الأنفلونزا “تُوقف” المستشفيات

اكتظاظ غير مسبوق بأقسام المستعجلات ومعهد باستور وتسجيل وفيات لم تتأكد أسبابها بفاس وابن سليمان والصويرة عاشت أقسام المستعجلات ومصالح الإنعاش بالمستشفيات العمومية والمصحات الخاصة ومعهد "باستور" نهاية أسبوع رهيبة، بسبب العدد الكبير من المرضى والمصابين من مختلف الفئات (خصوصا الأطفال دون سن الخامسة) الذين حجوا إليها، طلبا للاستشارة أو التحاليل، أو العلاج، أو التلقيح والدواء. عاينت "الصباح"، أول أمس (السبت)، ازدحاما كبيرا أمام مصحات بمقاطعة المعاريف وأنفا والحي الحسني بالبيضاء، كما شهد قسم المستعجلات التابع لمستشفى ابن رشد توافد عدد من الآباء والأمهات مرفقين بأبنائهم الذين يشكون أعراض الزكام والحمى والسعال، حيث وجد الطاقم الطبي صعوبة في استقبال جميع الحالات، وفي تلقيح الحالات المستعجلة، وتوفير الدواء بالشكل الكافي. انفجار اقتربت مصالح معهد باستور، في اليوم نفسه، من الانفجار، حيث اشتغل التقنيون والأطباء والمهندسون بدوام مفتوح لاستقبال العدد الكبير من المواطنين الذين يرغبون في إجراء التحليلات الطبية، أو الاستفادة من التلقيح الذي وصل ثمنه في السوق السوداء (خارج المعهد) إلى 350 درهما، بينما لا يتجاوز ثمنه 73 درهما، أو 102 درهما مع الخدمات المرفقة (شهادة طبية وخدمة وضع التلقيح). وعلى المستوى المركزي، مازالت الحكومة توزع رسائل الاطمئنان، في الوقت الذي وصل فيه عدد الوفيات المعلن عنها رسميا 9 حالات، فيما يجري التأكد من حالات أخرى بابن سليمان وفاس والصويرة. لا تواصل عاش إقليم ابن سليمان، مند صباح أول أمس (السبت)، حالة من الهلع بين السكان بسبب وفاة شاب يبلغ من العمر 18 سنة، ورضيع يبلغ أربعة أشهر، بالاشتباه بمرض أنفلونزا الخنازير سببا رئيسيا في الوفاة. في غياب أي بلاغ من المندوبية الإقليمية للصحة بالإقليم لتأكيد أو نفي الأخبار القادمة من الرباط. وقررت العشرات من الأسر، في ظل غياب أي بلاغات من مندوبية الصحة، على منع أطفالهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، تخوفا من انتقال العدوى من أي تلميذ مصاب بالمرض. واستقبل المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بابن سليمان، في حدود السادسة من صباح أول أمس (السبت)، شابا يدعى (عبد الرزاق.خ) يبلغ من العمر 18 سنة يدرس بالتكوين المهني، ويقطن بدوار أولاد عزوز جماعة الزيايدة إقليم ابن سليمان، دخل قسم المستعجلات وهو جثة، حيث كان يعاني قيد حياته ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة وحالة من العياء الشديد وأعراضا أخرى شبيهة بأعراض مرضى أنفلونزا الخنازير. وأكدت مصادر أن أسرة الضحية سارعت به صوب عيادة طبيب خاص الجمعة الماضي، إذ طلب منهم إجراء تحاليل مخبرية وإرجاعه له، غير أنه أصيب بمضاعفات خطيرة وحالة غيبوبة فجر أول أمس (السبت)، جعل الأسرة تسارع إلى نقله إلى المستشفى الإقليمي، إلا أن الطبيب المداوم أكد أن الشاب كان ميتا حين ادخل إلى المستشفى، قبل أن يتم نقله إلى مصلحة الطب الشرعي بالرحمة من أجل إخضاعه للتشريح بأمر من النيابة العامة. وبدوار أولاد العامري بجماعة الفضالات، نقل شاب في مقتبل العمر رفقة زوجته ورضيعهما البالغ من العمر أربعة أشهر، صباح أول أمس (السبت) صوب قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، بعد ارتفاع مهول لدرجة حرارته، حيث أمر الطبيب المعالج بضرورة نقله على الفور صوب المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول للمستشفى. وأكدت مصادر "الصباح" أن كل الأعراض التي كانت على الرضيع تشبه أعراض الوباء القاتل، موضحة أن إدارة المستشفى لم تسلم الرضيع لوالديه من اجل دفنه، إلا بعد أن تم وضعه داخل صندوق خشبي. سبعينية وبفاس، توفي شخصان بفاس نتيجة إصابتهما بفيروس أنفلونزا الخنازير، إحداهما سبعينية مصابة بعدة أمراض مزمنة، والثاني طفل كان يعالج من مرض مزمن، فيما استقبل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني حالات أخرى تحمل أعراضا مشابهة لتلك الخاصة بهذا الفيروس الذي حصد 5 أرواح وطنيا. وأكد خالد آيت طالب، المدير العام للمستشفى المذكور، هذه المعطيات، مبرزا أن العجوز كانت نزيلة بقسم الإنعاش بعدما وفدت على المستشفى لإصابتها بأزمة تنفسية حادة، متحدثا عن تناسل إشاعات ساهمت في تضخيم الأمور، مؤكدا استحالة الجزم بوجود الفيروس أو الوباء للمصابين بالزكام من الدرجة "أ". وأبرز أن التحاليل ضرورية لإثبات وجود الفيروس الذي يصيب المسنين والأطفال والحوامل والمرضى بأمراض مزمنة، من عدمه، مشيرا إلى التعامل مع بعض الحالات الوبائية ونصحها بعدم الاختلاط بالآخرين تلافيا لانتقال العدوى، مع أخذ الاحتياطات اللازمة والتلقيح اللازم لمواجهة حالات الزكام في البرد. وأكد أن نسبة كبيرة من المصابين بالزكام، تبقى مألوفة وحالات وبائية موسمية تعرفها كل البلدان في فصل الشتاء وكلما انخفضت درجة الحرارة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة والمسنين، موضحا أن الاحتياط واجب بتلقيح حتى الطاقم التمريضي والطبي الذي يتعامل مع أي مصاب. وأبرز المسؤول الطبي أن كل حالة يستقبلها المستشفى يتعامل معها بالفطنة والجدية اللازمتين، إذ تجرى عليهم الفحوصات وإن كانت نتائجها عادية أو الإصابة طفيفة يستغنى عن التحاليل ويمكن للمرضى مغادرة المستشفى إلى منازلهم مع تناول الأدوية بانتظام والاحتياط من البرد سبب هذا الفيروس. يوسف الساكت وكمال الشمسي (ابن سليمان) وحميد الأبيض (فاس) حالة استنفار بآسفي وبنكرير في الوقت الذي أكدت مواقع إخبارية محلية، خبر وفاة امرأة بسب إصابتها بأنفلونزا الخنازير بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، بعد إصابتها بحالة زكام حاد، لجأت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، إلى لغة الصمت، دون تأكيد للخبر أو نفيه، خصوصا بعد مشاركة الخبر في العديد من المنصات التواصل الاجتماعي. وحاولت "الصباح"، الاتصال أكثر من مرة بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة لتأكيد الخبر أو نفيه دون جدوى. وبإقليم بنكرير، عاشت مستعجلات المستشفى الإقليمي، الجمعة الماضي حالة استنفار قصوى، بعد وصول خمسة أفراد من أسرة واحدة تظهر عليهم حالة الإصابة بزكام حاد، إذ ساد الاعتقاد بين مختلف المترفقين والعاملين بالمستشفى بأن العائلة مصابة بداء الأنفلونزا، غير أن مصدرا طبيا، أكد لـ "الصباح"، أن الأمر يتعلق بإصابة المرضى الخمسة بداء السل، وأن العدوى انتقلت إليهم من أب الأسرة المصاب بالداء، وتوقف عن تناول الأدوية. محمد العوال (آسفي)

الأنفلونزا “تُوقف” المستشفيات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فقير: أعطاب

بداية "الكتاب" بالديمقراطية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات