شعيب حليفي يحاضر عن الرحالة الأزموري بغرناطة

قدم ورقة عن أشهر رحالة عربي اكتشف أريزونا ونيو مكسيكو شارك الباحث المغربي شعيب حليفي، أخيرا، ضمن أيام ثقافية دولية نظمت بجامعة غرناطة بإسبانيا تمحورت حول رحالة مغربي من القرن السادس عشر الميلادي يدعى مصطفى الأزموري ومشهور بلقب "ستيبانيكو" ويعد من أعظم المستكشفين في تاريخ أمريكا الشمالية، إذ استكشف عمق ولاية اريزونا ونيو مكسيكو الحديثة، وهو أول مستكشف كبير في أمريكا، من أصل عربي إفريقي ( مغربي ). وشارك الدكتور حليفي بالمحاضرة الافتتاحية للأيام الثقافية التي اختار لها عنوان "مصطفى الأزموري ستيبانيكو: مسارات القدر" بحضور مجموعة من الأساتذة والباحثين وطلبة أقسام الفلسفة والفرنسية واللغات الشرقية وبعض المهتمين الإسبان.وأهدى حليفي ورقته لرفيقه وزميله بكلية الآداب ابن امسيك بالدار البيضاء عبد الواحد خيري الذي توفي أياما قليلة قبل هذه التظاهرة إثر حادثة سير، وقد قسمها (أي الورقة) إلى تمهيد ومحورين أساسيين، إذ توقف في التمهيد عند مرحلة القرن السادس عشر الميلادي وتحديدا في الفترة بين سنتي 1492 و1603، مشيرا إلى أن أوروبا، بعد أن استعادت الأندلس، دخلت في مرحلة دموية عنيفة من خلال محاكم التفتيش والتخطيط لغزو العالم العربي خاصة المغرب بهدف نشر المسيحية ودرءا لكل خطر محتمل.وأضاف أن شبه الجزيرة الإيبيرية استعادت الوعي التوسعي بالتملك عبر فتح عوالم جديدة بديلة عن العالم القديم، ورؤية ذات ترتيبات دينية وسياسية واقتصادية وثقافية، أما على الصعيد المغربي، فإن الدولة الوطاسية لم تعد قادرة على ضمان الأمن الغذائي والروحي والعسكري، مما مكن من صعود قوة السعديين وهي ترفع شعار الجهاد لتحرير السواحل المغربية من الاحتلال الإسباني والبرتغالي.كما توقف حليفي عند بعض التواريخ الأساسية، منها احتلال أزمور من طرف البرتغاليين سنة 1513، والمجاعات القاتلة التي شهدها مغرب السادس عشر، ثم السياق الاجتماعي والثقافي والمظاهر التي ولدت تعبيرات شعبية عاكسة حجم الفراغ الروحي وهبوط القيم وانتشار البدع والخرافات وأشكال السحر والتنبؤ في مدينة أزمور وعدد آخر من المدن المغربية.وانتقل الباحث المغربي إلى المحور الأول الذي عنونه ب"مكر التاريخ ومصادفات الأسر" مشيرا إلى أسْر واختطاف مصطفى الأزموري مثل غيره من أبناء وبنات أزمور من طرف البرتغاليين، إلى أن بيع في سوق للرقيق بإشبيلية لأحد النبلاء الاسبان وهو أندريس دورانتيس، وهو الذي غيّر للأزموري لقبه واستبدله باستيبانيكو.أما المحور الثاني وهو بعنوان "السندباد المغربي ورحلاته السبع" وهو المحور الذي فصل فيه شعيب حليفي القول مدققا ومصححا معلقا على كل محطات الرحلة الاستكشافية المنطلقة يوم 17 يونيو 1527 بقيادة نارفاييز و600 مرافق ضمنهم مصطفى الأزموري وسيده دورانتيس وأمين وموثق الرحلة كابيزا دي كافا.وكانت رحلة على خمس سفن ستقضي حوالي أربع سنوات في مغامرات قاتلة كانت آخرها حينما سيطوح البحر بأعاصيره بمحاذاة "لويزايانا" بمن تبقى من الستمائة مغامر بمن فيهم قائدهم ، نارفاييز، وحينما هدأت العاصفة سيجد أربعة فقط من الناجين أنفسهم مرميين كبقايا قدر غريب على ساحل مالهادو كافيستون أو سان لوي وهم مصطفى الأزموري ودورانتيس و كابيزا دي فاكا وألونسو مالدونادو. وخلال أربع سنوات ظلوا معتقلين لدى إحدى القبائل قبل أن يفروا في أبريل 1534 في اتجاه المكسيك، وفي رحلتهم الجديدة التي ستدوم سنتين تحول الأزموري إلى قائد روحاني اشتهر بمداواة أمراض السكان الأصليين، ما جعله يشتهر كقديس آت من السماء فلقبوه "ابن الشمس"، وأصبح يجيد بالإضافة إلى الدارجة المغربية الإسبانية والبرتغالية وخمس لهجات محلية. عزيز المجدوب

شعيب حليفي يحاضر عن الرحالة الأزموري بغرناطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الموثقون والعدول... أي دور في إصلاح العدالة؟

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل..."ما زلنا على الطريق"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات