الكرة النسوية … الحلقة الأضعف

تعاني الإهمال والتهميش وظواهر غريبة منتشرة بين اللاعبات تعيش كرة القدم النسوية وضعا سيئا رغم المجهودات المبذولة للرفع من مستواها أكثر في السنوات الأخيرة، ما حال دون تبوؤ المكانة اللائقة بها. إن واقع اللعبة ينذر باستفحاله أكثر، في ظل تراكم مشاكلها وقلة إمكانياتها المالية وانعدام الاهتمام بها مقارنة مع كرة القدم الذكورية. وتبقى الميزانية المرصودة لأندية الكرة النسوية محدودة، ولا تستجيب لحجم تطلعات مسؤوليها من أجل الحصول على بطولة تنافسية وقوية، ناهيك عن التغييرات التي طرأت على نظامها، وأثرت على مستوى الممارسة، وانتشار بعض الظواهر المنحرفة في صفوف اللاعبات. تهميش وإهمال يكاد يجمع المتتبعون الرياضيون على أن واقع الكرة النسوية مختلف، عما هو سائد لدى كرة القدم الذكورية، سواء من حيث الاهتمام، أو التكوين أو الإمكانيات المالية المرصودة لهما، لأن الفرق شاسع ولا ينبغي المقارنة بينهما. ولأن الجامعة تخصص 600 مليون سنتيم دعما لكل ناد بالقسم الأول و300 مليون للثاني، ما يعكس حجم الاهتمام بكرة القدم الذكورية، فحال الكرة النسوية يثير المزيد من الشفقة والاستياء، بسبب هزالة المنحة، والمحددة في 19 مليونا لكل فريق بالقسم الأول و10 ملايين للثاني. يقول محمد العبدي، مدرب أفاق خنيفرة لكرة القدم «إن واقع الممارسة معقد جدا، وينبغي المزيد من الجهد من أجل إصلاح الكرة النسوية حتى تحقق الهدف المنشود، لذلك لا بد من فتح مدارس التكوين والرفع من مستوى الممارسة». وسبق لفوزي لقجع، رئيس الجامعة، أن صب جام غضبه على اللجنة النسوية، بعد إقصاء المنتخب النسوي من التصفيات الإفريقية، وهو الذي قرر إيلاء الأهمية لهذه اللعبة أكثر من أي وقت مضى دون جدوى. أما نوال المتوكل، التي سبق أن ترأست اللجنة نفسها، فاختارت الانسحاب بهدوء، بسبب عدم الاستجابة إلى مطلب الرفع من الدعم المالي وتوفير وسائل النقل للفرق النسوية. ميزانية محدودة يرى الملاحظون أن كرة القدم في المغرب تبتسم للرجال فقط، فيما تعاني اللاعبات تهميشا واضحا ليس فقط من قبل الجامعة، بل كذلك من المجالس المنتخبة، خاصة في ما يتعلق بالدعم المالي. وتصرف الجامعة 300 مليون سنتيم على 12 فريقا بالقسم الأول و330 مليونا على القسم الثاني، وهو مبلغ هزيل لا يرقى إلى حجم تطلعات مسؤولي هذه الأندية. أما رواتب اللاعبات، فتتراوح بين 350 درهما و700 درهم، باستثناء بعض الفرق، التي ترفع من قيمة حوافزها من أجل تشجيع اللاعبات على ممارسة كرة القدم، نظير الجيش الملكي، الذي قرر توظيف بعضهن في سلك الدرك الملكي. وتلقت معظم الأندية النسوية وعودا برفع قيمة المنحة إلى 50 مليون سنتيم سنويا، وفق مشروع قدمه إسماعيل الزيتوني، عضو المكتب المديري للجامعة، من أجل الرقي بالكرة النسوية، إلا أنها لم تتحقق إلى الآن، الشيء الذي أدى إلى تجميد أنشطتها في الفترة الأخيرة، قبل أن تخوض الدورة الماضية من منافسات البطولة، بعد التوصل بجزء من مستحقاتها. جدل العقود تعاني أغلب الأندية بسبب سوء هيكلتها سواء من ناحية التسيير أو الإدارة، ما نجمت عنه مشاكل عديدة بين اللاعبات ومسؤولي هذه الفرق. ومازالت عقود اللاعبات يثير المزيد من الجدل في الكرة النسوية، إذ أن أغلبهن غير مرتبطات بعقود احترافية، كما هو الحال بالنسبة إلى كرة القدم لدى الرجال، كما يجهل العديد من المسؤولين القوانين المنظمة، ناهيك عن التأخر في صرف مستحقات اللاعبات. وبديهي أن يفرز هذا الواقع هشاشة في الممارسة وضعفا ملحوظا في البطولة بقسميها الأول والثاني. وتشكل أندية على رؤوس الأصابع الاستثناء في المغرب، نظير الجيش الملكي ورجاء عين حرودة وشباب أطلس خنيفرة، فيما تعاني أغلبها الأمرين في صرف رواتب ومستحقات اللاعبات. أما الممارسة بالقسم الثاني، فوضعها أصعب بسبب قلة الإمكانيات المالية ومشاكل التنقل. هاجس النقل تعاني مختلف أندية الكرة النسوية أزمة حقيقية في التنقل لخوض المباريات بعيدا عن ملاعبها، بسبب قلة الإمكانيات المالية. ولأن الجامعة لا توفر هذه الوسيلة لأندية الكرة النسوية، يلجأ بعض مسؤوليها إلى تكبد مشاق السفر، إذ هناك أندية تضطر إلى قضاء يومين، أو ثلاثة أيام أثناء رحلتها إلى العيون من أجل خوض مباراة في كرة القدم، في ظل استحالة التنقل عبر الطائرة، بسبب الأزمة المالية، نظير بلدية مكناس وشباب أطلس خنيفرة والوفاء السلاوي، إضافة إلى المشاكل الجانبية المترتبة. وتضطر معظم اللاعبات إلى التغيب عن الدراسة لأربعة أيام في بعض الأحيان من أجل خوض المباراة في مدينة بعيدة والرجوع منها. وتطالب الفرق النسوية الجامعة بتوفير وسائل النقل، خاصة التي تقطع مسافات طويلة، وتفتقر إلى الإمكانيات المالية، من أجل التنقل عبر الطائرة، أو الرفع من الدعم السنوي على الأقل، حتى يسمح لها بخوض البطولة في ظروف مناسبة. نظام الشطر يؤاخذ بعض مسؤولي الفرق النسوية جامعة الكرة، واللجنة التي تشرف عليها نوال المتوكل، على تطبيق نظام الشطر الواحد بالقسم الأول، طالما أنه لم يحقق الأهداف المتوخاة. يقول محمد العبدي، مسير ومدرب آفاق خنيفرة، إن هذا النظام تسبب في الهدر المدرسي جراء كثرة الغيابات في صفوف اللاعبات، بسبب مشاق السفر وطول مدة الرحلة، إضافة إلى انتشار مجموعة من الظواهر والانحرافات، التي تسيء إلى كرة القدم النسوية، مثل التدخين و»الشيشا» والمعجون والسحاق، كما قلص من فعالية مراكز التكوين. وأضاف العبدي في تصريح ل»الصباح» أن العودة إلى نظام الشطرين بالقسم الأول وثلاثة أشهر بالثاني سيفيد اللعبة أكثر، وسينعكس إيجابا على المنتخب الوطني، الذي تضرر باعتماد الشطر الواحد، حسب قوله. وتابع المصدر نفسه أن المنتخبات الوطنية تضررت أكثر من نظام الشطر الواحد، وتابع «إذا كان نظام ثلاثة أشطر لم ينتج منتخبا قويا، والشيء نفسه بالنسبة إلى النظام بشطرين، فكيف لشطر واحد أن يسهم في تكوين منتخب قوي قادر على منافسة المنتخبات الإفريقية». ويرى العبدي أن اللاعبات صغيرات السن ضحايا نظام الشطر الواحد، طالما أن القانون يمنع ممارسات أقل من 15 سنة من المشاركة في مباريات القسم الأول، مشيرا إلى أن أغلب الأندية تراجعت عن سياساتها في التكوين مقابل التركيز على تفادي النزول أو الصعود. وكشف العبدي أن المستهدف من نظام الشطر الواحد، هو الجيش الملكي، إذ خطط البعض إلى تقليص هيمنته وانتصاراته المتتالية، إلا أنه يواصلها، سواء بنظام ثلاثة أشطر أو شطرين أو بشطر واحد. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن الجيش الملكي... الاستثناء يواصلن حصد الألقاب والكؤوس والأندية الكبيرة تهمش الإناث بات الجيش الملكي للكرة النسوية يشكل الاستثناء في البطولة الوطنية، بعد سيطرته المطلقة على ألقاب البطولة الوطنية وكؤوس العرش خلال السنوات الأخيرة. ولم يجد الفريق العسكري أدنى صعوبة في هزم منافسيه في جميع المسابقات، إذ فرض أفضليته في السنوات الأخيرة، سواء بنظام الشطرين أو الشطر الواحد. ولم يتعرض الجيش الملكي للخسارة أو التعادل في سبع مباريات سابقة، إذ حقق في جميعها الفوز بحصص عريضة دون أن تتلقى شباكه أي هدف. وأحرز الفريق العسكري 63 هدفا، بعد التغلب على أمجاد تارودانت ب15 لصفر وبلدية مكناس ب12 لصفر وعين حرودة بستة أهداف لصفر، كما فاز على شباب خنيفرة بخمسة أهداف لصفر، إضافة إلى انتصارات أخرى. ويدين الفريق العسكري لمكتبه المسير ومدربه عبد الله هيدامو، اللذين يوفران كل الظروف للاعبات حتى يواصلن حصد الألقاب وكؤوس العرش. في المقابل، مازالت الأندية الكبيرة تواصل تهميش الكرة النسوية رغم الدعم المالي، التي تتوصل به من قبل الجامعة، إذ يسجل عدم انخراطها الفعلي في تشجيع الممارسة النسوية، من بينها الرجاء الرياضي، الذي يمارس في الأقسام السفلى، والوداد الرياضي، الذي يحتل المركز الأخير في القسم الثاني، واتحاد طنجة، الذي ينافس لأجل الصعود، ناهيك عن عدم وجود فريق نسوي للمغرب الفاسي أو النادي المكناسي. أما النادي القنيطري للكرة النسوية، فبات مهددا بالانقراض أكثر من أي وقت مضى، بعد تقديم اعتذار ثان، إذ ينتظر أن تعمد الجامعة إلى حله في حال اعتذار ثالث، وهو ما سيجعل المكتب المسير في وضعية غير قانونية، حسب القوانين الجاري بها العمل. والغريب أن الفريق النسوي قدم اعتذاره بسبب مصروف الجيب المحدد في 50 درهما، وعدم توفير مصروف "الكازوال" من قبل المسيرين من أجل التنقل إلى المحمدية. في المقابل، استطاعت فرق مهمشة الرفع من مستوى الكرة النسوية رغم افتقارها إلى الإمكانيات المالية والتجهيزات الرياضية، نظير رجاء عين حرودة وأمل عين عتيق وأطلس 05 لاتحاد الفقيه بنصالح وشباب أطلس خنيفرة وآفاق خنيفرة وبلدية مكناس. هزائم المنتخب تحصيل حاصل تعد هزائم المنتخب النسوي المتتالية تحصيل حاصل لممارسة كروية هشة وضعيفة، ولا تستجيب إلى التطلعات المرجوة. ورغم الدعم المالي المخصص من قبل الاتحاد الدولي "فيفا" للاتحادات الكروية من أجل تطوير الكرة النسوية، إلا أن الجامعة فشلت في تكوين منتخب قوي قادر على مجاراة مستوى العديد من المنتخبات الإفريقية، التي بلغت العالمية. وباستثناء بعض الإنجازات القليلة للمنتخب النسوي منذ أول ظهور له سنة 1997، من أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في 1998 بنيجيريا، بعد اعتذار منتخب كينيا، والتأهل إلى نهائيات جنوب إفريقيا 2000، إضافة إلى فوزه بالميدالية الفضية في البطولة العربية بمصر 2006، لم يحقق هذا المنتخب نتائج إيجابية رغم المجهودات المبذولة، والتغييرات المتكررة على رأس إدارته التقنية، بل توالت نتائجه السلبية، وتعددت إخفاقاته في الأدوار التمهيدية من التصفيات الإفريقية. وخرج المنتخب النسوي فئتي أقل من 17 و20 سنة والكبيرات خاوي الوفاض، بعدما أقصي من جميع المسابقات القارية والعالمية، إذ سيغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا والألعاب الأولمبية وكأس العالم، وهو ما جعل فوزي لقجع رئيس الجامعة غير راض على نتائج الكرة النسوية. وأمام الإقصاء المتكرر لفئات المنتخب النسوي، عمدت الجامعة إلى اعتماد مشروع دراسة ورياضة بمعهد مولاي رشيد في الرباط، والذي بات يضم فئات أقل من 15 و17 و20 سنة، بغرض تكوين اللاعبات القادرات على المشاركة في الاستحقاقات المقبلة، وبالتالي مقارعة المنتخبات الإفريقية. اللاعبات يرفضن تأنيث اللعبة الهدر المدرسي و»الحريك» يدفعان اللاعبات إلى إنهاء مسارهن الرياضي تنتشر ظواهر خطيرة بكرة القدم النسوية الوطنية، تساهم في دفع مجموعة من اللاعبات إلى إنهاء مسارهن الرياضي، أو إرغامهن على الابتعاد من قبل أولياء أمورهن عن ممارستها، خوفا عليهن من الفضيحة. ومن أبرز الظواهر التي تواجهها كرة القدم الوطنية السحاق، الذي انتشر بشكل كبير في العديد من الأندية الوطنية، حسب معطيات استقتها "الصباح" من بعض المسؤولين، وهي ظاهرة أصبح من الصعب مواجهتها، بالنظر إلى ضعف التأطير. ويشكل السحاق ظاهرة خطيرة في كرة القدم النسوية، إذ يصعب على المسؤولين مواجهتها، بسبب صعوبة ضبط الممارسات لها، ورفض أغلبهم التدخل في الحياة الشخصية للاعبات، كما أنهم لا يستطيعون توجيه اتهامات إليهن دون الحصول على معطيات صحيحة في الموضوع مايجعل المعطيات المتوفرة غير كافية لاتخاذ موقف واضح. وتواجه كرة القدم النسوية ظاهرة أكثر غرابة من سابقتها، تتعلق بتشبه اللاعبات بالذكور، في طريقة الكلام واللباس وتسريحة الشعر، وحتى في طريقة مداعبة الكرة. وأكد أحد مسؤولي كرة القدم النسوية لـ "الصباح" أن مشكل تشبه اللاعبات بالذكور، أصبح أمرا متفشيا بشكل خطير، وسبق للجميع أن تنبه إلى هذا الأمر، بحكم أنها لم تكن معروفة من قبل في كرة القدم النسوية الوطنية، الشيء الذي دفعهم إلى التفكير في الاستفادة من التجربة الفرنسية، التي تنبهت لهذا الأمر منذ سنوات، وأحدثت لجنة أطلقت عليها "تأنيث كرة القدم النسوية"، وتمكنت من القضاء على الظاهرة بصفة نهائية. بالمقابل، عرفت ظاهرة التحرش الجنسي تراجعا كبيرا، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، إذ بات العديد من المسؤولين والأطر يخافون الوقوع في فضيحة أخلاقية، قد تهدد مستقبلهم. ومن جملة الظواهر الأكثر خطورة على الكرة النسوية الهدر المدرسي، بعد أن اضطرت العديد من اللاعبات ترك المدارس من أجل تحقيق حلمهن في أن يصبحن لاعبات محترفات، بل إن بعض اللاعبات كن يتابعن برنامج دراسة ورياضة، واضطررن إلى الانقطاع عن الدارسة والاستمرار في لعب الكرة فقط. كما يشكل "الحريك" إحدى المعضلات التي أصابت كرة القدم النسوية في السنوات الأخيرة، إذ سجلت بعض الحالات رفقة المنتخب الوطني، كما هو الشأن بالنسبة إلى مريم موحيد، التي هاجرت إلى إسبانيا ومريم حجري، لاعبة الوداد الرياضي، التي لم تعد رفقة المنتخب من إسبانيا، وهناك مجموعة من اللاعبات اللواتي هاجرن إلى تركيا، عاد منهن البعض فقط. وتعود أسباب "حريك" اللاعبات إلى المستقبل الغامض لكرة القدم النسوية، إذ أن العديد منهن فقدن إيمانهن بتطور كرة القدم، وبإمكانية تحقيق شيء منها، كما أن العديد من الآباء وأولياء الأمور أصبحوا يخافون على بناتهم من الفضيحة. ومن الأسباب التي تساهم في ابتعاد اللاعبات عن الكرة، هناك الإصابات والزواج وضعف التعويضات، ومعاناة الأندية في توفير أجور مهمة. الجامعة في قلب العاصفة رؤساء ينتقدون دور لجنتها والتحكم وقلة التواصل يحولان دون إسماع صوتهم أثار دور اللجنة الوطنية لكرة القدم النسوية التابعة للجامعة الملكية المغربية للعبة، الكثير من التساؤلات، بالنظر إلى عدم تقديمها أي إضافة للأندية والمنتخبات الوطنية. وسجل رؤساء أندية كرة القدم النسوية عدم اجتماع اللجنة معهم، ولو لمرة واحدة منذ تنصيبها أخيرا، خلال الجمع العام، الذي عقدته الجامعة بالصخيرات، رغم الوعود التي قدمتها لهم، سيما أن لديهم العديد من الملاحظات على المشروع الذي قدمته منذ ثلاث سنوات لتطوير اللعبة. ويجهل رؤساء الأندية الدور الحقيقي، الذي تقوم به هذه اللجنة، كما يؤاخذونها على عدم خدمة مصلحة الكرة النسوية، من خلال القرارات الأخيرة التي اتخذتها، وساهمت بشكل كبير في تعميق المشاكل، خاصة بعدما تلقوا وعودا بمنحة 50 مليون سنتيم، مقابل الانتقال إلى نظام الشطر الواحد في البطولة، وهو ما تم الالتزام به من جانب الأندية، التي لم تتوصل بالمنحة المذكورة، بل أصبحوا يعانون ارتفاع التكاليف وكثرة المباريات، إذ في الوقت الذي لم تتعد فيه المباريات في السنوات الماضية 22 مباراة بين البطولة وكأس العرش في الموسم الواحد، فهم ملزمون بخوض 31 مباراة على الأقل هذا الموسم، باحتساب منافسات كأس العرش للموسم المقبل، المقرر انطلاقتها في فبراير المقبل. ويعاب على اللجنة أنها لا تجتمع ولا تتخذ قرارات، ولا تقترح أي مبادرات لتطوير اللعبة، إذ لم يسبق لها أن قدمت أي مقترحات جديدة، بإمكانها أن تساهم في حل جزء من المشاكل التي تعانيها الأندية. واتهم رؤساء بعض الأندية بعض الأفراد داخل اللجنة بالتحكم في مصير مستقبل كرة القدم النسوية، الشيء الذي يساهم بشكل كبير في عدم حل المشاكل التي تعانيها، سيما أنهم غير قادرين على مواجهة المكتب المديري، بالمعاناة الحقيقية التي يواجهونها. التكوين... المعضلة الكبرى ألف رخصة فقط في 15 سنة وعدم الاهتمام بالفئات الصغرى نقطة سوداء تشكل أوراش التكوين ورفع عدد الرخص والاهتمام بالفئات الصغرى معضلة كبرى داخل الكرة القدم، لما عرفته من تراجع خطير في السنوات الأخيرة. فعلى مدى 15 سنة من تجربة كرة القدم الوطنية النسوية بالمغرب، لم تعرف أي مبادرات حقيقية للإقلاع في مجال التكوين، إذ لم يتجاوز عدد الدورات التكوينية الخاصة بفئة المدربين عدد أصابع اليد الواحدة، كما أن المدربين الحاصلين على الدرجة باء لا يتعدى الرقم ذاته. ويمكن القول إن عدد المدربين الحاصلين على الدبلوم المذكور لا يتجاوز أربعة، ضمنهم عبد الله هيدامو، مدرب فريق الجيش الملكي، ولمياء بومهدي، مدربة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، في الوقت الذي يتوفر جل مدربي الأندية النسوية على دبلوم التدريب من الدرجة سين. ولم يسبق للجامعة أو الإدارة التقنية الوطنية أن نظمت دورة تكوينية خاصة بمدربي حارسات المرمى، والشيء نفسه بالنسبة إلى الإعداد البدني، لما يتطلبه هذا التكوين من خصوصيات تختلف عن التكوين لدى الذكور. وبالنسبة إلى الرخص، تراجع عددها في السنوات الأخيرة بشكل كبير جدا، إذ لا يتعدى العدد الإجمالي ألف رخصة، بالنظر إلى وجود 50 فريقا نسويا بالمغرب، إذا ما تم احتساب تسجيل كل واحد منها 20 لاعبة في الموسم الرياضي، علما أن بعض الأندية لا تسجل سوى 14 أو 16 لاعبة فقط، وهو ما يؤكد أن الأمر لا يرقى إلى مستوى تطلعات هذا الورش، في الوقت الذي كان فيه عدد الرخص يصل إلى 1500. ولا توجد أي نية لدى المسؤولين عن كرة القدم النسوية لرفع عدد الرخص، بالنظر إلى الإكراهات التي تواجه رؤساء الأندية، إذ أنهم يعانون مشاكل مالية كبيرة، كما أن الآفاق بالنسبة إليهم غير واضحة، ويواجهون صعوبات في تمويل تنقلاتهم ومستحقات اللاعبات، ما يضطر أغلبهم إلى منح شيكاتهم الخاصة لتسديد النفقات. ومن جملة المشاكل، التي تواجهها كرة القدم النسوية، غياب الاهتمام بالفئات الصغرى، خاصة بالنسبة إلى فئة الشابات، التي سبق للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم والاتحاد الدولي، أن شددا على ضرورة توفرها لدى كل المنتخبات، في الوقت الذي تتوفر أندية قليلة على هذه الفئة. وهناك غياب تام لبطولة وطنية في الفئات الصغرى، إذ سبق أن طرح هذا الموضوع في العديد من اللقاءات المنظمة بالمغرب، أبرزها المناظرة الإفريقية لكرة القدم النسوية بمراكش السنة الماضية، وهو ما يساهم بشكل كبير في الحد من الحصول على الرخص، ويهدد كرة القدم النسوية الوطنية بالاندثار. الأندية محرومة من الكرات منذ موسمين شيكات دون رصيد ونظام البطولة والعقوبات القاسية تدفع الرؤساء إلى ترك الجمل بما حمل تعاني أندية كرة القدم النسوية العديد من المشاكل، التي تؤثر على التدبير اليومي لها، ودفعت مجموعة من رؤسائها إلى التفكير في الانسحاب بصمت، وترك الجمل بما حمل. ومن أبرز المشاكل التي تعانيها الأندية، أن صوتها لا يصل إلى المسؤولين عن الشأن الكروي بالمغرب، وتعتبر أنها القطاع المهمش الوحيد، في منظومة كرة القدم الوطنية. ويعاني مسؤولو الأندية بسبب نظام البطولة، الذي فرض عليهم قسرا، رغم أن حناجرهم بحت من أجل الحفاظ على نظام الشطرين، سيما أن الجامعة لم تف بوعدها، وترفع الدعم المخصص لهم، كما أن اعتماد الشطر الواحد، ساهم في اضطرارهم إلى تكبد تكاليف باهظة في التنقل، إذ أن بعض الأندية مثل مكناس والعيون أصبحت مضطرة إلى قطع أزيد من 3000 كيلومتر في رحلة واحدة، كما أن اتحاد طنجة مرشح بدوره للصعود الموسم المقبل، وسيعرف بدوره المشاكل ذاتها، علما أن النادي البلدي للعيون مضطر لقطع مسافات طويلة كل دورتين. ويواجه مسيرو كرة القدم النسوية مشاكل مع العقوبات الكبيرة، التي توقعها عليهم اللجنة التأديبية، إذ أن بعض المسيرين تصل عقوبتهم إلى الحرمان من التسيير مدى الحياة وعشر سنوات وخمس، كما كان الشأن مع عدد من المسيرين، رغم أن المخالفات التي ارتكبوها لا تصل إلى درجة الاتهامات التي يوجهها بعض مسيري كرة القدم الذكورية إلى الجامعة والحكام، وتكتفي بتوبيخهم أو توجيه إنذارات إليهم. والشيء نفسه بالنسبة إلى العقوبات الموقعة على اللاعبات، إذ تعمد اللجنة التأديبية إلى توقيفهن أربع مباريات، علما أن عدد دورات البطولة الوطنية يصل إلى 22 دورة، وهو ما يساهم في حرمان الفريق من لاعباته في مباريات مهمة، ويؤثر ذلك على مستوى اللاعبات. وبعيدا عن المشكل المالي، الذي تعانيه الأندية، وسبق التطرق إليه في محور آخر من هذا الملف، فإن الأندية تعاني توقيع غرامات مالية عليها، تثقل كاهلها، ويضطر بعض الرؤساء إلى تسديد بعض النفقات من مالهم الخاص، إذ أثبتت المعطيات التي توصل بها "الصباح" أن رؤساء أندية في القسم الوطني الأول، مهددون بالسجن، بسبب استعمال شيكاتهم في تسديد التكاليف والغرامات المذكورة. كما أن ضعف تكوين بعض المسؤولين بالأندية، يزيد متاعب التدبير اليومي، إذ أن أغلبهم لا يتوفرون على مستوى ثقافي ودراسي، وهو ما ساهم في تهميش العديد منهم خلال المناظرة الإفريقية حول كرة القدم النسوية بالصخيرات، والتي لعب فيها بعضهم دور المتفرج. ولم تتوصل أندية كرة القدم النسوية منذ سنتين بالكرات المخصصة لها من قبل الجامعة، بعد أن وعدتها بمنحها 10 كرات لكل ناد مع بداية كل موسم، ما يضطرها إلى اقتنائها من مالها الخاص.

الكرة النسوية … الحلقة الأضعف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلاف مالي يؤخر مغادرة أوغني لـ "الواف"

40 مليارا تقرب زياش من دورتموند

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات