تزوجها بالفاتحة فنصب عليها في أموال طائلة
تبقى الفتيات الميسورات والعانسات المترفات، فريسة مفضلة للطماعين أو النصابين. شباب أذكياء جمعوا بين الوسامة واللطافة، أوهموهن برغبتهم في الزواج، بعضهم لجأ إلى حيلة، وهي إقناع الضحية بالزواج بالفاتحة إلى حين تدبر أمورهم، وأثناء مطالبتهم بتوثيقه يختفون عن الأنظار، بعد سلبهن أموالا طائلة.
وانتشرت هذه الظاهرة بشكل خطير وسط العديد من الأسر المكناسية على غرار باقي أسر مدن و أقاليم المملكة، إذ وصلت نسبتها إلى أقصى مستوى، بعد سعي بعض الفتيات الخائفات من شبح العنوسة إلى إيجاد الحلول التي قد تسهم من وجهة نظرهن في إنقاذهن من هذا المصير المخيف، كتقديم المال لمن يعزف لهن على وتر الحب أو يعدهن بالزواج، ما جعل بعض النصابين والعاطلين عن العمل يسعون لمحاولة اقتناص قلوب ثريات أو موظفات من العوانس، لتنتهي القصة بهروب فارس الأحلام وتبخر الحب وضياع المال.
و في هذا السياق، ندرج حالة مؤثرة عاشت أطوارها شابة في نهاية الثلاثينات من العمر فضلت عدم الكشف عن اسمها، تعمل أستاذة بالسلك الثاني بإحدى الثانويات التأهيلية بمكناس..
وفي الوقت الذي حاولت فيه جاهدة إقناع نفسها أنها عانس، ظهر رجل في الأربعينات من العمر وسيم وذو بنية قوية، قلب حياتها رأسا على عقب وأعاد لها البسمة والأمل، إذ لم تستطع مقاومة سحر كلماته التي كانت تتلهف لسماعها،وعاشت معه قصة حب في غاية من الرومانسية لمدة تفوق السنة.
وكانت الاستاذة على استعداد كامل لفعل أي شيء لكي ينتهي هذا الحب بالزواج، خاصة بعدما أخبرها بأن نيته حسنة و “قصده شريف”.
تقدم العريس لخطبتها وتمت الموافقة عليه من قبل أسرتها، فاشترط عليهم أن يتزوجها بـ”الفاتحة”، على أن يوثق زواجه في ما بعد، مقدما أعذارا.
ظل النصاب يماطل في توثيق زواجه بعد فترة من المعاشرة، بدعوى أن ظروفه جد قاسية وأنه لا يملك ما يكفيه من مال، فقررت مساعدته بأي ثمن للإفلات من قبضة العنوسة، إذ بحكم أنها تتقاضى راتبا محترما، سلمته قدرا مهما من المال من أجل دفعه مهرا لها لحظة عقد القران أمام عدلين.
قبل المتهم الأمر، وتم تحديد موعد من أجل تحرير عقد الزواج، فقامت أسرتها بكافة الاستعدادات التي تتطلبها مثل هذه المناسبة، إلا أن “العريس” لم يأتِ في الموعد المحدد، ولم يظهر له أثر، وترقبت الأستاذة اتصاله بها دون جدوى، وقتها أدركت أنها كانت ضحية نصب واحتيال.
هذا السلوك، خلف صدمة قاسية لم تكن تتوقعها من قبل، جعلتها تعاني مشاكل نفسية حادة أمام أسرتها، ففكرت في الانتحار.
حميد بن التهامي (مكناس)