قنابل “الماحيا” … الدمار الشامل

صناعة مغربية أصيلة حرفتها مافيا المخدرات وأضيفت إلى وصفتها مواد خطيرة كثرت مداهمات الدرك التي تنتهي بحجز معدات صناعات كيماوية وبراميل للتخزين وقنينات تختلف أحجامها حسب متطلبات السوق، إذ حرفت مافيا المخدرات صناعة «الماحيا»، التي اشتهرت بها ملاحات اليهود المغاربة عبر تاريخ المدن العريقة، بإضافة مواد خطيرة إلى التين والتمور. وكشفت حالات التسمم المسجلة بين زبناء مصانع الدمار الشامل أن الوصفة تغيرت وأصبحت تضم عوض الفواكه الجافة النظيفة مكونات يتم جمعها من مطارح نفايات مثل حفاظات الأطفال والجوارب المستعملة وبعض أنواع الورق المقوى، وذلك بالنظر إلى تكلفة استعمال التمور والتين والصبار. ويتم طهو مختلف تلك المواد بواسطة «كوكوتات» موصولة بأنابيب تقوم بتبريد المشروب العجيب ليصبح صالحا للشرب ، لكن ذلك لا يتم إلا في مكان بعيد عن محلات السكن، وغالبا ما تتم العملية في منازل مهجورة أو «كراجات» أو مستودعات بنيت خصيصا لذلك، بعيدا عن التجمعات السكنية بسبب الرائحة القوية المنبعثة من طناجر الضغط الكبيرة. ولم تتأثر الصناعة المستجدة بالأصوات المحذرة من خطورة منتجاتها، إذ كشفت جمعيات حماية المستهلك تأثيراتها الخطيرة وأضرارها الصحية الخيمة، بالنظر إلى أنها تستهدف الكبد والكلي، بالإضافة إلى إتلاف الجهاز الهضمي، لكن الأغلبية أصبحت تفضل الماحيا لوفرتها عند «الكرابة»، ليل نهار، وفي كل أيام الأسبوع وأشهر السنة، وكذلك لثمنها البخس الذي لا يتجاوز غالبا ال 30 درهما لـ «الرابعة» (ربع لتر). كما لم يعد شرب الماحيا حكرا على المتشردين، بل أغرى فئات مختلفة ومن شرائح متعددة، من موظفين بمخلف القطاعات العمومية وشبه العمومية، وعمال، وحرفيين، وشباب وشيوخ. وتشتهر المناطق الجبلية بجودة منتوجها كما هو الحال بالنسبة إلى دمنات، وبعد مغادرة آخر الصناع اليهود أواخر الستينات من القرن الماضي انقرضت صناعتها بصفة نهائية وانتقلت إلى الضواحي في أولاد خلوف، حيث وجدت فيها مافيا المخدرات منبتا خصبا لصنع وترويج جيل جديد من الماحيا التي يزداد الإقبال عليها، في فصل الصيف حيث كثرة الأعراس والحفلات، وكذا فصل الشتاء حيث يستعملها البعض كمادة لمقاومة البرد. ورغم دوريات الأمن والدرك يتزايد نفوذ مافيا «الماحيا» وذلك لصعوبة مسالك مناطق اشتغالها وتعاون السكان مع باروناتها، باعتبارهم أهم مشغل للسيد العاملة، بالإضافة إلى توفرهم على هواتف محمولة ومناظير متطورة وأسلحة ومخبرين موزعين في الغابات وعلى الطرق المؤدية إلي أوكارهم. وتؤكد الاحصائيات الرسمية بخصوص استهلاك الخمور في المغرب أن مبيعات القطاع غير المهيكل، وخصوصا في ما يتعلق بالمشروبات الكحولية تقليدية الصنع، وعلى رأسها «الماحيا»، تضاعف رقمها بـ 400 مليون لتر وعشرة ملايين لتر من المشروبات الروحية المهربة. وسجلت المصادر ذاتها استمرار أنشطة القطاع غير المهيكل، رغم الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في هذا الشأن، وذلك في ظل تطور أساليب التسويق الاحتيالية للمنتوجات المصنعة والمهربة، إذ يعمد الفاعلون في هذا النوع من الأنشطة، إلى تزوير التغليف واستخدام الصناديق الفارغة الخاصة بموزعين شرعيين، بهدف توزيع منتوجاتهم في الشبكة التجارية القانونية. ياسين قُطيب

قنابل “الماحيا” … الدمار الشامل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاحتـفـال انتـصار للـفـرح

نصائح

مقالات ذات صلة