السجل الاجتماعي … القطع مع “الصدقة”

3أسئلة إلي * فؤاد بلمير < كيف تنظر للفقر في المغرب؟ < هذه مسألة مرتبطة بالنموذج التنموي بالمغرب، الذي انطلق منذ فجر الاستقلال واستمر إلى اليوم. فحتى الخبراء والمتتبعون في مجال التنمية، يقرون بوجود أزمة المشروع التنموي في المغرب، هي أزمة في طريقة التفكير والعقليات التي سادت في المجتمع حتى على مستوى المقررين. وأشار الخطاب الملكي السامي، بكل وضوح إلى أن هذا المشروع التنموي، لم يعد قادرا على مواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية، التي يعرفها المجتمع المغربي. < هل السجل الاجتماعي قادر على تصحيح هذه الاختلالات؟ < كما قلت، النموذج في المغرب استهلك عبر السنين، ولم يعد قادرا على تلبية حاجيات المواطنين التي أصبحت ملحة، والاستجابة لها بشكل استعجالي، ولم ينجح تاريخيا في الحد من الفوارق الاجتماعية التي ازدادت تفاقما، فهذا الأمر يتطلب تفكيرا في مقاربة جديدة في التنمية الاجتماعية، بعيدة عن قاموس لغوي يستمد كله مما هو ديني من قبيل "المستضعفين". لهذا على الدولة، أن تستعيد دورها الحيوي والمركزي في عدد من المجالات الاجتماعية، بعد أن تخلت عنها في وقت سابق، سيما أن دول العالم تتجه نحو تبني سياسات حمائية لاقتصاداتها، لهذا على الدولة أن تتوقف عن لعب دور الأم المرضعة، لمجموعة من المقاولات والشركات، مقابل ترسيخ الحكامة ومفهوم المصالح العمومية، لأننا اليوم، صرنا نتوجه نحو الفردانية، وهذا الأمر ليس في صالح المغرب. < هناك من اعتبر أن الدولة من خلال السجل الاجتماعي تورطت في التمييز الاجتماعي بين الفقير وباقي الطبقات الأخرى؟ < هذا الأمر يعود إلى سياسة الحكومة منذ سبع سنوات، فالأخيرة لها مرجعية دينية، وتتحدث دائما بمفاهيم مستقاة من القاموس الديني، وبحكم أنها شعبوية أرادت أن تضمن لها استمرارية، فلجأت إلى من تسميهم بالمستضعفين والفقراء. هذه الخطوة جيدة من النظرة الأولى، لكن أغفلت أن المغاربة متراصون ويحققون التوازن، لهذا يجب أن نرحب بالبورجوازية الوطنية لأنها توفر الثروة، التي توفر بدورها فرص الشغل، والاهتمام بالطبقة المتوسطة، التي تلعب دور صمام الأمان في جميع المجتمعات. يجب القطع مع ثقافة الإحسان و"الله ارحم الوالدين"، صحيح أننا دولة إسلامية ولكن يجب أن نحكم العقل، والحد من الشعبوية، التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. الحكومة تشتغل بخطاب وجداني أن هناك فئة محرومة يجب مساعدتها. نحن مع هذا الطرح، لكن ليس بمفهوم الصدقة. أجرى الحوار : مصطفى لطفي *متخصص في علم الاجتماع

السجل الاجتماعي … القطع مع “الصدقة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استهداف المستحقين ... الضمانات الغائبة

التجربة الهندية في إحصاء الفقراء

مقالات ذات صلة