العدالة والتنمية يتشبث بأولوية ترسيخ البناء الديمقراطي

شدد حزب العدالة والتنمية في مرجعياته وأدبياته السياسية والفكرية، على أولوية النضال الديمقراطي، مؤكدا أن تأسيسه يندرج في سياق مناهضة الفكر والحزب الوحيد، والسعي للاستئثار بالساحة السياسية الوطنية ومقاومة الإقصاء. واعتبر الديمقراطية مدخلا لتعزيز المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع وتأكيد الصدور عنها في السياسات العمومية، وهو السبيل لدعم الهوية الوطنية في أصالتها وتعدديتها وتكامل مكوناتها. وذهب إلى حد اعتبار من يسميهم خصوم المرجعية الإسلامية والهوية الوطنية، خصوما للديمقراطية، لأنهم يسعون من خلال الاستحواذ بالسلطة والإرهاب الفكري وتوظيف مواقعهم الإعلامية لفرض مرجعيات وهويات أخرى ونظام أخلاقي غريب على المجتمع المغربي وأصالته التاريخية.ونبه الحزب، وهو الذي يستلهم تجربة العدالة والتنمية التركي، إلى أن نجاح هذه التجربة في مجال تدبير الشأن العام، إنما كانت بفضل توفر حد أدنى من شروط الممارسة الديمقراطية. لم يحد الحزب كثيرا عن هذا التوجه، إذ في ظل حواراته الداخلية التي انخرط فيها في أفق الاستعداد لأطروحة مؤتمره الوطني المقبل، أكد الحزب تشبثه بخيار ترسيخ البناء الديمقراطي. وأكدت الورقة المقدمة في ندوة الحوار الداخلي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية، أخيرا بسلا، أن الحزب لم يعد يملك إلا خيارا وحيدا يتجلى في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي تتخذ طابعا سياسيا ومذهبيا وتنمويا واجتماعيا. وشددت الورقة على أنه يتعين على الحزب أن يتحمل مسؤولية العمل من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي وتعزيز وترسيخ البناء الديمقراطي.وأكدت كذلك ضرورة تفادي كل نزعة نكوصية ومواجهة محاولات مناهضي التغيير من أجل الارتكاس عن هذا المسار. وأبرزت أن التوجه العام السائد يخدم مسار الإصلاح، داعية القوى المؤمنة به إلى أن تكون في مستوى تحدياته ورهانات المرحلة.وأوضحت الورقة أن العدالة والتنمية أصبح مطالبا، في ما يتعلق بترسيخ البناء الديمقراطي، بالعمل على التنزيل الديمقراطي للدستور الجديد، وبناء المؤسسات المنصوص عليها، خاصة تلك المرتبطة بالحكامة، والعمل على إعادة صياغة نظام الحكامة في تجاه التقليص من المركزية ومن منطق التحكم، وترسيخ منطق الاحتكام إلى الشعب والقطع مع الوصاية. وأشارت الورقة إلى أن من أبرز تجليات ذلك القطع مع منطق التدخل في الانتخابات وضمان التدبير النزيه والشفاف لها.وفي ما يتصل بالمزاوجة بين ترسيخ البناء الديمقراطي وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، أكدت الورقة أن الحزب أصبح مطالبا ببلورة مشروع تنموي يستلهم مرجعيته، ويستحضر في الوقت نفسه معطيات وتحديات الواقع، كما أصبح الحزب مطالبا بالعمل من أجل التجاوب مع الانتظارات الشعبية وإبداع الحلول اللازمة لتحسين الوضعية الحالية.ويشدد الحزب على ضرورة اتخاذ المسافة من الحكومة، حتى وإن أصبح يلعب دور الداعم لها، بحكم أنه يقود التجربة الحالية. واعتبر رفع هذا التحدي، أساسيا لتعزيز ديناميته الخاصة لكي يتمكن من مواصلة تجذره في الأوساط الشعبية وتأطيره المجتمعي.وأكدت الورقة أن احتفاظ الحزب بمسافة مع الحكومة لا يعني الاشتغال بمنطق الأجندات المنفصلة أو من أجل رفع سقف المطالب، لأن من شأن ذلك أن يُربك الأداء الحكومي والتشويش على مسار التجربة.وقالت الورقة إن هذه المقاربة ستمكن الحزب من تشكيل سلطة رقابة فعلية على أداء ممثليه في مؤسسات تدبير الشأن العام، على أساس أنها أحد شروط ضمان عدم الانزياح عن خط الحزب وخياراته.وتشتغل اللجنة المكلفة ببلورة أطروحة المؤتمر على اقتراح السبل والآليات الكفيلة بتطوير المنظومة الفكرية بما يسمح بإيجاد المناخ الملائم لتجاوز المعيقات الفكرية الذاتية والنزوعات الطائفية التي تتعارض مع مبدأ تدبير الشأن العام، وكذا تطوير التفكير الإستراتيجي بما يؤهل مؤسسات الحزب وقياداته لمواجهة تحديات المرحلة، والعمل على تطوير ثقافة العمل والمسؤولية عوض ثقافة الاحتجاج والمطالبة، والانتقال من فكر ونفسية المعارضة إلى فكر التدبير. جمال بورفيسي

العدالة والتنمية يتشبث بأولوية ترسيخ البناء الديمقراطي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مساهمة "بيجيدي" في ديمقراطية العهد الجديد

بنكيران يواجه خطر تصدع الحزب

مقالات ذات صلة