العامري: لم أدرب فريقا ينافس على الألقاب

العامري مدرب الكوكب قال إن فريقه يعاني ضغوطات نفسية ودعا الجمهور إلى مؤازرته قال عزيز العامري، مدرب الكوكب المراكشي، إن عودته إلى البطولة مجددا تحصيل حاصل، بعد فسخ عقده مع الخريطيات القطري. وأضاف العامري في حوار مع «الصباح»، أنه اطلع على مباريات الكوكب عبر أشرطة «الفيديو» ووقف على مستواه، القابل للتطور أكثر، مشيرا إلى أن وضعية الفريق الحالي تشبه إلى حد كبير، تلك التي عاناها المغرب التطواني قبل تدريبه قبل خمس سنوات، وفاز معه بلقبين للبطولة. وأكد العامري أن الكوكب المراكشي قادر على تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة، شريطة أن يحظى بدعم كبير من قبل جماهيره. واستغرب العامري وضعية الجيش الملكي الراهنة، مشيرا إلى أن لم يعاينه بهذا السوء والتواضع منذ تأسيسه عام 1958، خاصة في مباراة مولودية وجدة، كما وصف وضعيته بالكارثية. وأكد العامري أن الانتقادات التي طالته، وهو مدرب للجيش الملكي لم تكن لها علاقة بالكرة، بل بسبب أغراض أخرى حسب تعبيره. وفي ما يلي نص الحوار: كيف جاءت فكرة عودتك إلى البطولة مجددا؟ ليست هناك فكرة، بقدر ما يتعلق الأمر بمفاوضات جرت بيني وبين مسؤولي الكوكب المراكشي، بعد فسخ عقدي مع الخريطيات القطري، وبالتالي أثمرت هذه المفاوضات على توقيع العقد لمدة ستة أشهر فقط. سطرنا برنامجا واضحا من أجل إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات، وما سيساعدني في ذلك معرفتي المسبقة بالفريق المراكشي، إذ تابعته في العديد من المباريات من خلال الاطلاع على شريط «فيديو». وأعتقد أن عملي سينصب أولا على كيفية تجاوز العقم الهجومي، الذي يعانيه الفريق. ألا ترى مخاطرة بمستقبلك المهني بالنظر إلى وضعية الفريق؟ إطلاقا، فأنا شخصيا لم يسبق لي أن دربت فريقا يلعب لأجل الألقاب، فجميع الفرق التي أشرفت عليها في مسيرتي المهنية، إما تعاني مشاكل في التسيير، أو في ذيل الترتيب وتتفادى النزول. وأعطيك مثالا على ذلك أن المغرب التطواني عاش فترة عصيبة، قبل تدريبه، إذ تزامن توقيعي مع إضراب 14 لاعبا، وكان مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، والشيء نفسه بالنسبة إلى أولمبيك آسفي، الذي لم يكن حينها فريقا قويا، وشباب الحسيمة، الذي دربته، وهو مهدد بمغادرة القسم الأول، قبل أن ألتحق بالجيش الملكي، عندما عانى سوء النتائج في الموسم قبل الماضي، آخرها الهزيمة القاسية أمام الوداد الرياضي بخمسة أهداف لصفر، إلا أنني نجحت في الارتقاء به إلى المركز السادس. عموما لم يسبق أن دربت فريقا ينافس على الألقاب طيلة مسيرتي المهنية، ومع ذلك حققت لقبين مع المغرب التطواني رغم بداية الفريق المتعثرة. أما وضعية الكوكب المراكشي، فأعتبرها مرحلية، إذ بإمكانه العودة إلى نتائجه الإيجابية، خاصة أنه يملك تاريخا حافلا. أعود بك إلى الخريطيات، هل يمكن اعتبار تجربتك معه فاشلة؟ إطلاقا، عندما التحقت بالخريطيات القطري لم أعرف عنه شيئا سواء من ناحية تركيبته البشرية أو مستواه الفني، وبالتالي كان علي بذل مجهود أكبر من أجل الرفع من مردوديته أكثر، خاصة سلسلة من هزائمه المتتالية. لم أعرف أن الفريق نجا الموسم الماضي من النزول إلى الدرجة الثانية، علما أنه لم يكن مسموحا لي بانتداب لاعبين جدد في تلك الفترة. لهذا قررت في نهاية المطاف فسخ عقدي مع الخريطيات بالتراضي رغم تشبث رئيس الفريق بخدماتي، بعدما أكد في تصريحات صحافية أنه سوف لن يسمح لي بالمغادرة، إيمانا منه بالعمل الكبير الذي قمت به. أفهم أنك طلبت فسخ العقد ولم تقل؟ بكل تأكيد، وتصريح رئيس الخريطيات شاهد على ذلك، لكنني أصررت على المغادرة، بعدما وقفت على مؤهلات اللاعبين وأدركت جيدا أنهم بذلوا كل ما في وسعهم ولن يستطيعوا تقديم أكثر من ذلك، علما أن جميعهم أشادوا بعملي بعد تطور مستواهم، مقارنة مع ما كان عليه سابقا. هل أنت نادم على هذه التجربة؟ إطلاقا، لقد تعرفت على مسيرين جدد وأشخاص طيبين، ووقفت على مستوى أندية الدوري القطري، التي باتت منظمة أكثر من أي وقت مضى، إضافة إلى التجهيزات الرياضية والملاعب الجيدة، كما تعرفت على مدربين أجانب ينشطون في الدوري السعودي. ورغم أن الحظ لم يسعفني في تحقيق نتائج إيجابية مع الخريطيات، فإنني في المقابل فخور بأحسن هدف في تاريخ الدوري القطري، الذي سجله الفريق في مرمى الدحيل، أفضل الأندية القطرية، بعدما فاز في جميع المباريات في الموسم الماضي، وفاز بلقب الدوري والكأس، كما بلغ نصف نهائي كأس آسيا. ترى ماذا ينقص الكوكب؟ أعتقد أن الكوكب يعاني ضغوطات نفسية بسبب وضعيته الحالية، وهو ما انعكس سلبا على مردودية اللاعبين ومكونات النادي. يمكن أن يتحسن مستوى الكوكب في المباريات المقبلة في حال تظافر جهود الجميع، بما في ذلك دعم الجماهير المراكشية، بدليل أن الفريق لم يكن سيئا في مباراة آسفي، إذ كان بمقدوره الفوز، بعدما أضاع فرصا سهلة، في الوقت الذي سجل المنافس من ضربتي خطأ ثابتتين. هل وضعت شروطا قبل توقيع العقد؟ ليس هناك أي شروط، بل أهداف تتحدد في الارتقاء في سلم الترتيب وجلب بعض اللاعبين، من بينهم اللاعب الودادي الباز، لحاجاتنا إلى مدافع جيد، إضافة إلى السنغالي كوريا، خاصة في ظل إصابة نجم الدين إبراهيم، الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في دفاع الكوكب والمنتخب الأولمبي. أعتقد أن الفريق يتوفر على لاعبين شباب بمقدورهم حمل قميصه في السنوات المقبلة. أعرف جيدا حجم جماهير الكوكب المتعطشة والطامحة إلى رؤية فريقها يحقق النتائج السارة، لهذا سوف لن أذخر جهدا من أجل تطوير مستواه، على غرار ما قمت به عندما دربت المغرب التطواني والجيش الملكي. على ذكر الجيش كيف ترى وضعيته الحالية؟ إنها غير مطمئنة، بعد نتائجه الكارثية منذ بداية البطولة. لقد تابعت مباراته أمام مولودية وجدة، ولم يسبق لي أن لاحظ الفريق بهذا السوء، إذ يمكن القول إنها أسوأ مباراة في تاريخ هذا النادي منذ تأسيسه عام 1958، وربما يرجع ذلك إلى كثرة الغيابات في صفوفه. ولو استمرت هذه المباراة أربع ساعات لما تمكن الجيش من إضافة أي هدف، إذ لولا ذكاء اللاعب محمد كمال لتعرض الفريق لخسارة أخرى بميدانه. أنت تعترف أنه مختلف عن الفريق الذي دربته الموسم الماضي؟ بكل تأكيد، «ماشي هذا هو الفريق لي خليت» رغم أن هناك العديد من الانتدابات في الموسم الجاري، مقارنة مع الموسم الماضي. كنت أطلب بعض الأسماء من أجل تعزيز الفريق دون جدوى، وأحيانا أضطر إلى إقحام توفيق إجروتن في قلب الهجوم في حال إصابة إبراهيم بزغودي أو محمد يوسفي. طلبت التعاقد مع كريم البركاوي وعبد الغني معاوي ومهاجم أجنبي، إلا أن طلبي قوبل بالرفض. وأستغل هذه الفرصة لأنوه في المقابل بالجنرال حسني بنسليمان، لطيبوبته وخبرته الكروية، فلم يسبق لي أن عاينت مسيرا مثله، فهو يعامل جميع المدربين بتقدير كبير واحترام تام للاختصاصات. وأعتقد أن الجنرال بنسليمان هو من جعل الجيش منفتحا أكثر منذ فترة كليزو والمهدي فاريا، بعدما كان شبه عسكري في وقت سابق، إذ أثمرت سياسته بميلاد جيل متكون من التيمومي وحمدي ودحان واللمريس وخيري والعزيز وفاضيلي وشيشا وغيرهم من اللاعبين. لقد ساهم كذلك في تحسين وضعية اللاعبين المالية، ولم يعد اللاعبون يقيمون في المركز العسكري، بعد كراء شقق لهم خارجه، وذلك لرغبته في جعل الفريق العسكري منفتحا أكثر. بماذا تفسر الانتقادات التي طالتك مع الجيش؟ لم تكن لهذه الانتقادات علاقة بالكرة، بل لأغراض أخرى، كيف يعقل أن أتعرض لوابل من السباب والشتائم بعد الفوز على اتحاد طنجة والمغرب التطواني في مراكش. قمت بعملي على ما يرام وحسنت من مستوى الفريق العسكري بشهادة جميع المتتبعين، وهذا هو الأهم بالنسبة إلي. يحز في نفسي حقا رؤية الجيش بهذا السوء والتواضع وعار أن يحتل المراكز الأخيرة، كيف لا وهو الفريق الذي حملت ألوانه يوما. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عزيز العامري تاريخ الازدياد: فاتح يناير 1950 بمكناس مساره لعب لاتحاد سيدي قاسم من 1971 إلى 1976 ومن 1979 إلى 1984. لعب للجيش الملكي من 1976 إلى 1979. درب اتحاد سيدي قاسم واتحاد طنجة والنادي المكناسي والمغرب الفاسي والكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي والمغرب التطواني وشباب الحسيمة والجيش الملكي في مناسبتين 2018: درب الخريطيات القطري 2019: المدرب الحالي للكوكب المراكشي إنجازاته توج رفقة المغرب التطواني بالبطولة موسمي 2012 و2014. شارك معه في بطولة العالم للأندية بورتري عاشق الهجوم يصف عديدون المدرب عزيز العامري بالمغامر أو المخاطر بمستقبله المهني، بسبب قبول تدريب أندية في أسفل الترتيب وتعاني مشاكل متراكمة. لكن العامري يرى ذلك تحديا أكبر بالنسبة إليه، خاصة بعد نجاحه في جميع المهام الموكولة إليه، وأكثر من ذلك أنقذ فرقا من النزول إلى القسم الثاني وصنع مجد أخرى بالتتويج باللقب، كما هو الحال بالنسبة إلى المغرب التطواني. ولعلها الأسباب التي دفعت مسؤولي الكوكب إلى التعاقد معه إلى نهاية الموسم الجاري، بمجرد انفصاله عن الخريطيات القطري. لا ينتظر المدرب عزيز العامري فترة طويلة، حتى يظهر علو كعبه مع الفرق التي يدربها، سيما على مستوى طريقة اللعب، إذ يفتخر باستعمال اللمسة الواحدة والانتشار الجيد والتمريرات القصيرة والفرجة في الأداء، كيف لا وهو العاشق لأسلوب "تيكي تاكا". هناك من شبه بداية العامري مع الكوكب المراكشي، بتلك التي رافقته، وهو مدرب للمغرب التطواني، قبل أن ينجح في ترك بصمته مع هذا النادي، الذي حقق معه لقبي البطولة الوطنية وشارك في نهائيات كأس العالم للأندية. هكذا هو العامري يترك بصمته مع جميع الأندية، التي دربها من قبل. انطلقت شهرته مع النادي المكناسي وتواصلت مع أولمبيك آسفي، بعدما جعل منه فريقا مهابا، قبل أن ترتفع شهرته أكثر بتتويجه مع المغرب التطواني بلقبي البطولة، ما أهله للمشاركة في كأس العالم للأندية. واجه العامري الانتقادات التي استهدفته من قبل جمهور الجيش بشجاعة وصبر ورغبة في تقديم الأفضل، كما يعترف أن ما تعرض له، في الجيش ليس له أي علاقة بكرة القدم. ورغم إنجازات العامري على مستوى البطولة، إلا أنه لم يكن محظوظا في تدريب أحد المنتخبات الوطنية، علما أن مدربين أقل منه كفاءة وخبرة كانوا أكثر حظوة. حتى وإن بدا العامري قاسيا مع اللاعبين خلال المباريات وأثناء الحصص التدريبية، وأحيانا يعاقب كل من خالف تعليماته، لكنه في نهاية الأمر متسامح وصديق.

العامري: لم أدرب فريقا ينافس على الألقاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاكتئاب أبرز اضطرابات سن اليأس

تفاصيل جديدة تورط المنظمين بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات