اختلالات بنكية … تحويلات مشبوهة

عرفت الجديدة مجموعة من القضايا مرتبطة باختلالات بنكية تم رصدها بحلول لجان تفتيش مركزية، وقفت على وجود خصاص في المؤونة المالية بخزائن وكالات بنكية مطابقة لتلك المدونة في الكشوفات، واتضح منذ البداية أن الأمر يتعلق باختلاسات ممنهجة ، قبل أن يقود التدقيق إلى أنها تسهيلات منحت بدون موجب حق لمقاولات ونافذين بالمدينة عجزوا عن الوفاء بردها. ففي 2002 تفجرت بوكالة بنكية بالجديدة ، فضيحة اختفاء 1,8 مليار سنتيم عندما دقق مفتشون في القضية، قبل أن يوجهوا تهما ثقيلة لمدير الوكالة الموجود في حالة فرار إلى حد الآن وسبعة من بنكيين عاملين معه، ولدى الضابطة القضائية تواترت حينها مجموعة من الاعترافات صب البعض منها في أن المكلف بالأداء كان يقوم بتحويلات مالية كبيرة لفائدة أشخاص اعتمدوا عليها في إحداث رواج بمقاولات يملكونها، مقابل شيكات على سبيل الضمان، وأن الأمور سارت عادية في البداية قبل أن تمتلئ خزينة الوكالة بشيكات مقاصة للمعنيين بالأمر رجعت لدى دفعها بدون رصيد، واكتشف المحققون أن من بين الشيكات التي تعود لبنكيين عاملين بالوكالة ، موضوعة لدى موظف الأداء ضمانة عن تسهيلات بنكية لفائدتهم دأبوا عادة على تسديدها في فترات مختلفة. وأثناء المحاكمة بغرفة الجنايات التي أدانت البنكيين بعقوبات حبسية تراوحت بين أربع وست سنوات، بعد أن وجهت لهم تهمة المشاركة وعدم التبليغ عن عمليات خارج الضوابط القانونية، تمسك البنكيون بضرورة إحضار شيكات جميع الأشخاص الذين استفادوا من التسهيلات غير القانونية، لافتين الانتباه إلى أن العديد منها اختفى في ظروف غامضة وأنهم مجرد ضحايا، فيما قضت أخيرا، هيأة حكم عليهم بسداد مبلغ 1,8 مليار سنتيم بالتضامن. وفي قضية ثانية مشابهة لم يمض عليها إلا زمن يسير، حلت لجنة تفتيش بشكل مفاجئ بوكالة بنكية تقع بمنطقة للازهرة بالجديدة، ولدى اطلاعها على مختلف العمليات البنكية بالوكالة، وقفت على خصاص يناهز 6 ملايين سنتيم، ولما حاصرت مدير الوكالة بمجموعة من الأسئلة الدقيقة، لم يجد بدا من الاعتراف بأنه دأب على منح تسهيلات إلى مقاولات تشتغل في مجال المناولة بعدد من المشاريع التي يعرفها الإقليم وذلك مقابل شيكات على سبيل الضمان، وأنها عمليات لا تطول في الزمان حتى لا تؤثر على السير العادي للمعاملات المالية بالوكالة، وكانت الأمور تتم عادية لكن ليس كل مرة تسلم الجرة. لحظتها ربط المدير الاتصال بصاحب المقاولة المستفيد من التسهيلات المشبوهة ، وطالبه بضرورة إحضار مبلغ 6 ملايين درهم، لأنه في ورطة مع لجنة تفتيش وأن ذلك يكتسي صبغة الاستعجال، قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وبالفعل حضر المقاول إلى الوكالة وبمجرد حصوله على الشيكات، قيل إنه عمد إلى تمزيقها وغادر الوكالة دون تسديد المبلغ سالف الذكر، تاركا المدير يضرب أخماسا في أسداس لفقدانه الوثيقة الأساسية التي كانت تضمن له استرجاع حقوق البنك. بذلك تجاوزت القضية عتبة الوكالة ووصلت إلى الشرطة القضائية التي عمقت البحث فيها، في محاولة لاستجلاء ما خفي منها من فصول، بينما حررت مذكرة بحث عن المقاول الذي غادر نحو الخارج، بعد أن وضعت بأمر من النيابة العامة مدير الوكالة رهن تدابير الحراسة النظرية والاستماع إليه في محضر قانوني بشأن القيام بتحويلات لفائدة أغيار، عبارة عن تسهيلات مقابل شيكات ضمان. وبعد أن تناهى إلى علمه بالأمر، قفل المقاول راجعا إلى أرض الوطن ، وألقت عليه القبض شرطة الحدود وسلمته إلى الشرطة القضائية بالجديدة، التي استمعت إليه في محضر رسمي، ولم يشفع له تسديد المبلغ سالف الذكر الذي استفاد منه من المتابعة، إذ وجهت إليه النيابة العامة تهمة تبديد شيكات، وبعد عدة جلسات تابعته هيأة حكم بغرفة الجنايات الابتدائية بالمنسوب إليه وعاقبته بالحبس النافذ، بينما فقد مدير الوكالة منصبه بعد أن قضى مدة وراء القضبان. عبد الله غيتومي (الجديدة)

اختلالات بنكية … تحويلات مشبوهة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلاسات البنوك ... حيل وتلاعبات

رسالة تهنئة من الملك إلى رئيس موريتانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات