ديستي والشرطة … نجاعة التوحيد

ثلاث سنوات من تجميع القطب الأمني أثبتت أن من يملك المعلومة بيده القرار بتعيين عبد اللطيف حموشي، مدير مديرية مراقبة التراب الوطني (ديستي)، على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، قبل ثلاث سنوات، مر المغرب إلى مرحلة جديدة في تدبير الشأن الأمني بالمملكة، اتسمت بالنجاعة والفعالية، وأثبتت مقولة من "يملك المعلومة يملك القرار"، تجربتها على الساحة، سيما في الجرائم الكبيرة، أو التي توصف بأنها منظمة والعابرة للقارات وكذا في جرائم الاتجار الدولي في المخدرات. وظهرت النجاعة على أرض الواقع، في النتائج التي ما فتئت بلاغات المديرية العامة للأمن الوطني تنشرها للعموم، عبر وزارة الداخلية، والتي تعلقت بأخطر الجرائم التي عرفتها المملكة وتم حل ألغازها في زمن قياسي. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، جريمة مقهى "لا كريم" بمراكش، والتي خطط لها في أوربا ونفذت في المدينة الحمراء من قبل أجنبيين متدربين على التصفية الجسدية وجريمة مقتل البرلماني مرداس بالبيضاء. ظهرت النجاعة في توفير المعلومة وتقديمها لضباط الشرطة القضائية، ما فك جميع ألغاز الجرائم الكبيرة المتسمة بالتعقيد وتعدد المساهمين والشركاء، وكذا في العمليات الأمنية المشتركة بين "ديستي" والشرطة القضائية بمختلف فرقها، في إطار محاربة شبكات الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة والشيرا، بل امتدت حتى إلى مسببات ما يطلق عليه في القاموس الأمني جرائم الجنوح البسيط التي تتحول إلى جرائم قتل بشعة بسبب مفعول وتأثير أقراص الهلوسة. أما بخصوص مكافحة الإرهاب، فإن الكفاءة المغربية تحولت إلى نموذج سواء من خلال العمليات الداخلية الاستباقية، أو بالنسبة إلى التعاون الدولي. ضربات موجعة لكارتيلات المخدرات كمية قياسية من الكوكايين و 298 طنا من الشيرا أظهرت مجمل العمليات التي نفذتها مصالح الشرطة القضائية بمختلف تلاوينها وفرقها، تنسيقا كبيرا بين المخابرات المدنية وضباط الشرطة القضائية، إذ أن تنشيط قنوات الاستخبار في المجال الجنائي، عبر مد الشرطة القضائية بالمعلومات الدقيقة مكن المغرب من حل ألغاز جرائم معقدة ودفع كارتيلات المخدرات الصلبة إلى تغيير مسارات نقل الكوكايين، إذ بلغة الأرقام فإنه في ظرف ثلاث سنوات، حجزت المصالح الأمنية المغربية نسبة كبيرة من المخدرات الصلبة، قدرت بأزيد من خمسة أطنان ونصف الطن من الكوكايين، بفضل نجاعة ديستي في توفير المعلومات في الوقت المناسب، وتفكيك المتهمين المنظمين لهذه العمليات في إطار شبكات عابرة للقارات، ناهيك عن مد دول الجوار خاصة إسبانيا بمعلومات في الإطار نفسه لملاحقة المساهمين والشركاء في تلك العمليات التي تنطلق من دول أمريكا اللاتينية. وشكل حجز تلك الأطنان من الكوكايين ضربة موجعة لكارتيلات المخدرات القوية، التي تراجعت عن المراهنة على المغرب، والتفكير في مسارات أخرى لتغيير جغرافية تنقلاتها ومسالك التهريب. أما بالنسبة إلى مخدر القنب الهندي، فتحدثت الإحصائيات عن رقم يصل إلى 298 طنا من الشيرا، تم حجزها في عمليات متفرقة نفذتها شبكات التهريب الدولي للمخدرات، ناهيك عن كميات أخرى حجزت خارج أرض الوطن في إطار عمليات التسليم المراقب، وفق التعاون الأمني بين أروبا والمغرب. ولم يسبق أن حجزت الكمية سالفة الذكر من الشيرا، ناهيك عن تفيكيك شبكات للاتجار في الأقراص المهلوسة، والتي يكون استهلاكها سببا مباشرا في العديد من جرائم الجنوح البسيط، إضافة إلى جرائم القتل لدوافع السرقة أو ضد الأصول، وغيرها من الحوادث التي تثير الرأي العام، التي ترتكب تحت تأثير هذا النوع من الأقراص المخدرة. وبلغ عدد الأقراص المهلوسة التي حجزت في ثلاث سنوات، حسب الإحصائيات المسجلة، ما يناهز 3 ملايين قرص، ما يعني تجنيب المجتمع الآلاف من الجرائم التي يكون سببها المباشر تناول "القرقوبي". حكامة وشفافية وتخليق استند عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني، منذ تعيينه من قبل الملك، في إستراتيجيته في تدبير القطاع الأمني، على الحكامة والشفافية والتخليق، فخاض سياسة الأيادي النظيفة بتطهير المديريات وضح دماء جديدة فيها، كما عمل على تحسين ظروف الموارد البشرية من خلال الاعتناء بها واعتماد معايير موضوعية في الترقية بناء على المردودية والكفاءة والاستحقاق، لتدعيم آليات التحفيز الوظيفي، وأصبح الإعلان عن الترقيات منذ 2015 يقوم على الاحترام الصارم والدقيق للآجال المحددة لها، ناهيك عن إيلاء صغار الموظفين أهمية خاصة، وهو ما عبرت عنه مختلف الإحصائيات التي همت الترقية بالاختيار. ولم يتوقف تفعيل الحكامة على الموارد البشرية، بل تعداها إلى وسائل العمل ومختلف المذكرات الحاثة على الالتزام بالسلوك الشرطي وخدمة المواطن وتجويدها، ناهيك عن استجابة البنايات الأمنية للمعايير والمواصفات التي تليق بالأدوار الحساسة واستقبال المواطنين، وتحديث قاعات المواصلات بالشكل الذي يلبي نداءات المتصلين في أسرع وقت. وكل هذه الجوانب وغيرها رقت المؤسسة الأمنية للحصول على شهادة الجودة إيزو، بفضل نظام ذي أبعاد استراتيجية وحيوية ويشرف عليه شخص وأحد. جرائم معقدة وحملات نوعية لم تعجز المصالح الأمنية، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، عن مواجهة أي جريمة من الجرائم العابرة للقارات، بدءا من تفكيك عصابة صينية بالبيضاء ومرورا بعصابات السطو على وكالات الأموال، وانتهاء بجريمة مقهى لاكريم بمراكش، إذ أن الأبحاث التي جرى فيها التنسيق بين ديستي ومصالح الشرطة القضائية بشكل محكم ووثيق، مكنت من حل لغز تلك الجرائم والوصول إلى المتورطين فيها، سواء داخل الوطن أو خارجه. كما أن الحملات الأمنية أصبحت نوعية ومباغتة وتشارك فيها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إذ وفق نظام تسهر عليه المديرية العامة للأمن الوطني عبر مديرية الشرطة القضائية، وأصبحت الحملات الأمنية ذات أهداف محددة وتتم بشكل عقلاني وبتشارك بين أكثر من منطقة أمنية داخل ولاية الأمن الواحدة وتعزيزات من الفرقة الوطنية. وهو ما أظهرته النتائج، إذ أن الإحصائيات تشير إلى أن 540 ألف مبحوث عنه سقطوا في سنة واحدة في هذه الحملات، ضمنهم مبحوث عنهم بمختلف الجنح والجنايات، ومتهمون أوقفوا في حالة تلبس. المصطفى صفر

ديستي والشرطة … نجاعة التوحيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة بقال ابتز فتاة بصور جنسية

أجانب ومغاربة في خلايا الإرهاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات