فرص الرئيس ومبايعات الأحزاب!

أحزاب مصر منقسمة الآن بين مرشحي الفلول والإسلاميين والثوار إحياء الحلم الفرنسي، أول شيء تعهد به الرئيس المنتخب «هولاند»، وهو يستعد لتسلم السلطة من ساركوزي.. ربما كان الوصول إلى قصر الإليزيه حلماً.. لكن كان الحلم الأهم هو تحقيق الحلم الفرنسي.. انتظرت كثيراً أن أسمع من أي مرشح رئاسي مصري أن الحلم المصري أهم عنده من حلم الوصول إلى قصر الرئاسة.. قصر العروبة أو عابدين أو كوبري القبة.. لم أجد للأسف!الرؤساء لا يظهرون فجأة في الغرب.. هناك مقدمات دائماً تسبق الحكاية.. هناك شيء اسمه صناعة الرئيس.. العملية تبدأ من الأحزاب.. تعرف الوزير، وتعرف رئيس الوزراء، وتعرف الرئيس.. هناك شركات كبرى تصنع الرئيس.. كيف يرتدي بدلته؟.. كيف يتكلم؟.. وكيف يخطب؟.. هناك مكاتب استشارية متخصصة.. عندنا الحكاية جديدة.. لا هناك إعداد ولا هناك استعداد.. لا من المرشحين ولا من الأحزاب!من الأشياء التي لفتت نظري في انتخابات الرئاسة المصرية، حكاية مبايعة الأحزاب مرشحي الرئاسة.. لاشك أن المرشح ينتظر الدعم من طوب الأرض.. ينتظر من «يبل ريقه» ويدعمه، ولو كانت المسألة رمزية.. لا أدري هل المرشح يحتاج لمن يدعمه من الأحزاب.. أم أن الأحزاب تنتظر من يدعمها من المرشحين؟.. هل المسألة عندنا على طريقة «من قدم السبت يلاقي الحد قدامه»؟!في انتخابات الرئاسة الفرنسية والروسية والأمريكية وغيرها، المرشح لا يكون مستقلاً.. لابد أن يكون من خلال منظومة حزبية.. بمعنى أنه لا يهبط على عالم السياسة بالباراشوت.. أي له تاريخ سياسي.. وقد يكون في المعارضة لكنه ربما كان من قبل تنفيذياً.. يعني مارس العمل العام حقيقة وليس في الفضائيات.. عملية الرئاسة عملية صناعة كاملة.. لا ينتظر فيها المرشح مبايعات حزبية!السؤال: ما قيمة دعم الأحزاب للمرشحين في انتخابات الرئاسة المصرية؟.. هل المرشح الذي يحظى بتأييد حزب يضمن له النجاح؟.. الأصل أن نسأل: ما وزن هذه الأحزاب أساساً؟.. ما تأثيرها في الشارع؟.. كم عدد أعضائها والمؤيدين لها؟.. كم عدد أعضاء الجمعية العمومية؟.. ما تأثيرهم على الناخب؟.. لماذا لم يترشح رئيس الحزب لانتخابات الرئاسة إذا كان الحزب بهذه القوة؟!كل يوم أسمع أن الحزب الفلاني يؤيد المرشح العلاني؟.. أحياناً لم أكن أسمع عن هذا الحزب.. ماسورة أحزاب انفجرت بعد الثورة.. كثير منها للفلول.. لم يتركوا العملية السياسية للثوار وحدهم.. الأحزاب الآن تنقسم بين مرشحي الفلول والإسلاميين والثوار.. ما قيمة دعم حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي؟.. كم عدد الإخوان ككل؟.. ما قيمة دعم الوفد المرشح عمرو موسى؟.. هل يقلب الموازين؟!من المعلوم أن عدد أصوات الناخبين يزيد على خمسين مليوناً.. احسبوا عدد الإخوان وأنصارهم، لا ينجح «مرسي».. احسبوا كل الثوار في الميادين، لا ينجح مرشح الثورة.. الإسلاميون بره، والثوار بره.. لا أريد أن أحبطكم.. هذا هو الواقع.. احسبوا الأصوات بحيادية وعقلانية.. أصوات الصعيد لغز كبير.. كفة الفلول أرجح.. ارجعوا إلى التهديد بالاستفتاء في كل مناسبة، حتى في بقاء العسكر(!)لا أستبعد أن تكون انتخابات الرئاسة هذه المرة على نظام «مبارك».. الخوف أن يبقى وينتشر ويتمدد.. في المرات المقبلة ستكون الانتخابات بين مرشحين حزبيين.. بين برامج رئاسية.. لا بين مرشحين يتسولون دعم أحزاب ورقية.. اصنعوا الرئيس من الآن.. الرئيس الذي يحقق الحلم المصري على طريقة «هولاند» الفرنسي! بقلم: محمد أمين, عن "المصري اليوم"

فرص الرئيس ومبايعات الأحزاب!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

25 ألف مرشح يتنافسون اليوم في انتخابات الجزائر التشريعية

تهريب الدقيق المدعم خارج مداره بالصويرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات