العدالة والتنمية … المراجعة الضرورية

دخل صيرورة مراجعة خطه السياسي والإيديولوجي انسجاما مع موقعه الجديد في الحكومة يعقد حزب العدالة والتنمية يومي 14 و15 يوليوز المقبل، أول مؤتمر له في ظل تموقعه في الحكومة. فرض هذا المعطى الجديد على الحزب الانخراط في مراجعات تروم تدقيق خطه السياسي، وموقفه من الحكومة، ومن الفاعلين السياسيين النشطين في الساحة السياسية. اكتشفت قيادة العدالة والتنمية، بعد أربعة أشهر من مشاركتها في تدبير الشأن العام، أن مواقف الحزب لم تتغير كثيرا، وأن الأخير يشتغل بالآليات نفسها التي كان يعمل بها حينما كان في المعارضة، مما يطرح إشكالا، بل إن بنكيران صرح، أخيرا، أن عددا من برلمانيي الحزب لم يستوعبوا بعد أن الحزب انتقل من موقع المعارضة إلى قيادة الحكومة، إذ ما يزالون ينهلون من الخطاب المعارض نفسه الذي كان يوجه الحزب طيلة الفترات السابقة. دخل العدالة والتنمية، منذ فترة، في حوارات داخلية تُسعفه في الدخول في المحطة الجديدة من تاريخه السياسي. كانت البداية بتنظيم يوم دراسي من طرف اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول تعديل النظام الأساسي للحزب، على اعتبار الأهمية التي تكتسيها هذه الوثيقة بعد البرنامج الحزبي. كان اللقاء يهدف إلى مناقشة التوجهات الأساسية التي ينبغي أن تؤطر تعديل النظام الأساسي للحزب، بما سيمكن الحزب من ملاءمة نظامه الأساسي مع مقتضيات الدستور الجديد، من جهة، وتكييفه مع موقعه الجديد باعتباره حزبا يقود الحكومة ويسهم في تدبير الشأن العام، من جهة أخرى. طرحت عدة أفكار للنقاش، من بينها السعي إلى الانفتاح على الكفاءات والأطر لاستيعاب المنتسبين من كل الفئات وتجاوز المعيقات الذاتية على هذا المستوى، وتعزيز الديمقراطية الداخلية، وتقوية دور مؤسساته الرقابية.وأكد عبد الله بها، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية، خلال هذا اليوم الدراسي أن المرحلة الجديدة التي دخلها الحزب تجعل من الضروري التفكير في إحداث التعديلات الممكنة على النظام الأساسي. في السياق ذاته، أكد سليمان العمراني، نائب رئيس اللجنة التحضيرية، أن اختيارات الحزب وأهدافه ظلت ثابتة منذ 2004 ، مؤكدا أن هدف الحزب يتجلى في دعم دولة الحق والقانون وتعزيز الاختيار الديمقراطي في إطار المرجعية الإسلامية للمملكة وثوابتها ومؤسساتها، مشيرا إلى أن ذلك يشكل أحد الثوابت التي ظل الحزب يناضل من أجلها، إضافة إلى إسهامه في ترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال. وتساءل العمراني حول التوجهات السياسية والإيديولوجية الجديدة الممكنة للحزب، في ظل الثوابت التي تقيد بها في المرحلة السابقة، وعن إمكانية تجديد البناء التنظيمي للحزب الذي أصبح يقود الحكومة.في السياق ذاته، أكد عبد الصمد سكال، النائب الثاني لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السابع للحزب، في الورقة التي قدمت خلال ندوة الحوار الداخلي من أجل بلورة أطروحة المؤتمر أن مؤتمر الحزب، المنعقد بداية الشهر الجاري بمدينة سلا، إن مؤتمر الحزب ينعقد في ظرف يشهد تحولين بارزين سيسمان مرحلة الأربع سنوات المقبلة من حياته ويحددان بالضرورة موقعه ودوره. وقال إن التحول الأول يتعلق بانطلاق ربيع الثورات والتغييرات الاستراتيجية الهائلة التي أحدثها ويحدثها، والتي هي مرشحة لمزيد من التفاعل في المراحل المقبلة، والثاني مرتبط بالنتائج الهامة التي حققها الحزب في انتخابات 25 نونبر وانتقاله من المعارضة إلى رئاسة الحكومة في ظل دستور جديد يعطي للحكومة مكانة متقدمة في البناء المؤسساتي. أكدت الورقة أن خيار الحزب الإستراتيجي كان دائما هو تحقيق الإصلاح في إطار الاستقرار، وهو ما مكن المغرب من تجنب النتائج السلبية لمراحل عدم الاستقرار التي تعيشها بعض دول الجوار الإقليمي، وأعطى للتجربة المغربية تميزها، خاصة على مستوى تفاعل المؤسسة الملكية مع الحراك الشعبي. كما أن هذا الخيار مكن الحزب من تبوء مكانة معتبرة في المشهد السياسي عززتها نتائجه في استحقاقات 25 نونبر. جمال بورفيسي

العدالة والتنمية … المراجعة الضرورية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حساسية المرحلة وراء تليين مواقف الحزب الإسلامي

المغاربة الأعلى أجرا في منطقة شمال إفريقيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات