بنكيران تراجع عن فكرة الحكومة السياسية وقبل بوزارات السيادة

يوم التعيين، دخل عبد الإله بنكيران، إلى مقر الإقامة الملكية بميدلت، أمينا عاما للحزب، وخرج منه رئيسا للحكومة مكلفة بتشكيلها. وبين الدخول والخروج، أعاد الرجل مراجعة حساباته كلها وبدأ يدقق أكثر في تصوراتها التي بناها منذ تأسيس الحزب إلى حين وصوله إلى رئاسة الحكومة بعد فوزه في الانتخابات التشريعية، فالاستقبال الملكي كلف بنكيران مراجعة سياسية شاملة، تجر عليه اليوم انتقادات الأصدقاء قبل الخصوم.أولى المراجعات السياسية لحزب العدالة والتنمية، تخليه عن حربه ضد الهمة وتصالحه مع الرجل الذي وجده في الديوان الملكي، مستشارا مكلفا بتنسيق تحركاته وتوجيهه نحو تشكيل الحكومة. بدأت بصمات الهمة حاضرة في حسم الخلافات مع أقطاب التحالف الحكومي الذي شكله بنكيران، وحمل الصديق اللذود، فؤاد عالي الهمة، ما ثقل على رئيس الحكومة وهو يفاوض لتشكيل حكومته، سيما أنها تطلبت وقتا ليس هينا جعل البعض يشكك في قدرة بنكيران على إقناع تحالفه بتبادل التنازلات للخروج من مأزق تشكيل الحكومة. بادر بنكيران إلى طي صفحة الخلافات بمهاتفة الهمة لتهنئته مباشرة بعد تعيينه مستشارا للملك، في حين اعتبر مصطفى الرميد، القيادي في الحزب، أن هذا التعيين عودة للهمة إلى وضعه الطبيعي بعيدا عن التنافس الحزبي.لا يجادل أحد أن بنكيران الذي علقت بتاريخه الكثير من الأفكار تعود إلى سنوات الشبيبة الإسلامية والصراع الإيديولوجي وتنازع الشرعية مع أحزاب اليسار الذي وصل حد القتل باغتيال الاتحادي عمر بنجلون، راجع الكثير من أفكاره، لكنه التاريخ الذي ظل عالقا به، رغم مرور السنين، وهو ما ذكره محمد اليازغي، وزير الدولة والكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي، في أول تعليق له بعد تعيينه رئيسا الحكومة، حين قال اليازغي إنه لن يغفر لبنكيران وقفته ضد محاكمة قتلة الزعيم الاتحادي.من بين المراجعات السياسية الأخرى، التي قبلها حزب العدالة والتنمية، تشكيل حكومة متعددة الأطياف السياسية وتتشكل من خمسة أحزاب. فحين كان الحزب في موقع المعارضة، هاجم الحكومات السابقة بدعوى أنها تفتقد الانسجام والتعايش بين مكوناتها سواء من داخل الأغلبية أو من خارجها، في إشارة إلى الوزراء التقنقراط أو المستقلين، وإن وجد البعض تبريرا لهذه الوضعية في الحكومات السابقة، لأنها كانت تفتقد وثيقة سياسية من قبيل الدستور الجديد، الذي يجعل اختصاص تشكيل الحكومة بيد رئيس الحكومة، ويوجب تعيينه من الحزب الذي يحصل على الأغلبية في الانتخابات التشريعية.بالمقابل، يبدو أن حزب بنكيران تراجع عن هذه الفكرة، وقبل أن تكون حكومته مشكلة من أحزاب ومستقلين وتقنوقراط، فالتحالف ضم أربعة أحزاب سياسية، والمستقلون يشاركون بوزير وحيد استقال من حزبه للاستمرار في الحكومة، التقنقراط ورثهم العدالة والتنمية من تجربة الحكومة السابقة، ليخرج بتشكيلة حكومية ثلاثية، ويعيد تكرار التجربة نفسها التي ظل ينتقدها برلمانيو العدالة والتنمية حينما كانوا في موقع المعارضة. بنكيران علق على هذه الوضعية في حفل تسليم السلط بمقر رئاسة الحكومة مخاطبا سلفه، عباس الفاسي، إنه كان يعتقد "أن الأمور ستسير ببساطة، لكنه قطع الأنهار والبحور ليصل إلى نتيجة"، غير أن تنازل العدالة والتنمية عن مبدأ الحكومة السياسية يجعله في وضع التجاوب مع التوافق المختلط، بين الأحزاب والمستقلين والتقنقراط. إحسان الحافظي

بنكيران تراجع عن فكرة الحكومة السياسية وقبل بوزارات السيادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العدالة والتنمية ومطلب الديمقراطية الداخلية

مساهمة "بيجيدي" في ديمقراطية العهد الجديد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات