لكحل: على العدالة والتنمية التخلي عن ثقافة المعارضة

الباحث في الحركات الإسلامية قال إن الحزب يواجه تحدي الاستقلالية إزاء حركة التوحيد والإصلاح قال سعيد لكحل، الخبير في الحركات الإسلامية إن التموقع الجديد لحزب العدالة والتنمية يفرض عليه الانخراط في مراجعة عميقة لأطروحاته السياسية والعقدية، مضيفا أن استمراره في نهج ثقافة المعارضة والتهييج السياسوي سينتهي به إلى اللعب على هامش الحقل السياسي. وأكد لكحل في حوار مع «الصباح»، أن الأسس العقائدية التي أقام عليها الحزب هياكله التنظيمية ولى زمنها، إذ لم يعد مقبولا منه رفع شعار محاربة الاستبداد أو التذرع بتغول المخزن أو غيرها من المبررات التي ظل يتغذى عليها، خاصة بعدما انخرط المغرب جديا في بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي. في ما يلي نص الحوار : انخرط حزب العدالة والتنمية، في الفترة الأخيرة، في حوارات داخلية من أجل بلورة أطروحة مؤتمره الوطني السابع المزمع. وبحسب بما رشح من هذه الحوارات، فإن النقاش انصب حول الأدوار الجديدة للحزب، وإمكانية مراجعة خطه السياسي انسجاما مع تموقعه الجديد، ما تقييمكم لهذه المسألة؟لا شك أن الموقع الجديد الذي يحتله حزب العدالة والتنمية في المشهد السياسي بعد انتخابات 25 نونبر التي أهلته لقيادة الحكومة، يفرض على قيادة الحزب ومنظريه الانخراط الجدي في إجراء مراجعة عميقة لأطروحات الحزب السياسية والعقدية، والتي بلورها في ظروف اتسمت بالصراع السياسي والإيديولوجي ، سواء مع نظام الحكم أو مع الأحزاب السياسية خاصة اليسارية التي لطالما طعن في عقيدة مناضليها. وبعد أن أصبح الحزب يقود الحكومة ويدرك جيدا حجم الإكراهات وطبيعة الانتظارات مقابل تواضع الإمكانات، فإن الاستمرار على نهج ثقافة المعارضة والتهييج السياسوي سينتهي بالحزب إلى اللعب على هامش الحقل السياسي. لهذا، على الحزب أن يتخلى على ثقافة المعارضة والمظلومية معا ، ويؤهل أطره لتقديم برامج ترفع من الأداء الحكومي وتنزل الشعارات على أرض الواقع حتى يلمس المواطنون التغيير الإيجابي في معيشهم اليومي. فلا عذر ولا حجة لقيادة الحزب إذا جاء المواطنون، بعد مدة الانتداب ، يشكون العجز أو الفشل في تطبيق ما وعدت به في البرنامج الانتخابي أو الحكومي. إذن على الحزب أن يستفيد من أخطاء من سبقوه في التجربة الحكومية بعد معارضة شرسة. أكدت الورقة المقدمة في ندوة الحوار الوطني الداخلي، أن لا خيار أمام الحزب سوى المضي قدما في تدعيم الانتقال الديمقراطي وترسيخ البناء الديمقراطي للدولة، ما هي الدلالات السياسية لهذا المبدأ؟ أعتقد أن الأسس العقائدية التي أقام عليها الحزب هياكله التنظيمية قد ولى زمنها، بحيث لم يعد مقبولا منها رفع شعار محاربة الاستبداد أو التذرع بتغول المخزن أو غيرها من المبررات التي ظل يتغذى عليها. إن المغرب انخرط جديا في بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي ، بحيث لا يمكن لأي طرف أن يعطل هذه الانطلاقة أو يغير اتجاهها. وفي هذا الإطار ، ومن أجل تسريع عملية الدمقرطة، يكون مطلوبا من الحزب ألا يَشُدّ إليه القوى أو التيارات التي تناهض المشروع الحداثي أو تعرقل سيره الطبيعي. وأعتقد أنه من الحكمة أن يكون لحزب العدالة والتنمية حسا سياسيا يجعله لا يربط مصيره بتلك القوى التي ترى مستقبل الأمة في ماضيها. بالتأكيد سيوفر العمل الحكومي للحزب كوادر وطاقات خبرت قيادة الدولة وتدبير مرافقها بعيدا عن الإيديولوجيا والفقهيات، بل سيدرك الحزب أن مشاكل الوطن والمواطنين ليست بحاجة إلى فتاوى فقهية تراثية لحلها، بقدر ما هي بحاجة إلى إبداع أصيل وخبرة غنية. من بين التحديات المطروحة أمام الحزب ضرورة الحفاظ على مسافة بينه وبين الحكومة وعدم التماهي معها، ومساندتها في الوقت نفسه، هل تعتقدون أن الحزب سينجح في ذلك؟ الحزب أمام تحديين حقيقيين : أولهما ضمان استقلاليته إزاء حركة التوحيد والإصلاح التي لا تنفك تحدد توجهاته وبرامجه. أما التحدي الثاني فهو عدم التماهي مع الحكومة، ذلك أن الحزب يواجه ضغوطا قوية من حركة التوحيد والإصلاح لترجمة قناعاتها ضمن البرامج الحكومة. وقد عكست دفاتر التحملات الخاصة بالإعلام العمومي بعض تلك الضغوط/القناعات. ولا يمكن للحزب أن ينجح في أدواره السياسية إلا إذا حافظ على مسافة معقولة من الحكومة، وتحول إلى قوة تراقب عمل الحكومة وتحاسبها وفي الوقت نفسه اقتراحية تقدم للحكومة برامج وأفكارا من شأنها أن تغني وتقدم العمل الحكومي، دون هذا سيحول الحزب إلى ظل للحكومة يجري عليه ما يجري على الحكومة من نجاح أو فشل. أجرى الحوار: ج . ب

لكحل: على العدالة والتنمية التخلي عن ثقافة المعارضة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يواجه خطر تصدع الحزب

بنكيران بين الهوية وإكراهات التدبير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات