ميكروطروطوار

"اللي حصل يودي" إن الارتباط الوثيق بين القوانين المغربية والدين الإسلامي، ليس سوى حجة لقمع الحريات الفردية وتقييدها، بدعوى تهديد القيم المجتمعية والمساهمة في فسادها، فالمعتقد الديني هو السلاح الوحيد للتصدي لكل من يخالف القطيع، ومنه تصاغ المنافذ القانونية لمعاقبتهم. كما تجدر الإشارة إلى التناقض الجلي في مبدأ "إسلام دين الدولة"، فالعمل بتشريعات وقوانين الدين الإسلامي كما هو الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يقتضي إغلاق جميع الحانات وعدم الترخيص لبيع الخمور، ثم عقاب المجرمين بما جاء في القرآن الكريم، وفرض الحجاب على جميع الفتيات ..، بينما نحن نعيش في دولة "سكيزوفرينية"، ذات معتقدات دينية قابلة للتمدد، تبيح الحريات الفردية، شرط ممارستها في الخفاء، تحت حجة "اللي حصل يودي". سارة لوين (مصورة) التربية ثم الحرية لا ننكر أن المجتمع المغربي مازال محكوما بخصوصيات ثقافية وتقليدية محافظة، رغم معالم الحداثة والانفتاح تجاه بعض السلوكيات والظواهر، التي تعتبر غير مقبولة في مجتمعات عربية أخرى، فنحن مازلنا نقر بمبدأ "الحشومة" و"العيب والعار"، في مقابل الأفكار الحداثية التي تندد بها شريحة واسعة من المجتمع، كعدم تجريم الممارسات الجنسية الرضائية، والإفطار العلني في رمضان، وحرية المعتقد، والرأي، والميول الجنسي، والسكر العلني .. وغيرها من المطالب التي يتم العمل بها بعيدا عن الأنظار، ويقوم بها العديد من الأشخاص شريطة عدم الإشهار بها، الذي يعتبر السبيل الوحيد للإدانة. ومن جهة أخرى فنحن كأفراد مغاربة، لسنا مهيئين بعد للعمل بمبدأ الحريات الفردية، كما هو الحال بالنسبة للدول الغربية، ذلك أن أسسنا التربوية غير قائمة على التوعية بالحريات الفردية، وبالضوابط اللازمة للحفاظ على النظام داخل المجتمع، ففي الوقت الراهن، نحن بعيدون كل البعد عن الإقرار بهذه المبادئ، وأي تمييع أو حرية زائدة تسمح لنا بتجاوز المعتقدات، لن يتولد عنها سوى حالة من الفوضى، والانحلال والخراب، باسم الحرية الشخصية. علي أمجد (إطار في شركة) قوانين متجاوزة إن الفكرة السائدة حول ارتباط الحريات الفردية بالقيم المجتمعية، هي فكرة مغلوطة، فهوية المجتمع بعيدة كل البعد عن هامش الحرية الممنوح لأفرادها، كما أن القوانين التي تحتم معاقبة كل من يخالف المألوف، هي قوانين رجعية ومتجاوزة، فالغاية من وجود الإنسان أساسا، تكمن في تمكينه من ممارسة حقه بالحرية، دون أي قيود جسدية أو فكرية، وتفويض العقاب والحساب على أفعاله ونواياه لله عز وجل، لذا فكوني ألبس ما يحلو لي، وأخرج به للعلن لن يخل أبدا بتوازن المجتمع، ولن يمنعني من التقيد بشكلياته وتقاليده ظاهريا، عن طريق المراوغة، كي أكون الشخص الذي أريد وأفعل ما يحلو لي .. وحتى بالنسبة لاختياراتي، وميولاتي الجنسية، وحياتي الخاصة، فهي من شأني وحدي، مادامت حريتي لا تتعدى حرية غيري، وقراراتي لا تؤذيهم بشكل أو بآخر. مروى منوال (مستشارة) استقتها: يسرى عويفي (صحافية متدربة)

فيلم داداس في القاعات السينمائية

الحريات الفردية ... بنحمزة: طغيان الفرد خلل

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات