القصر والعدالة والتنمية… إستراتيجية المد والجزر

المؤسسة الملكية تراهن على جعل رئاسة الحزب للحكومة انعكاسا للانفتاح السياسي والحزب يبحث ربحا سياسيا في محاضرة بالمدرسة العليا للتجارة في العاصمة الفرنسية، باريس، حول الأوضاع في العالم العربي، قدم الأمير مولاي هشام قراءة مختلفة لما يجري منذ تعيين القصر لأمين عام العدالة والتنمية رئيسا للحكومة. تفكيك العلاقة بين القصر والحزبتحدث الأمير عن "ضيق الهامش المتاح أمام الحكومة ذات الطابع السياسي برئاسة عبد الإله بنكيران، واستحالة قيام المؤسسة الملكية في وضعها الراهن والقوى المؤسساتية بحل للمشاكل البنيوية التي تعانيها البلاد". بالمقابل، لم يستبعد الأمير في تفكيكه للعلاقة بين القصر وحزب العدالة والتنمية، "وجود منافسة بين الطرفين خاصة أن القصر يرتاب في هذا الحزب نوعا ما، الأمر الذي سيدفع الحزب في البدء إلى إبداء الولاء في محاولة منه لتبديد تلك الشكوك"، يقول مولاي هشام في معرض مداخلته، مثيرا وجود اختلاف في استراتيجية الطرفين، لأن "المؤسسة الملكية تريد أن تجعل من وصول العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة انعكاسا للانفتاح السياسي، بينما يبحث العدالة والتنمية عن تقديم نفسه قوة سياسية لا محيد عنها في الظرفية الحالية".ويرى الكثير من المتتبعين أن العدالة والتنمية فعل كل ما في وسعه من أجل تبديد هذه المخاوف، وتحول إلى حزب يبحث عن التوافقات السياسية ويستفيد من وضعية الانخراط في المؤسسات الذي بدأه منذ سنة 1997، مع تجربة الراحل عبد الكريم الخطيب، وقد نجح في هذه الإستراتيجية بفعل مراجعاته السياسية في مرحلة تدبيره للشأن الحكومي، وهو ما علق عليه الأمير مولاي هشام بالحديث عن "وجود رغبة لدى القصر ولدى حزب العدالة والتنمية في تجاوز الأزمات، لأن كل ضغط من الحزب على القصر قد يدفع الملكية إلى وضع حد لهذه التجربة، الأمر الذي سيجعل حزب العدالة والتنمية في موقف حرج ويفقده المصداقية أمام المجتمع المغربي بسبب الثقة الزائدة في المخزن".مراجعات حزبية لتبديد الشكوكفي سبيل تحسين صورة الحزب لدى القصر، سعى العدالة والتنمية إلى تقديم مجموعة من التنازلات عبر القيام بمجموعة من المراجعات السياسية. فقد تخلى عن حربه ضد الهمة وتصالح مع الرجل الذي وجده في الديوان الملكي، مستشارا مكلفا بتنسيق تحركاته وتوجيهه نحو تشكيل الحكومة بداية ثم بمتابعة عمله وتحوله إلى صلة بين الملك ورئيس الحكومة، بالمقابل، بدأت بصمات الهمة حاضرة في حسم الخلافات مع أقطاب التحالف الحكومي الذي شكله بنكيران، فقد حمل المستشار فؤاد عالي الهمة، ما ثقل على رئيس الحكومة وهو يفاوض لتشكيل حكومته، بعد أن استنفدت كثيرا من الوقت والجهد من بنكيران، وتطلبت منه وقتا ليس هينا جعلت البعض يشكك في قدرة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على إقناع تحالفه بتبادل التنازلات للخروج من مأزق تشكيل الحكومة. بادر بنكيران إلى طي صفحة الخلافات بمهاتفة الهمة لتهنئته مباشرة بعد تعيينه مستشارا للملك، في حين اعتبر مصطفى الرميد، القيادي في الحزب، أن هذا التعيين عودة للهمة إلى وضعه الطبيعي بعيدا عن التنافس الحزبي.غير أن هذا التحالف لم ينه متاعب رئيس الحكومة، فالأخبار المسربة تشير إلى أن "خرجات" بنكيران لا تروق كثيرا لمحيط الملك، وهي "الملاحظة" التي يروج أنها أثيرت خلال الجلسة التي جمعت بين بنكيران ووزير الدولة عبد الله باها ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، على خلفية الضجة التي أثيرت حول دفاتر التحملات. كان لابد أن يسمع رئيس الحكومة بعض الكلام على تصريحاته، حتى يصححها ويصدر بلاغا يقول فيه إن ما صدر عنه، بشأن محيط الملك، تم تحريفه وتأويله وإخراجه عن سياقه الأصلي في ما يشبه اعتذارا ضمنيا مقبولا. إحسان الحافظي

القصر والعدالة والتنمية… إستراتيجية المد والجزر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: الخطيب… عراب إسلاميي المخزن

بروفايل: أحمد الريسوني...الثمن السياسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات