الحي الصناعي يشكل الحي الصناعي إحدى أبرز النقاط المحيرة بالمدينة، والمطروحة أمام العامل الجديد سمير اليازيدي، والمجلس الجماعي الحالي، بالنظر إلى فشله في أداء المهام المنتظرة منه، خصوصا في ما يتعلق بالتشغيل، وتخفيف الضغط عن الأحياء السكنية، وتحولت المحلات الصناعية والتجارية إلى مستودعات وبنايات فارغة. ولم يتمكن عدد من المستفيدين من إتمام مشاريعهم، فاضطروا إلى تفويتها، لكنهم اصطدموا ببعض بنود دفتر التحملات، وأبرزها عدم التفويت في جميع الظروف. جويبر: تصميم التهيئة أرهق الجماعة رئيس لجنة المالية طالب الجهة بـ"العدالة المجالية" < بماذا تفسر الوضع المالي بميزانية الجماعة؟ < بقلة المداخيل، وتزايد المصاريف، وانعدام الاستثمارات الكبرى بالجماعة، كما شكل تصميم التهيئة عبئا على الجماعة، إذ شمل أراضي تابعة للدولة وأراضي سلالية مقدرة بأزيد من ألف هكتار، فأصبحت معه الجماعة ملزمة بتوفير الإنارة والنظافة، مع العلم أن هذه الأراضي معفية من الضريبة على القيمة المضافة، كما نتج عنه ارتفاع من حيث عدد السكان. < هل صحيح أن الجماعة أعفت بعض الشركات من الضريبة على الأراضي غير المبنية؟ < هناك مشكل في ما يتعلق بالأراضي غير المبنية، لذلك قامت الجماعة بدراسة تقنية مكنت من إحصاء جميع الأراضي غير المبنية المضافة في تصميم التهيئة الجديد، مما سيمكن من مضاعفة مداخيل الجماعة من الضرائب على هذا النوع من الأراضي الحضرية. وعملت الجماعة على تشكيل لجنة لتحسين المداخيل الباقي استخلاصها برئاسة عامل الإقليم، بحضور ممثل مديرية الضرائب والقباضة والخازن الإقليمي، ولي اليقين أن ميزانية الجماعة ستحقق فائضا، لأول مرة في هذه الولاية. < أين وصل برنامج التهيئة الجديد؟ < تعرف المدينة دينامية كبيرة، من حيث البنيات التحتية للجماعة، تمثلت في بداية برنامج تهيئة المدينة، بشراكة مع المجلس الإقليمي، بتكلفة إجمالية بلغت 21 مليارا، تشمل الطرقات والأرصفة والمسبح الجماعي وسوق الجملة وملاعب القرب، بالإضافة إلى مشاريع لاحقة، كما قامت الجماعة بإبرام اتفاقية مع شركة العمران، تستفيد الجماعة بموجبها من هكتار، لبناء المجزرة، و750مليونا للإنجاز الأشغال، إضافة إلى مليار و200 مليون لإعادة إيواء حرفيي الحدادة، وبناء سوق الجملة، وبناء مقر جديد للجماعة. < كيف تعلقون على مشكل التطهير والإنارة؟ < قامت الجماعة بدراسة لإعداد تصميم مديري للشبكة، ما سيمكن من التوفر على معطيات تقنية مفصلة، عن حالة التطهير بالمدينة، إضافة إلى إدماج المساحة المضافة في تصميم التهيئة الجديد، أما عن الإنارة العمومية فتم إعداد دراسة لحالتها بالمدينة، واتخاذ قرار حول اعتماد "النجاعة الطاقية"، في كل الصفقات المقبلة، ومشاريع التجزئات الجديدة. < ألا تتحملون مسؤولية الجمود الذي تعرفه المدينة، بسبب غياب مشاريع كبرى وتشغيل شباب الإقليم؟ < عملت الجماعة على إبراز مؤهلاتها السياحية والمناخية والرياضية ببرنامج عملها، قصد التنسيق مع جهة البيضاء سطات بخصوص المشاريع المقترحة من قبل الجهة، وحثها على تطبيق العدالة المجالية، ليتسنى للجماعة الاستفادة من المشاريع غير الملوثة، والفنادق والملاعب والمستشفيات، لأن ابن سليمان تعتبر متنفسا للعاصمتين الإدارية والاقتصادية. وقد استفادت الجماعة من تمويل لإنجاز مسالك بمسافة 26 كيلومترا لفك العزلة عن بعض المناطق التابعة للجماعة، بالإضافة إلى موافقة الجهة على دعم الجماعة من أجل تهيئة المقبرة. وفي ما يخص المشاريع المقترحة، تمت المصادقة من قبل المجلس الحكومي على بناء مستشفى جامعي، في أجل لا يتعدى أربع سنوات، كما تمت المصادقة من قبل وزارة التعليم العالي على بناء نواة جامعية في المجال الطبي، إضافة إلى موافقة وزارة الداخلية على دعم مرأب الجماعة بالآليات. في سطور: - تاريخ ومكان الميلاد: 1975 بابن سليمان - متزوج وأب لطفلة - المهمة بالمجلس: رئيس لجنة المالية - فاعل جمعوي ورياضي

بنسليمان … “القلعة” المنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أطفال الشوارع يستنفرون عبد النباوي

مرضى القصور الكلوي ... خطوات بسيطة لعلاقات جنسية "آمنة"

مقالات ذات صلة