بورتري: الخطيب… عراب إسلاميي المخزن

يعد الدكتور الخطيب من أبرز قياديي المقاومة وجيش التحرير، وأحد رواد الحركة الوطنية المقربين من القصر، كان يعد من أقرب المقربين إلى العائلة الملكية، وقنوات وصل أساسية بين القصر ومحيطه في عدد من الملفات الهامة، كما كانت له صلات واسعة بعدد من قدماء المحاربين وجيش التحرير وبزعماء جزائريين وقادة التحرير في افريقيا والعالم العربي. انخرط في الكفاح المسلح ضد الاستعمار لما كن طبيبا يقدم إسعافات لعدد من المقاومين، بل وشارك في عمليات نقل سلاح إلى عدد من الجبهات وإلى قادة جبهة التحرير الوطنية بالجزائر.عرف عن الخطيب صرامته وتشبثه بمبادئ الدفاع عن الملكية وثوابت البلاد مهما كلفه ذلك من ثمن، وكان مثار جدل واسع بسبب تصريحاته ومواقفه الجريئة في عدد من القضايا السياسية، إلا أن وفاءه للقصر وقربه من دوائر القرار به، كان يشفع له في الكثير من الأحيان.من مؤسسي جبهة الدفاع عن المؤسسات، التي تشكلت سنة 1963 لمواجهة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما لعب دورا أساسيا في تأسيس حزب الحركة الشعبية سنة 1958 في مواجه المد المتنامي آنذاك لحزب الاستقلال، وكان الخطيب مصدر العديد من القرارات الاستراتيجية سواء في عهد الملك محمد الخامس أو الحسن الثاني، وساهم في العديد من المحطات السياسية الهامة التي عرفها مغرب الاستقلال، كما كان حريصا على تذكير مقربين منه دائما بأنه قد يكون "ضد الملك من أجل الملكية"، وهو ما جعله على خلاف مع الراحل الحسن الثاني في عدد من القرارات، إلا أنه بالمقابل لعب ادوارا طلائعية لفائدة الملكية في المراحل الصعبة التي اجتازتها خلال الحرب الباردة.تأسيسه للحركة الشعبية الدستورية سنة 1967 جاء بعدما انفرط عقد التحالف الذي جمعه بأحرضان ضمن إطار جبهة الدفاع عن المؤسسات التي لم تعمر طويلا، والتي اتخذت شعارا لها الدفاع عن الملكية والدستور وثوابت البلاد.كان الخطيب رجل المخزن الأكثر ميلا إلى الإسلاميين، واتهمه البعض بالضلوع في عملية اغتيال عمر بنجلون، رغم عدم وجود أدلة ملموسة تورطه، إلا أن عداءه التاريخي لموجة اليسار السبعيني جعله مقربا أكثر من الجماعات الإسلامية التي يرجع الفضل في بروزها إلى الدولة، التي رأت فيها خير وسيلة لتحجيم قوة اليسار، قبل أن تنقلب عليها بعد ذلك بعد مطاردة زعماء الشبيبة الإسلامية وتفكيك خلاياها التي كانت تخطط لقلب نظام الحكم.تقرب إخوان بنكيران، المتحدر أغلبهم من الشبيبة الإسلامية، من الدكتور الخطيب، الذي كان يمثل بالنسبة إليهم عباءة المخزن التي احتموا بها بعدما رفضت السلطات الترخيص لهم بإنشاء حزب سياسي، فتلقوا الإشارة بالالتحاق بحزب الخطيب الذي سيبدل اسمه في ما بعد ليبصح العدالة والتنمية، وكان زعيم الحركة الشعبية الدستورية متوجسا في البداية من ضم إخوة بنكيران قبل أن يقنعه بعد رواد جماعة الإخوان المصريين الذي كان يقيم بالمغرب أهمية ضمهم إلى صفوفه.يتحدر الدكتور عبد الكريم الخطيب من أصول جزائرية. درس الطب في مدينة الجزائر العاصمة، وتولى منصب نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا خلال السنة الدراسية 1944-1945، وفي عام 1951 أصبح الدكتور الخطيب أول طبيب جراح في المغرب.في عام 1957 غادر الدكتور الخطيب حزب الاستقلال متهما إياه بأنه يمثل "بورجوازية المدن"، ليؤسس مع المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية. ووضع على رأسه بعض قادة جيش التحرير.في فبراير 1967، أسس الخطيب حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بعد انسحابه من حزب الحركة الشعبية، وفي عام 1996 احتضن إسلاميي حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، ففتح لهم أبواب حزبه الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، والتي تحولت عام 1999 إلى حزب العدالة والتنمية، وتولى الأمانة العامة إلى عام 2004، ثم أسندت إليه رئاسة الحزب إلى وفاته عام 2008. رشيد باحة

بورتري: الخطيب… عراب إسلاميي المخزن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: العدالة والتنمية أحد أذرع الملكية

القصر والعدالة والتنمية... إستراتيجية المد والجزر

مقالات ذات صلة