بنكيران يسبح في بحر التناقضات

يقول الشيئ ويفعل نقيضه ويتلذذ بمهاجمة الحلفاء والمنتقدين سقط القناع عن عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لـ "بيجيدي"، وبدا كجريح يخبط خبط عشواء، وهو يوجه الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال، دون أن يسلم من لسانه السليط عدو أو صديق. وأسقط عبد الإله بنكيران، زعيم إسلاميي العدالة والتنمية، عنه صفة "رجل الدولة" الذي، حتى إن تعرض للانتقادات الحادة، يصبر عليها، ولا يطلق نيران رشاشه لتدمير كل شيء، وذلك بالتهجم على حلفاء حكومة صديقه سعد الدين العثماني لإسقاطها، والتضييق على حرية الصحافة، والتخصص في توزيع الشتائم، محولا المجال السياسي إلى "مندبة كبيرة". وسقط بنكيران في التناقض، وهو يلقي خطبة منبرية طيلة ساعتين أمام حشد من الصحافيين، بمنزل زوجته بحي الليمون بالرباط، السبت الماضي، لأنه كان من أشد المعارضين لاستفادة الوزراء من معاش يصل إلى 40 ألف درهم، فيما يبلغ معاش رؤساء الحكومات 55 ألفا، بل قال في تصريح سابق لـ "الصباح"، إنه مؤتمن على مالية المغاربة وسيفاتح الملك محمد السادس لتقليص القيمة المالية لمعاش الوزراء، لتتلاءم ومعاشات البرلمانيين. لكن بنكيران لم يف بوعده بتقليص القيمة المالية للمعاش العادي لـ 313 وزيرا، ولم يقدم ملف طلب المعاش العادي للوزراء المحدد في 55 ألف درهم، دون الحديث عن احتجاجه على حكومة التناوب التوافقي، حينما التمس في البرلمان، من فتح الله ولعلو، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين، مؤكدا، آنذاك، أنه "لن يرتاح له بال، وأمعاء ملايين المواطنين تتضور جوعا، لذلك فإن تلك الأموال يجب أن تتحول لهؤلاء الفقراء والمهمشين"، بل ذهب أبعد من ذلك، حين اقتطع من أجور الموظفين لإصلاح التقاعد. واعترف بنكيران بأن 10 آلاف درهم في الشهر لا تكفيه، فما باله أن يحظى بالحد الأدنى للأجر الذي لم يمنحه لسائقه، إذ كشف أنه طلب من قيادة العدالة والتنمية معاشا، وهذا يعد خرقا قانونيا، لأن مالية الحزب تأتي من الدعم العمومي، بل إن بنكيران اعترف أنه استفاد من 10 آلاف درهم شهريا، طيلة أربعة أشهر، وهذا ما سبق أن انتقده تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي اتهم قيادات أزيد من عشرة أحزاب بممارسة "التدليس المالي" بتوزيع أموال الدعم العمومي والانتخابي على أعضاء الأحزاب، وأداء أجور عاملين وديون قادة. وسبق لبنكيران أيضا أن هاجم حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، بأقدح النعوت، حين تحدث عن هبة ملكية لبناء فيلا، قائلا "ماكيحشمش، وماخصوش إجبد الملك، وخا يكون عطاه"، وها هو الآن بنكيران يتحدث، دون أدنى خجل عن هبة الملك. وواصل بنكيران حديثه المليء بالتناقضات، بتأكيد حصوله على معاش استثنائي مثله مثل عبد الرحمان اليوسفي، والراحل عبد الله إبراهيم، ولم يفصح إن كان المعاش الاستثنائي عطاء ملكيا خالصا، وذلك حقه، لأن لا أحد يزايد على المغاربة باحترامهم للدستور وللملك والملكية. وعلى بنكيران أن يوضح إذا كان المعاش الاستثنائي من بند يخص التحملات المشتركة في قانون المالية، الذي وضعت له ميزانية 40 مليارا لتوزيع المنح على 220 شخصا، وهو البند الذي سبق لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب أن طالب بإلغائه وشن حربا على وزراء الحكومة من أجل ذلك، لأنه متأت من جيوب المواطنين دافعي الضرائب. وكعادته، هاجم بنكيران حلفاء حزبه، قائد الائتلاف الحكومي، لإسقاط حكومة صديقه سعد الدين العثماني، لأنه لم ينس أنه أزيح من منصبه، فتوعد رشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار، بأوخم العواقب، وهي طريقة واضحة لتفجير الحكومة من الداخل. من جهة أخرى، مس بنكيران بحرية الصحافة التي تنتقده، ولم يعتبر أن العمل المهني لجرائد سمحت له بالبروز في الصفحات الأولى مرارا ولسنوات، حين كان يهاجم خصومه السياسيين، لكن حينما يردون عليه، في إطار الحوار الديمقراطي، لا يعجبه الأمر، ويشرع في كيل السباب لها، وينعتها بـ "بوق دعائي"، لا لشيء إلا لأنها تنتقد خرجاته المتهورة وزلات لسانه التي لم يسلم منها قريب أو بعيد. أحمد الأرقام

بنكيران يسبح في بحر التناقضات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خرجات بنكيران ... الشرقاوي: على من يكذب؟

ألوان الماكياج "الترابية" تساير الموضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات