حساسية المرحلة وراء تليين مواقف الحزب الإسلامي

بعد مرور أزيد من مائة يوم على تنصيب حكومة العدالة والتنمية، وارتفاع الجدل حول ما حققته ولم تحققه من مكاسب ديمقراطية لفائدة البلد، ومدى وفائها بالتزاماتها تجاه الناخبين، بدأت تساؤلات عدة حول مسائل جوهرية تطفو على السطح.أعناق إخوان عبد الإله بنكيران مشرئبة، منذ الآن، إلى المرحلة المقبلة، التي تتميز بظروف في غاية الحساسية، ولا أدل على ذلك المعارضة “الشرسة” التي أضحت حكومة العدالة والتنمية تواجهها من قبل أحزاب قوية لها بصمتها الواضحة في المشهد السياسي، نظير الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، إضافة إلى تكتلات أخرى لأحزاب لا يمكن الاستهانة بقوتها، وتجلى ذلك في إسقاط خمس ميزانيات أثناء مناقشة مضامينها في إحدى جلسات الأسبوع الماضي بمجلس المستشارين.لقد وجد الحزب الإسلامي الذي دخل معترك العمل المؤسساتي بعد سنوات طويلة من التموقع في المعارضة، نفسه مضطرا إلى مراجعة قناعاته ومواقفه بخصوص قضايا كثيرة، إلا أن هناك تغييرا آخر بدأ يثير حفيظة المتتبعين، والرأي العام على وجه الخصوص.ويرى كثيرون أن حزب العدالة والتنمية مازال عاجزا عن تحقيق النقط التي من أجلها كسب أصوات المغاربة في الانتخابات الأخيرة، فرغم أنه كان يتبنى قناعات واضحة، إلا أنه تخلى عنها مباشرة بعد أن أصبح في الحكومة.وفي نظر هؤلاء، فإن المغاربة وضعوا ثقتهم في الحزب بسبب تلك المواقف، إلا أنه أصبح نسخة طبقا للأصل للحكومات السابقة، علما أن المغاربة اعتقدوا أن أول معركة ستواجه العدالة والتنمية هي التنزيل السليم للدستور، وتنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، إلا أن الحكومة ذهبت في اتجاه تجاهل تلك الملفات، رغم أنها تحاول خداع المغاربة، وتؤكد في كل مرة أنها تحاول تطبيق ما تعهدت به سابقا.الأكثر من ذلك أن متتبعين يذهبون أبعد من ذلك، عندما يؤكدون أن الحكومة الحالية لم تأت بجديد. نجاح حزب العدالة والتنمية في لعب دوره الحقيقي والموعود تجاه تكريس وتعزيز البناء الديمقراطي المغربي، كما هو الشأن بالنسبة إلى فوزه في الانتخابات، ليس بالضرورة حدثا، وكما يرى الباحث المغربي حبيب عنون، فإن حزب العدالة والتنمية “مثله مثل باقي بعض الأحزاب التي استطاعت تكييف أفكارها ومبادئها وخطابها مع التغيرات السياسية والاقتصادية وحتى الإيديولوجية التي يشهدها المغرب ومحيطه الإقليمي والدولي، عكس بعض الأحزاب التي ظلت حبيسة “أسطوانة خطابية” لكثرة ترددها باتت مملة ومنبوذة”. وفي اعتقاد هذا الباحث، انطلاقا مما تصرح به بعض فعاليات حزب العدالة والتنمية، فإن الأهم لا يكمن في المزيد من الغوص في ما هو سياسي (إيديولوجي أو ديماغوجي)، ولكن في تبني الواقعية بالرقي بالمجال الاقتصادي والاجتماعي وجعلهما من أولويات اهتمامات العمل الحكومي. فجعل الهاجس الاقتصادي والاجتماعي يطغى ويتفوق على الهاجس السياسي الإيديولوجي هو التحدي الفعلي الذي إن أفلح بنكيران في تجاوزه رفقة حكومته، يمكن الحديث عن الحكومة الحدث”. عبد الله الكوزي

حساسية المرحلة وراء تليين مواقف الحزب الإسلامي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران بين الهوية وإكراهات التدبير

العدالة والتنمية ... المراجعة الضرورية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات