إنعاش الأحزاب السياسية … طـوق نـجـاة ملـكي

الرفع من الدعم العمومي شريطة الاشتغال بمبادئ روح المسؤولية والعمل الجاد منح الملك محمد السادس، " سيروم" لإنعاش الأحزاب السياسية التي دخلت غرفة الإنعاش والموت السريري البطيء لفقدان الثقة فيها، إذ أن 1 في المائة من الشباب منخرط فيها ، فيما هرب عنها مناضلوها المدافعون عن المبادئ، أو تم تهميشهم لصالح حفنة من " الانتهازيين" الذين ألفوا مراكمة الأموال بأي وسيلة كانت، وأصبحوا في ظرف زمني قياسي من الأغنياء، بعدما كانوا فقراء، إذ باعوا للسلطة الأوهام بأنهم سيكونون في طليعة المدافعين عنها، وحصلوا على الأموال، والمناصب العليا التي أصبحوا مختصين في التداول فيها، ودمروا المشاريع التنموية، وساهموا في تخريب المؤسسات. وبعدما هاجم الملك محمد السادس، مرارا الأحزاب السياسية لأنها أضحت ملاذا للفاسدين وهجرها المثقفون وذوو الكفاءات، قرر في خطابه الذي وجهه إلى ممثلي الشعب بمجلسي البرلمان، في الجلسة الافتتاحية للدورة التشريعية، الرفع من الدعم العمومي المخصص لها، مؤكدا أن ما يضفي على هذه السنة التشريعية طابعا خاصا، هو أنها تأتي في مرحلة شعارها "روح المسؤولية والعمل الجاد"، مشيرا إلى أن " التوجهات والتدابير التي دعونا إليها، خاصة في خطابي العرش وذكرى 20 غشت، تقتضي التعبئة الشاملة، والعمل الجماعي، وقيام كل واحد بدوره كاملا، في ظل احترام القناعات والاختلافات". وأكد الملك حرصه على مواكبة الهيآت السياسية، وتحفيزها على تجديد أساليب عملها، بما يساهم في الرفع من مستوى الأداء الحزبي ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية، لذلك " ندعو للرفع من الدعم العمومي للأحزاب، مع تخصيص جزء منه لفائدة الكفاءات التي توظفها، في مجالات التفكير والتحليل والابتكار"، يضيف الملك. وأكد الملك أن التعبئة الوطنية، والعمل الجماعي يتطلبان توفر مناخ سليم، وتعزيز التضامن بين مختلف الشرائح الاجتماعية، وهو ما يهدف إلى تحقيقه من خلال الإصلاحات والتدابير الاقتصادية والاجتماعية، التي اعتمدها من أجل تحسين ظروف العيش المشترك بين جميع المغاربة، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية. وبدعوة الملك إلى الرفع من الدعم المالي للأحزاب، يكون لبى مطالب بعض القادة الحزبيين الذين اعتبروا أن قصور عمل أحزابهم ناتج عن ضعف ميزانيتها، وعدم قدرتها على تنشيط فروعها في الأحياء والمداشر، وتراخيها في إنتاج الأفكار، لهروب الكفاءات التي تحتاج إلى مساعدات لإنتاج أبحاث علمية مفيدة، إذ تلجأ أغلب الأحزاب شهورا قبل انعقاد الانتخابات، إلى مكاتب دراسات لإنجاز برامج انتخابية، وقلة منها من تعتمد على مواردها البشرية، التي يتضح في الأخير أنها أنجزت " ملفا مطلبيا" نقابيا لتغيير الأوضاع، أكثر من إنتاج برامج قابلة للتنفيذ، فيما تحولت أحزاب أخرى إلى فضاءات لإنتاج الخطابات الأكاديمية التي تعيد إنتاج تشخيص الأوضاع، بناء على تقارير المجالس الوطنية التي تعتمد بدورها على موظفين أغلبهم متحزبون، وبذلك تدور الأفكار بدوران المال، دون نتيجة تذكر، والمجلس الأعلى للحسابات، كشف تلاعبات كثيرة في كيفية صرف أموال الأحزاب، المتأتية من جيوب المواطنين دافعي الضرائب، التي تحولت نحو قادتها الذين أضحوا بدورهم من الأغنياء بالاستفادة من الريع السياسي والمالي تمليك الأراضي والعقارات، وتوريث الأبناء المناصب العليا والشركات. ورسم الخطاب الملكي في افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية خارطة مستعجلة لتقويم الممارسات السياسية، بدءا بتعميم نتائج التنمية مرورا بدعم الأحزاب وصولا إلى ضرورة إبعاد الوصوليين عن الشأن العام، إذ قال إن المغرب في حاجة إلى وطنيين دافعهم الغيرة على البلاد وهمهم توحيد المغاربة لا تفريقهم، وأكد الملك على أنه يجب أن يوفر حظوظا للعيش الكريم لكل المواطنين بدون استثناء. دعم الأحزاب تضمن الخطاب دعوة إلى الرفع من الدعم العمومي للأحزاب، مع تخصيص جزء منه لفائدة الكفاءات التي توظفها، في مجالات التفكير والتحليل والابتكار، مخاطبا للبرلمانيين بأنهم يشكلون أسرة واحدة ومتكاملة، "لا فرق بينكم، مثلما يعبر عن ذلك لباسكم المغربي الموحد، رغم اختلاف انتماءاتكم الحزبية والاجتماعية، فالمصلحة الوطنية واحدة، والتحديات واحدة. ويبقى الأهم هو نتيجة عملكم الجماعي"، ومذكرا، خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، البرلمانيين إنهم يتحملون مسؤولية ثقيلة ونبيلة لإحداث الإصلاح الذي ينشده المغرب، وأن الأحزاب السياسية، أغلبية ومعارضة تتحمل المسؤولية كأسرة واحدة، رغم الاختلافات، باعتبار أن المصلحة والتحديات واحدة. أحمد الأرقام

إنعاش الأحزاب السياسية … طـوق نـجـاة ملـكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مروج خمور بأزمور

شبـح تـحـكـم في الـحـركـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات