التكفيريون دليل فشل الإسلام السياسي

المفكر سعيد ناشيد دعا إلى التعامل بحزم مع الظاهرة وعدم التسامح مع تكفير المثقفين أثارت خرجة المتطرف أبو النعيم الجديدة، وتكفيره عددا من رموز التنوير بالمغرب، على رأسهم الناشط الأمازيغي أحمد عصيد والمفكر الكبير الراحل محمد عابد الجابري، رجة كبيرة لحملها تحريضا مباشرا على القتل، وأيضا اختيار توقيتها، والذي تزامن مع أزمة العدالة والتنمية في تدبير الشأن العام بالمغرب، والشروع في محاكمة أبرز قيادييه بالمساهمة في قتل قاعدي في 1993. بالنسبة للكاتب والمفكر سعيد ناشيد، فإن هذه الهجمات التكفيرية على بعض رموز الثقافة التنويرية بالمغرب، تندرج في سياق أزمة الإسلام السياسي برمته، لأنه جرت العادة كما الأمر في دول أخرى، عندما يصل الإسلام السياسي إلى الباب المسدود ويشعر أن نهايته اقتربت، تبدأ هزات ارتدادية من هذا النوع، وتتخذ في بعض الأحيان أشكالا أكثر عنفا، وهذا ما عايناه في تونس خلال مرحلة نهاية حكم "الترويكا"، وفي فترة نهاية حكم الإخوان المسلمين في مصر، وتكون أشكال التصعيد إما من داخل الإسلام السياسي، أو من التيارات الموازية له، من باب التغطية على الأزمة السياسية والعجز عن تسيير الحكومات. وشدد مؤلف كتاب "الحداثة والقرآن" على أن حالة المغرب تتميز بصعوبات ذات طابع خاص، وأنه علينا الاعتراف بأن الإسلام السياسي نجح إلى حد بعيد في التغلغل داخل الإدارة المغربية والمجتمع المدني، عبر أشكال الريع التي تفوق فيها على الآخرين، وأيضا داخل دواليب السلطة بشكل كبير، مبرزا أن ما ساعده على ذلك، حالة الفراغ، فهو لم يستمد قوته من ذاته، لأنه من الناحية الذاتية ضعيف وعاجز عن الحفاظ على تسيير جماعة محلية، لأنه لا يملك آليات لذلك، وإنما كسب قوته من ضعف الآخرين وانهيار الأحزاب الوطنية التقليدية والمجتمع المدني والنقابات الكبرى. والدليل على ذلك، يقول ناشيد، أن تونس، والتي بها مجتمع مدني قوي يمثل نوعا من السلطة المضادة، وحركة نسائية فاعلة، ونقابات قويو ونخب مثقفة وناشطة، شكلت سدا منيعا ضد الإسلام السياسي، ما أحبط تغلغله داخل أركان الدولة رغم سيطرته على السلطة، خصوصا في فترة "الترويكا"، في حين ، مكنت حالة الفراغ المؤسفة بالمغرب، من أن يتغول ومعه كل الجماعات الموازية، وأن ما يقوم به أبو النعيم وغيره دون حسيب أو رقيب أو ضوابط، يعكس حالة الفراغ الغريب الذي بلغناه، لأنه في مجتمعات أخرى عندما يتم التكفير بهذا الشكل، تقوم الدنيا ولا تعقد إلى حين معاقبة الشخص. مصطفى لطفي

التكفيريون دليل فشل الإسلام السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنابـع "الأصيلـة" لفكـر التطـرف

بنيوب يتصدى لـ"أمنيستي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات