الحماية الاجتماعية … الكذبة الكبرى!

منظومة تقترب من الإفلاس والحكومة لا تملك رؤية واضحة لإدماج ملايين المغاربة تعترف الدولة، من أعلى مستوياتها، بوصول نظام الحماية الاجتماعية المعتمد منذ عقود إلى الباب المسدود، بعد تزايد عدد المواطنين الموجودين خارج أي شكل من أشكال التغطية، ويواجهون صعوبات في الولوج إلى الخدمات الاجتماعية والاستفادة منها على قدر من المساواة والتضامن. وتشكل الحماية الاجتماعية جزءا من السياسة العمومية للدولة في المجال الاجتماعي، وهي آلية لبناء مجتمع تسود فيه العدالة والاستقرار، آلية تدمج مبادئ المساواة الاجتماعية وحقوق الإنسان لتحسين الرفاه العام لجميع المواطنين والمواطنات بمختلف فئاتهم. لكن عددا من التقارير الصادرة عن مجالس ومؤسسات تابعة للدولة ما لبثت تشير إلى معضلة ومحدودية النظام الحالي الذي لا يغطي سوى 30 في المائة من المواطنين، بينما تواجه الأغلبية وحدها صعوبات الحياة والصحة والشغل والتقاعد والهشاشة وتحمل الفئات في وضعية صعبة مثل الأطفال والمعاقين والمسنين والأرامل. ومنذ الخطاب الملكي الأخير، بدأت الحكومة في التحرك لتغطية هذا الفراغ ووضعت عددا من التدابير والإجراءات في قانون مالية 2019 تظل ناقصة عن الوصول إلى الهدف الأساسي، أي بلورة نظام متكامل وناجع يرتكز على تطوير وتحسين السياسات والبرامج المعتمدة وتعزيز الموارد المالية اللازمة للقطاعات الاجتماعية ذات الصلة، حتى يشعر جميع المواطنين أنهم يوجدون تحت سقف دولة يحميهم من تقلبات الحياة وعواصفها. وتسبب تعدد أنظمة التقاعد وصناديقها، وعدم تقاربها وانسجام قواعد تدبيرها، في استبعاد ملايين المغاربة من مظلة الحماية الاجتماعية، ذلك أن أمراض الصندوق المغربي للتقاعد، والصندوق الجماعي لمنح رواتب التقاعد، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وكذا الصندوق المهني المغربي للتقاعد، وصلت إلى مراحل متقدمة، باتت تهدد مستقبل الأجيال الحالية من المتقاعدين، ما استنفر الحكومة من أجل التحرك لمعالجتها، باعتبار حساسية هذا النوع من أنظمة التأمين الاجتماعي، التي تستدعي اتخاذ إجراءات إصلاح استباقية. من جانبها، لم تؤد الإصلاحات المتتالية لمنظومة التغطية الصحية، سوى لمفاقمة العجز والفوارق بين الفئات والسكان والمناطق، كما أظهرت الإجراءات المتخذة لحد الآن محدوديتها، سواء في حماية سوق الشغل، أو حماية الفئات الهشة والأطفال في وضعية صعبة، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ي. س

الحماية الاجتماعية … الكذبة الكبرى!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هروب جزائري إلى الأمام

سراب في مهب الأحزاب

مقالات ذات صلة