هستيريا تلميذات … الرواية الأخرى

بين الرجل الساحر والمخدرات معطيات تؤكد أن القضية مجرد لعب أطفال لإثارة البوز إنجاز : محمد بها بمجرد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لفيديوهات تظهر فيها مجموعة من التلميذات يبكين ويصرخن بشكل جماعي، منهن من أغمي عليها وتتلوى في مكانها من شدة الألم، ومنهن من أصيبت بهستيريا كبيرة، حتى عمت الرأي العام الدهشة والخوف من أن يكون للأمر علاقة بمخدر تناولنه خارج أسوار المؤسسة التعليمية. ما إن مرت ساعات على تداول الشريط، حتى بدأت معالم مسرح الحادث تتضح شيئا فشيئا، بعد أن تبين أن الواقعة الغريبة حدثت بالثانوية الإعدادية الإمام القسطلاني بالبيضاء، لتنتشر بذلك أخبار مفادها أن الأمر مرتبط بتناول مخدر يطلق عليه "الفراولة السريعة"، قبل أن تظهر رواية أخرى تقول إن الأمر لا علاقة له ب"المعجون" أو أقراص مهلوسة، وإنما بطقوس شعوذة ذهبت ضحيتها تلميذات يدرسن بالسنة الثالثة إعدادي بمنطقة درب السلطان، على يد رجل كبير السن يعتقد أنه ساحر. بين الحقيقة والإشاعة يوجد خيط رفيع لابد من تتبع مساره للوصول إلى المعطيات الغائبة، وهو ما جعل "الصباح" تستنفر طاقمها إلى مسرح الحادث، الذي حل صباح أول أمس (الثلاثاء) بالثانوية الإعدادية الإمام القسطلاني لكشف ملابسات القضية وظروف وتفاصيل وقوع الحادث الغريب. البخور بالمنازل بمجرد الوصول إلى درب السلطان، كان لابد من التحري أولا عن القضية دون الكشف عن الصفة المهنية، من أجل تفادي البهرجة أو امتناع المستجوبين من إعطاء معطيات كاملة، وهو ما مكن من الوقوف على أشياء غريبة، من بينها انتشار رائحة البخور بالمنازل المحيطة بالثانوية الإعدادية، كيف لا وهاجس الشعوذة فعل فعلته بعقول أولياء وأمور التلاميذ والجيران وسكان المنطقة، وهو ما دفع بعض أصحاب المنازل لاستعمال تقنية البخور لطرد الأرواح الشريرة والتحصن من أعمال السحر، التي يمكن أن يكون الشيخ الساحر قد تركها قبل رحيله. أثناء القيام بتحريات ميدانية، ظهرت مجموعة من تلاميذ المؤسسة التعليمية مصحوبين بأولياء أمورهم، بينما كان تلاميذ آخرون يتحلقون حول بعضهم البعض، إذ لا حديث بين المجتمعين سوى حول واقعة الإغماء وطقوس الشعوذة، التي مارسها رجل كبير السن يرتدي جلبابا ويحمل لوحة خشبية ومجمرا صغيرا للبخور. في البداية تحفظ عدد من التلاميذ عن الحديث في الموضوع بعدما اعتقدوا أننا من الشرطة، إذ أنكروا علمهم بالواقعة، قبل أن يقترب الطاقم من أب حرص على البقاء رفقة ابنته إلى حين دخولها إلى القسم، وهو الشخص الذي لم يتردد في الكشف بعفوية عن واقعة إغماء وهستيريا تلميذات إعدادية القسطلاني. شاهد عيان قال الأب في تصريح ل"الصباح"، إن الواقعة حدثت أثناء الساعة العاشرة والنصف حينما غادر التلاميذ والتلميذات أسوار المدرسة، ارتباطا بفترة الاستراحة من أجل اقتناء بعض الحلويات والعصائر كما هو معتاد، إلا أنه خلال يوم الواقعة التي حدثت الاثنين الماضي، وعلى مقربة من الباب الذي يستعمله التلاميذ للدخول والخروج، التقت تلميذات برجل كبير السن يرتدي جلبابا بنيا ويحمل لوحة خشبية ومجمرا صغيرا به بخور، وبعد تحيتهن تخوفت منه المعنيات بالأمر، قبل أن يطلب منهن مساعدته في قراءة ورقة وهو ما استجابت له إحدى التلميذات، قبل أن يستدرجهن إلى حل مسألة صعبة ليقوم بعدها بضربهن على جباههن وأكتافهن ويغادر. وأضاف المتحدث نفسه، أنه بمجرد مغادرة الشيخ وعودة التلميذات على الساعة الحادية عشرة إلى المدرسة، شرعت تلميذتان في الصراخ وسط ساحة المؤسسة ودخلتا في هستيريا أثارت انتباه باقي تلاميذ وأطر الإعدادية، قبل أن تظهر حالة ثالثة ورابعة، وهكذا دواليك إلى أن وصلت إلى ثماني حالات، وهو ما زرع الدهشة والخوف في نفوس زملائهن في مستوى الثالثة إعدادي. وكشف الأب أن الواقعة استنفرت مدير المؤسسة وأطرها، إذ تم إشعار المندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الفداء مرس السلطان، التي ربطت بدورها اتصالا بمصالح الأمن والوقاية المدنية وأوفدت أطباء لمعاينة الحالات، وتم تقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية لهن، في حين شرعت الشرطة في إجراءات البحث لكشف ملابسات الحادث الغريب. وأفاد الأب أن الواقعة أثارت خوفا كبيرا في نفوس التلاميذ وأوليائهم، الذين قرروا مصاحبة فلذات أكبادهم حتى لا يتعرضوا لأي مكروه آخر، مشيرا إلى أنه لو تم ضبط المتهم حينها لتعرض للضرب قبل تسليمه للشرطة. رواية أم من جهتها، كشفت والدة إحدى التلميذات المصابات بالهستيريا، أنها تفاجأت باتصال من إدارة المؤسسة مضمونه ضرورة الحضور على عجل بسبب تعرض ابنتها لهستيريا وإغماء رفقة مجموعة من التلميذات، مشيرة إلى أن الخبر نزل عليها كالصاعقة. وأضافت الأم في تصريح ل"الصباح"، أنها علمت بعد الحضور إلى المؤسسة أن الأمر يتعلق بأعمال شعوذة، مارسها شيخ على تلميذات إعدادية القسطلاني، بعد أن استدرجهن لحل مسألة حسابية. وأضافت المتحدثة نفسها، أنه بعد معاينة الأطباء للحالات المرضية، كشف الطاقم الطبي أنه لم يفهم نوعية الحالة التي أصيبت بها التلميذات بعدما كشف الفحص عدم وجود أي أعراض نفسية، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام في صفوف الإدارة والأطر التعليمية، التي عاينت الوضع في القاعة المخصصة للأساتذة. لا علاقة بالمخدرات كشفت إحدى التلميذات المصابات بالهستيريا، أن الحالة ناتجة عن لقائها هي وزميلاتها بالشيخ الساحر، مشيرة إلى أنه بعد حلول الساعة العاشرة والنصف صباحا أثناء وقت الاستراحة، خرجت هي وباقي التلاميذ والتلميذات لاقتناء بعض المأكولات، قبل أن تصادف ورفيقاتها شيخا وهو ما جعلهن يتخوفن منه لغرابة مظهره، قبل أن يطلب منهن قراءة ورقة ليقوم بعدها باستدراج الباقي لحل مسألة معقدة، قبل أن بضربهن على جباههن ضربا خفيفا ونفث في الهواء ليغادر إلى وجهته. وأوضحت التلميذة التي تحفظت عن ذكر اسمها، أنه بعد مغادرة الشيخ الغريب الذي كان يمارس طقوس الشعوذة، وعودتهن إلى ساحة المؤسسة التعليمية، انخرطت هي وزميلتها في نوبة بكاء هستيريا وشرعا في الصراخ والعويل ولطم الوجوه، وهو المشهد الذي أثار زملاءهن لتنقل العدوى إلى تلميذات آخريات. ونفت المتحدثة نفسها الأخبار التي تتحدث عن تناولهن أقراص الهلوسة أو "المعجون"، مشيرة إلى أنها مجرد إشاعات، الغرض منها المس بشرف وسمعة تلميذات ذنبهن الوحيد أنهن وثقن في شخص غريب، مضيفة "ما يعزز حقيقة عدم تناول المخدرات هو أن من بين الضحيات تلميذة حاصلة على أعلى الرتب في النتائج الدراسية، وهو ما يدل على أن الحادث له ارتباطات بالشعوذة". الاحتياط واجب كشف أب إحدى التلميذات، أنه على أولياء الأمور الحرص على التقيد بالاحتياطات اللازمة لحماية أبنائهم من أي خطر يداهمهم، ومنع المتربصين بأبواب المدارس. وأضاف المتحدث، أنه تفاديا لوقوع سوء بابنته يحرص على اصطحابها إلى المؤسسة التعليمية عند الدخول والخروج، بعدما حصل على توقيت حصصها الدراسية على مدار أسبوع كامل، من أجل تفادي المشاكل. الرواية الأمنية بعد تداول التلاميذ وأولياء أمورهم أخبارا مفادها تمكن مصالح الشرطة من إلقاء القبض على المتهم، إثر ضبطه متلبسا من قبل مواطنين وهو يمارس أعمال الشعوذة في إحدى المؤسسات الأخرى بمنطقة درب السلطان، كان لابد من التأكد من المعلومة بشكل رسمي، وهو ما جعل طاقم "الصباح"، يقف على حقيقة أخرى مفادها أن الشرطة التابعة لمنطقة أمن الفداء مرس السلطان، لم تسجل أي حالة إيقاف لشخص مشعوذ مرتبط بواقعة إعدادية الإمام القسطلاني. وكشفت مصادر أمنية، أن قضية ما بات يعرف في المغرب بواقعة هستيريا تلميذات، تم تسجيلها بالمؤسسة التعليمية المعنية، لكن ما يمكن تأكيده هو أنه عند حلول الشرطة ومعاينة الحالات تأكد أن الأمر لا علاقة له بالمخدرات وبطقوس الشعوذة وإنما هي تصرفات لها ارتباط ب"لعب الدراري"، لأن الفحوص الطبية وكذا تصرفات المعنيات بالواقعة فضحت ادعاءاتهن. البوز مولاها بعد الاتصال بأكثر من جهة عاينت الواقعة، أجمعت المصادر كلها على أن الأمر لا علاقة له بالمخدرات أو أعمال سحر مارسها مشعوذ، وإنما هي تصرفات صبيانية بطلاتها تلميذات مراهقات، قررن عن سبق إصرار وترصد الجمع بين الضحك و"التحراميات" لإثارة "البوز" وجعل الواقعة حدثا يشغل الرأي العام المحلي والوطني، وهو ما نجحن فيه بعد أن انتشرت صور وفيديوهات يظهرن فيها في حالة تثير الرعب، لتنطلي "الكاميرا الخفية" على الآباء وصحافة "البوز".

هستيريا تلميذات … الرواية الأخرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملك إسبانيا يستقبل رئيس مجلس النواب

إدانة نصابة باسم مسؤول بالمخابرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات